بركلات الترجيح.. يوفنتوس يتغلب على الميلان ويفوز بكأس برلسكوني الودية

عودة ميلو ودييغو للتألق.. والميلان ما زال يعاني من عقم تهديفي

TT

فاز فريق يوفنتوس بكأس بيرلسكوني الودية بعد فوزه على فريق ميلان 5/4 بضربات الترجيح إثر انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي.

وأهدر تياغو سيلفا، لاعب الميلان، ضربة الجزاء التي منحت الفوز بالكأس لفريق اليوفي بعد أداء غير مقنع من الفريقين طوال اللقاء، وإن كان الميلان أكثر خطورة على فترات، بفضل رونالدينهو، بينما تمثلت خطورة اليوفي في اللاعب دييغو.

ودعم نادي اليوفي صفوف فريقه بلاعبين جديدين في وسط الملعب، هما ألبرتو أكويلاني، الذي جري أمس خضوعه للفحص الطبي، وفيليبو ميلو، الذي شارك في المباراة الودية أمام الميلان. وقد أدى اللاعب البرازيلي بشكل جيد وأظهر تركيزا وهدوءا واستمرارية مثيرة للدهشة، لأن اللاعب حتى ذلك اللقاء لم يكن قد شارك سوى لمدة 55 دقيقة في بطولة تيم الودية، و21 دقيقة أخرى أمام فريق غراتس النمساوي في بطولة الدوري الأوروبي. وعلى الرغم من ذلك فقد امتلك ميلو منطقة وسط الملعب بطريقة راقت للجميع وقاد فريق اليوفي، وتولي تنظيم الشقين الدفاعي والهجومي. وكان ميلو يتحدث كثيرا مع مدرب فريقه ديل نيري، وينادي على زملائه ويوبخهم. لقد بدا ميلو لاعبا آخر مختلفا تماما عما ظهر عليه الموسم الماضي، وكأنه حقا لاعب جديد ينضم لصفوف الفريق.

ويجب أن يتم حفظ موسم 2010 - 2009 بالنسبة لنادي اليوفي في الأرشيف وألا يتم الحديث عنه بعد ذلك، فقد كان موسما كارثيا، ولا يمكن أن يتكرر. لقد كان دييغو يؤدي بشكل سيئ خلال الموسم المنصرم، لكن لا ينبغي تقييم أي لاعب في فريق اليوفي على أدائه في الموسم الماضي، وسيصبح الموسم المقبل حاسما في تقييم عدد كبير من اللاعبين، وعلى رأسهم دييغو وفيليب ميلو. لقد لعب دييغو في مباراة كأس بيرلسكوني كبديل لديل بييرو، الذي أعرب عن رضاه عن المباراة على الرغم من تغييره، حيث صرح قائد فريق اليوفي قائلا عقب نهاية المباراة: «لقد كانت مباراة جيدة. وكلا الفريقين يطارد فريق الإنتر، الذي يعتبر أكثر قوة ولديه أفضلية نسبية عن الآخرين». وبعد نزوله تمكن دييغو من رفع إيقاع المباراة والمراوغة والتسديد. لكن أهم ما أظهرته تلك المباراة هو أداء فيليب ميلو الذي يتحسن باستمرار وفقا لعملية تطور مستوى الفريق بكامله، التي يتحدث عنها المدرب ديل نيري باستمرار.

بالتأكيد يعرف فيليب ميلو بعد المستوى الكارثي الذي ظهر به الموسم الماضي أنه لا يستطيع ارتكاب أي أخطاء في الموسم المقبل، وأنه يجب أن يتمتع بالاستمرارية في الأداء الجيد. ويجب على ميلو اكتساب حب الجماهير من جديد بالأفعال وليس بالأقوال. لكن الانطباع السائد في الوقت الحالي هو أن فيليب ميلو طوى صفحة الماضي، ويعتبر نجاحه في ذلك بعد الإحباطات الشديدة التي مر بها مع نادي اليوفي والمنتخب البرازيلي في المونديال دليلا على امتلاكه شخصية قوية. وقد يكون ديل نيري المدرب المناسب من أجل إعادة ميلو لمستواه السابق. وبالتأكيد لن يصبح ميلو لاعبا فذا من الطراز الأول، لكنه أيضا لن يكون ذلك اللاعب الخامل غير الدقيق كثير الأخطاء الذي يعاني من انفلات الأعصاب مثلما كان في الموسم الماضي. إن فيليب ميلو لاعب جيد يمنح وسط الملعب قوة وتنظيما، ولا يمتلك ديل نيري في صفوف الفريق أي لاعب يجيد تحريك الكرة ويمكنه منح الفريق تنظيما جيدا. وقد يحاول أكويلاني، الوافد الجديد فعل ذلك، لكن في منطقة أكثر تقدما في الملعب وبخصائص مختلفة على أي حال عن فيليب ميلو. وبالتالي يحتاج المدرب إلى فيليب ميلو، الذي يعتبر اللاعب الجديد الأكثر ظهورا في مباراة كأس بيرلسكوني التي أقيمت في استاد سان سيرو. ولن يتم تقديم ميلو في مؤتمر صحافي، ولن تكون هناك بيانات رسمية بشأنه، ويكفي أن يؤدي اللاعب الجديد، القديم، في فريق اليوفي بشكل جيد. وقد بدأ ذلك بالفعل في المباراة الأخيرة.. مرحبا بك في اليوفي، يا فليب ميلو.

لقد بدت المباراة بين فريقي اليوفي والميلان مشابهة لجميع المباريات الودية الأخرى التي أقيمت في فترة الإعداد للموسم الجديد. وهي مباراة فريق، هو الميلان، يستطيع المقاومة ولا ينهار على الرغم من الضغط الشديد عليه. وهذا هو الجانب الإيجابي في ذلك اللقاء. ولم تكن المباراة أيضا على مستوى فريق الميلان، ذلك الفريق المعتاد طوال تاريخه على فرض إيقاع لعبه وطريقته على المباريات. لكن الظروف تحول في بعض الأحيان دون اللعب بالطريقة نفسها المعتادة. لكن الوجه الآخر للعملة شيء لا يروق على الإطلاق لبيرلسكوني مالك النادي، وبدأ يثير بعض القلق، أيضا، في نفس المدرب أليغري قبل بداية الدوري. وهذا الشيء يتمثل في أن الفريق يسجل القليل من الأهداف، وبالتالي لا يحقق الفوز.

وستتاح لفريق الميلان غدا باستاد كامب نو في مدينة برشلونة الفرصة الأخيرة لتعديل المسار السيئ، فيما يتعلق بالتهديف قبل بداية الدوري وصراع الـ3 نقاط. وما زال الفريق يعاني من غياب الفوز في فترة الاستعداد. ففي المباريات السبع الودية التي لعبها الفريق (ومن بينها المباراتان اللتان لعبهما منذ فترة في بطولة تيم الودية) لقي الميلان هزيمة واحدة في مباراته الأولى أمام فريق فاريزي وتعادل في 6 مباريات متتالية كان آخرها مباراة الأحد الماضي أمام اليوفي في كأس بيرلسكوني. ولم يحقق الفريق الفوز سوى في المباريات التي تم فيها اللجوء لضربات الترجيح، حيث فاز الميلان على فريق باناثينايكوس اليوناني في ديترويت، وأمام فريقي اليوفي وباري بضربات الترجيح، لكنها انتصارات ستحفظ في أرشيف النادي، وليس لها أي قيمة فعلية.

إن الفريق يعاني من غياب الفوز، وبالتالي من غياب الهدافين. فلم يحقق فريق الميلان في تلك المباريات السبعة سوى 3 أهداف. وهو عدد قليل للغاية بالنظر إلى القوة الهجومية التي يمتلكها الفريق. ويعني هذا أن هناك شيئا ما زال لا يسير على ما يرام وليس بالضرورة أن يكون هذا الشيء في خط الهجوم. فقد حملت الأهداف الثلاثة توقيع رؤوس الحربة، باتو في كأس الإمارات الودية أمام فريق الأرسنال، وبوريللو في اليوم التالي أمام فريق ليون الفرنسي، ورونالدينهو أمام فريق اليوفي في بطولة تيم الودية. وكان الأمر مثيرا للدهشة في مباراة كأس بيرلسكوني، حيث حملت الفرص الخطيرة توقيع بونيرا في الشوط الأول وفلاميني في الشوط الثاني. وبالنظر إلى مشكلات باتو البدنية والوقت اللازم لرونالدينهو وبوريللو من أجل استعادة اللياقة البدنية، يحتاج الفريق إلى مساندة من لاعبي وسط الملعب، وهي المساعدة التي لم يقدموها حتى الآن.

لقد شهدت مباراة كأس بيرلسكوني تحولا في وجهة اعتراض جماهير المدرج الجنوبي لجماهير الميلان. فلم تتوجه الاعتراضات وصفارات الاستهجان إلى بيرلسكوني مثلما حدث من قبل، بل إلى «الزائدين عن الحد»، وهم اللاعبون الذين لا يدخلون ضمن خطط النادي، ولا ينوون البحث عن فريق آخر. وقبل بداية المباراة ظهرت لافتتان معبرتان كتب عليهما «يجب أن ترتبطوا بالميلان وليس بالأموال الطائلة التي تحصلون عليها»، و«من لا يدخل ضمن خطط النادي يرحل في أغسطس (آب)، فلم يعد هناك مكان في الميلان». وكان الهدف من هاتين اللافتتين واضحا، وهو الضغط بصورة مباشرة على هؤلاء اللاعبين، ومن بينهم، أيضا، كالادزي ويانكولوفسكي اللذان لم يستدعهما أليغري أيضا للمباراة الأخيرة.