ابتدع فنان سوداني يدير بيتا للفنون طرقا جديدة لجمع التبرعات للمتضررين من فيضانات في شرق البلاد، وذلك بتخصيص حفل خيري تكون قيمة تذكرته «حذاء أطفال»، كما استبدل الفنان في حفل آخر كتابا لتشجيع الثقافة بالتذكرة.
ويقيم «بيت الفنون السوداني» مساء اليوم حفلا خيريا لصالح المتضررين من فيضانات ضربت جنوب ولاية البحر الأحمر شرق السودان قبل أسابيع لقي فيها العشرات مصرعهم في حين لا تزال بعض الجثث مفقودة بين جبال ووديان مناطق معزولة بمحليتي طوكر وعقيق يصعب الوصول إليها، بينما تعيش آلاف الأسر في العراء وتفتقد للإعانات الإنسانية. وبادرت مجموعة من الشباب الناشطين بإطلاق حملة للتضامن مع متضرري فيضانات طوكر. وقرر بيت الفنون الذي يملكه ويديره الممثل والمخرج والشاعر طارق الأمين إقامة حفل خيري اليوم. وقال الأمين لـ«الشرق الأوسط»: «قررنا أن تكون التذكرة هي حذاء أطفال بدلا من السعر النقدي، ونفكر في تكوين جبال من الأحذية لأطفال منسيين في أقاصي الشرق ومهملين من كل الناس في السودان وفي الخارج». وكان الأمين قد جعل الشهر الماضي كذلك تذكرة الدخول لحفل خيري كتابا لتكوين مكتبة ثقافية باسم الكاتب السوداني الراحل علي المك. وأكد جمع كمية كبيرة من الكتب الأدبية والفكرية والتاريخية والسياسية والدينية كنواة للمكتبة. وتأتي الدعوة في وقت يفكر فيه صاحب دار شهيرة للكتب في إغلاق مكتبته بعد الركود في حركة شراء الكتاب في السودان. يشار إلى أن السودانيين كانوا يرددون في السابق مقولة تؤكد أن «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ»، في إشارة إلى فخرهم باطلاعهم ونهمهم بالقراءة.