معرض في لندن يدهش زواره بكنوز ونفائس قصر باكنغهام

«عام الملكة» يعرض 200 قطعة من مقتنيات الملكة إليزابيث وملابسها

صورة أرشيفية للملكة إليزابيث في مكتبها (رويال كولكشن)
TT

يفتتح قصر باكنغهام في قلب لندن أبوابه أمام الزائرين صيف كل عام لمدة نحو شهرين لمشاهدة قاعات وغرف القصر الفخمة وأثاثه الذي يعود إلى أكثر من 200 عام، ناهيك بلوحات أشهر الرسامين في العالم مثل رامبرانت وغيره، والتحف المذهبة والثريات العملاقة المصنوعة من الكريستال والسجاد الفاخر والستائر والخزف الصيني.. إلخ. لكن هذا العام أراد القائمون على القصر تقديم رؤية مختلفة لهؤلاء الزوار القادمين من شتى أنحاء العالم، من خلال تسليط الضوء على أنشطة سكان القصر أنفسهم وعلى رأسهم ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية.

فقد افتتح القصر هذا الصيف معرض «عام الملكة» الذي يقدم عرضا نادرا لمهام ملكة بريطانيا وأنشطتها على امتداد عام من خلال عرض 200 قطعة من مقتنياتها، سواء الفساتين والقبعات والمجوهرات التي ارتدتها خلال تلك الفعاليات أو من خلال الهدايا التي تلقتها من مختلف دول العالم في مناسبات عدة منها عيد ميلادها.

ويقول ديفيد أوكاي، مساعد نائب مسؤول دائرة المقتنيات الفنية الملكية، لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من المعرض تقديم شيء جديد ومثير حول صاحبة الجلالة الملكة»، ويضيف قائلا: «ما اكتشفناه عبر الأعوام أن زوار قصر باكنغهام يظهرون اهتماما بفن وعمارة القصر، غير أنهم يرغبون جدا في معرفة ما يتعلق بالملكة نفسها». ويصف المسؤول في المعرض بالقول إنه «عرض للتفاعل بين رأس الدولة والأمة».

وتقوم الملكة إليزابيث، (84 عاما)، بنحو 400 نشاط مختلف خلال العام الواحد، ويوضح أوكاي أن «تنوع تلك الأنشطة أعطى للمعرض فرصة لتنوع المعروضات، مثل حضور صاحبة الجلالة العرض الملكي السينمائي السنوي الذي أعطانا فرصة لتضمين المعرض واحدا من الفساتين الرائعة للملكة والذي ارتدته عام 1962 أثناء حضورها عرض فيلم «قصة الحي الغربي».

ويحفل المعرض، الذي يستمر حتى مطلع أكتوبر (تشرين الأول) بكنوز من مخازن القصر التي لم يرها أحد من قبل، من ضمنها السرج الشخصي للملكة الذي استخدمته حتى عام 1986 في الاستعراض العسكري السنوي، كما يضم المعرض الثوب المخملي القرمزي اللون والمدهش، طوله أكثر من خمسة أمتار، والذي تفتتح به كل عام البرلمان البريطاني رسميا. ولم يعرض هذا الثوب سابقا «لأنه ضخم جدا»، كما يقول القائمون على المعرض.

ويزور قصر باكنغهام لدى افتتاحه كل صيف نحو 400 ألف زائر سنويا، ويقول أحد الزوار، وهو مواطن إنجليزي «إنها المرة الأولى التي أزور فيها قصر باكنغهام، والأمر كله مثير بالنسبة إلي، كما أجد المعرض رائعا».

وقالت سيدتان عراقيتان أثناء مشاهدتهما المعرض لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من زيارتنا أولا هو مشاهدة القصر وثانيا المعرض»، وأضافت إحداهما قائلة «إنه رائع، ولكني رأيت قصورا أكثر دهشة وفخامة في عالمنا العربي، أعتقد أن قصور صدام أنفقت فيها أموال طائلة أكثر مما أراه هنا».

وكان قصر باكنغهام، ضمن بلدية وستمنستر وسط لندن، قد عرف لدى تشييده عام 1703 باسم منزل باكنغهام، غير أنه جرى توسيعه في القرن التاسع عشر بعد تكليف المعماري الشهير جون ناش بالمهمة، من خلال إضافة أجنحة وأبنية جديدة للبناء الأصلي، وأصبح يسمى قصر باكنغهام، ولدى تولي الملكة فيكتوريا العرش عام 1837 اتخذته مقرا لها، ومنذ ذلك الحين أصبح القصر مقرا رسميا للعائلة المالكة في بريطانيا وحتى هذه اللحظة.

وقسم معرض «عام الملكة» على أساس الفصول ابتداء من فصل الخريف، حيث إن أبرز نشاطات الملكة في ذلك الفصل تكريم ضحايا الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) في ذكرى انتهاء الحرب، في نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وكذلك إقامة حفل الاستقبال الدبلوماسي الذي تدعو إليه ملكة بريطانيا أكثر من 1500 شخصية كل عام من نحو 130 دولة والذي يقام في نوفمبر أيضا، فضلا عن افتتاح جلسات البرلمان الذي يقام عادة نهاية الشهر ذاته.

بينما تكون أبرز نشاطات الملكة في الشتاء حضور العرض الملكي السينمائي السنوي الذي تقابل خلاله أبرز الشخصيات في عالم صناعة الأفلام في المملكة المتحدة. وكذلك إلقاء خطابها السنوي إلى الأمة بمناسبة عيد الميلاد في الساعة الثالثة عصرا من يوم 25 ديسمبر (كانون الأول)، ثم قضاؤها عطلة عيد الميلاد مع العائلة المالكة في ضيعة ساندرنغهام في مقاطعة نورفولك في إنجلترا حتى شهر فبراير (شباط) من كل عام.

أما أبرز حدث في فصل الربيع، فهو الاحتفال مع عائلتها بعيد ميلادها في 21 أبريل (نيسان)، كما تحتفل الملكة بهذه المناسبة مرة ثانية ولكن بشكل رسمي في يونيو (حزيران) من خلال استعراض عسكري وتتسلم الملكة سنويا نحو 3000 بطاقة تهنئة مرسلة من أفراد الشعب.

أما فصل الصيف، فيحفل بنشاطات أخرى متعددة مثل حضور عرض الخيول الملكي الذي يقام في مايو (أيار) أو يونيو من كل عام في قلعة وندسور غرب لندن، وكذلك حضور عرض مبهر للزهور.

وعلى الرغم من تعدد نشاطاتها، فإن ملكة بريطانيا تحافظ على طقوس ثابتة خلال اليوم الواحد أبرزها قراءة الصحف البريطانية صباحا ثم مطالعة مراسلاتها، إذ إنها تتسلم يوميا نحو 200 - 300 رسالة، تختار عددا منها عشوائيا لقراءتها ثم تطلب من موظفيها الإجابة عن تلك الرسائل بالطريقة التي تفضلها.