فلسطيني يقتحم السفارة التركية في تل أبيب طالبا اللجوء السياسي

السفارة: يدعي أنه عميل إسرائيلي.. وحاول أخذ رهينة فأطلقنا عليه النار وأصيب بجراح خفيفة في قدمه

TT

في الوقت الذي كان فيه طاقم العاملين في السفارة التركية يستعدون لتناول الإفطار الرمضاني، تم اقتحام السفارة من شخص فلسطيني يدعي أنه عميل للاحتلال الإسرائيلي. وحسب مصدر تركي في السفارة فإنه حاول خطف رهينة فتم إطلاق الرصاص عليه مما تسبب في جرحه بشكل خفيف وتمت السيطرة عليه على الفور. ولكن مصادر إسرائيلية قالت إنها تستغرب إبقاءه في السفارة وعدم تحريره لتلقي العلاج الطبي.

وقال أحد شهود العيان إنه شاهد شخصا عاريا يحاول دخول السفارة، فأمره حارس بالتوقف فلم ينصع.. لذلك أطلق عليه الرصاص. وقبل نقله إلى العلاج قال إنه مواطن فلسطيني من رام الله. ولكن القضية لم تنته عند هذا الحدث، إذ استمر إطلاق الرصاص في الداخل، مما يشير إلى احتمال استمرار الحدث. وقد رفدت الشرطة الإسرائيلية قواتها بفرقة من الوحدات الخاصة المدربة على معالجة قضايا خطف رهائن وزودتها بأخصائيين نفسيين مدربين على إدارة مفاوضات مع خاطفين. ولم تستبعد الشرطة أن يكون رهائن داخل السفارة.

وفي وقت لاحق قال مصدر في الشرطة إن الحادث لا يستحق اهتماما زائدا، وإن شخصا واحدا هو الذي اقتحم السفارة وهو معروف لها، اسمه نديم إنجاصي من رام الله، وقد سبق واقتحم السفارة البريطانية في تل أبيب قبل أربع سنوات وهو يحمل مسدسا دمية وتمت السيطرة عليه بسهولة، وهذا ما سيحدث حاليا. وقد طلب في حينه الحصول على حق اللجوء السياسي في بريطانيا وهدد بالانتحار إذا لم يحصل على مراده. وقد سيطرت عليه وحدة إسرائيلية خاصة، بعد أن سمحت السفارة لها بالدخول، ووجدته يحمل كمية كبيرة من النقود. وقال يومها إن جنودا يعملون في حاجز عسكري في الضفة الغربية هم الذين دفعوه إلى هذا العمل، وإن السلطة الفلسطينية قالت لهؤلاء الجنود: «افعلوا به ما تشاءون». وقد تمت محاكمته وإدانته، ولكن أطلق سراحه قبل انتهاء المدة بسبب عدم قدرته النفسية على البقاء في السجن. وإنه معروف كمختل نفسيا. لكن المصدر في الشرطة الإسرائيلية أوضح أن الشاب الفلسطيني دخل إلى السفارة بموافقة الأتراك. فقد حاول حارس إسرائيلي منعه، ولكن باب السفارة قد فتح وقال حارس تركي إن الشخص معروف لهم. وما أن دخل، حتى سمع إطلاق رصاص وراح إنجاصي يصيح أنه أخذ رهينتين واحتجزهما في غرفة داخل السفارة وأنه مسلح ويحمل مواد حارقة. ثم ظهر على الشباك في مبنى السفارة وخلع ملابسه وقال إنه سيقضي على أي يهودي يقترب من المكان. وإنه جريح في قدمه.

وفي آخر تصريح من وزارة الخارجية أن الشاب طلب اللجوء السياسي في تركيا. وعندما أبلغوه بالرفض هجم على حارس تركي ليأخذه رهينة وهو يحمل سكينا ومسدسا دمية. وحسب مصدر تركي، أطلق الرصاص عليه فأصيب إصابة خفيفة في قدمه. وإنه تمت السيطرة عليه وهو يخضع للتحقيق. ورفض الأتراك تسليمه للسلطات الإسرائيلية حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية، خصوصا أنه ظل يدعي أنه عميل للاحتلال الإسرائيلي وأنه لم يعد يطيق الحياة في السلطة الفلسطينية. ولكن ناطقا بلسان المخابرات الإسرائيلية سارع إلى نفي ذلك. وقال إنهم في رام الله يعرفونه على أنه يلوح دائما بالعمالة لكي يخيف مقابليه، ولكن أحدا لا يتأثر لأنه مختل عقليا.

المعروف أن السفارة التركية في تل أبيب تقوم في مبنى متوسط من أربعة طوابق في شارع هيركون في تل أبيب، على مقربة من مقر السفارات الأميركية والصينية والفرنسية. وقد شهدت ساحتها عدة مظاهرات في الشهور الأخيرة، منذ الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة وتدهور العلاقات الإسرائيلية - التركية. وقد نظم غالبية هذه المظاهرات نشطاء اليمين المتطرف، الذين رفعوا شعار «أردوغان إسلامي فاشي»، و«الناس يموتون في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والأتراك فرحون» وغيرهما..

وعلى الرغم من أجواء التوتر بين البلدين، فقد حضر إلى السفارة مسؤول كبير من الخارجية الإسرائيلية واجتمع إلى نائبة السفير التركي لدى إسرائيل، طولغا أونكو، لتنسيق الموقف.