ليست دولة «رعاة بقر»

TT

> تعقيبا على خبر «%20 من الأميركيين يعتقدون أن أوباما مسلم.. والبيت الأبيض يلوم حملات التضليل»، المنشور بتاريخ 21 أغسطس (آب) الحالي، أقول: «إن المجتمع الأميركي يستند إلى ثقافة القانون، ومبدأ حرية الرأي. واعتقاد بعض الأميركيين بأن أوباما مسلم يأتي في هذا الإطار. ومن حقي كمسلم يعيش في أميركا مثلا، أن أصف الرئيس بأنه كافر من دون أن أقع تحت طائلة القانون. الأميركيون ليسوا رعاة بقر وإنما هم قوم تشكلوا من كل شعوب الأرض، وأقاموا حضارة ودولة حديثة، لها ميزاتها وعيوبها مثل كل الأمم. وأقام الأميركيون هذه الحضارة بالعمل والتعليم والعلم والقانون. وحروب أميركا حدثت وتحدث نتيجة لمعادلات الصراع الدولي، وكل الأطراف لعبت أدوارا في هذه الحروب. وكما يقول التاريخ وتفرض طبيعة البشر، فإن كل أمة تبني حضارة تقوم باستخدام قوتها للدفاع عن مصالحها. مصر الإسلامية العربية، قامت بحملات حربية، غزت فيها السودان وهاجمت الحجاز وفلسطين وبلاد الشام في زمن محمد علي. إننا نهرب من ضعفنا وتخلفنا ونتخفى وراء توجيه السباب لأميركا. رعاة البقر وقضية السود وغيرها هي قضايا تسببت فيها نشأة دولة من المهاجرين من نقطة الصفر في مراحل تاريخية سابقة. أما اليوم، فالرئيس الأميركي أسود، وعندنا ألف وثلاثمائة مسجد في أميركا كعرب ومسلمين، حقوق لا نتمتع بها في بلادنا».

أمين حسني - الولايات المتحدة [email protected]