بايدن يعلن فشل «القاعدة» وإيران والمسلحين في العراق.. لكنه لم يعلن نصر بلاده

نائب الرئيس الأميركي: على القادة العراقيين أن يظهروا نفس شجاعة شعبهم

TT

أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس فشل «القاعدة» والميليشيات المتطرفة وإيران في العراق، إلا أنه لم يدّعِ انتصار بلاده فيه. وفي خطاب مطول ألقاه أمس حول انتهاء العمليات القتالية في العراق، وجه بايدن أكثر التصريحات شدة حول تشخيص فشل خصوم الولايات المتحدة في العراق. وفي حين حرصت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على عدم إعلان «النصر» في العراق حتى الآن، والحذر من تكرار خطأ الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عندما أعلن في مايو (أيار) 2003 «انتهاء المهمة»، فإن بايدن عدد «إنجازات» الجيش الأميركي في العراق. وقال: «العنف في العراق انخفض إلى مستويات تجعل المرء يعرف العراق مقارنة بمستويات العنف خلال عامي 2005 و2006». وأضاف أن «(القاعدة) في العراق والمسلحين المتطرفين الشيعة ما زالوا يشكلون خطرا، إلا أنهم فشلوا في توليد العنف الطائفي مجددا وفشلوا في منع الانتخابات في العراق»، ليتابع بحماس: «لقد فشلوا في العراق».

واعتبر بايدن أن من بين «إنجازات» الولايات المتحدة في العراق أن «القادة الذين في السابق كانوا يحلون مشكلاتهم بالعنف، يجلسون الآن وجها لوجه لحل المشكلات». ولكن بايدن أقر بمشكلة تأخير تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، قائلا إن على الساسة العراقيين أن «يظهروا شجاعة شعبهم نفسها» وأن يحلوا خلافاتهم لتشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن.

وفي تغير في الموقف الأميركي بعدم التعليق مباشرة حول شكل الحكومة العراقية الجديدة، قال بايدن إن هناك حاجة لقيام حكومة وحدة وطنية، تشكل قائمة «دولة القانون» بقيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقائمة «العراقية» بقيادة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي «نواة أية حكومة عراقية جديدة». ولكنه أقر بأن العملية معقدة، قائلا إن الاتفاق بين الطرفين «سيكون صعبا ولكن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية يعملون على التوصل إلى اتفاق رسمي مكتوب حول تقاسم السلطة وهذه الخطوة الأولى للتأكد من أنه ستكون هناك حكومة يمكنها أن تعمل بطريقة فعالة». وتابع أنه على الرغم من التعثر والحيرة في عملية تشكيل الحومة «فإنني واثق بشكل كامل بأن العراق سيشكل حكومة وحدة وطنية».

وصرح بايدن في خطابه أمام «مؤتمر المقاتلين القدامى للحروب الأجنبية» بأن نجاح المالكي وعلاوي دليل على «فشل» إيران في العراق، قائلا إنهما «شخصان غير مرغوب فيهما في إيران». وقال: «كثيرون يتحدثون عن النفوذ الإيراني في العراق، ولكنه نفوذ في أدنى المستويات»، موضحا: «إيران صرفت 100 مليون دولار وهي تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات الأخيرة ولقد فشلت». وأضاف: «الوطنية والسياسة انطلقتا في العراق، والمرشحون غير المرغوب فيهم في إيران نجحوا» في الانتخابات. وكرر بايدن موقف الإدارة الأميركية بأن إنهاء العمليات القتالية في العراق وسحب نحو 90 ألف جندي أميركي من العراق منذ تولي أوباما الرئاسة لا يعني عدم اهتمام أو تواصل الإدارة الأميركية مع العراق. وأضاف: «نحن نواصل مقترح الرئيس (الأميركي السابق جورج) بوش ببناء علاقات طويلة الأمد مع الحكومة العراقية»، موضحا أن «القوات الأميركية في العراق تساعد العراقيين على أن يساعدوا أنفسهم». وتعهد بأن تواصل واشنطن عملها على «تقوية المؤسسات السياسية والاقتصادية في العراق ومساعدة العراق على أن يأخذ مكانه المستحق في المنطقة وبين المجتمع الدولي».

وخصص بايدن جزءا من خطابه للحديث عن العمليات في أفغانستان، معتبرا أنه مع تعيين الجنرال ديفيد بترايوس قائدا للقوات الأميركية هناك وإرسال قوات أميركية إضافية بات من الممكن تقييم عمل القوات الأميركية هناك. وصرح بأنه «من المبكر الحديث عن إمكانية النجاح، فالجنرال بترايوس حصل لتوه هذا الشهر على كل ما يحتاجه». وأضاف: «الآن لدينا أفضل قائد والقوات الكافية لتحقيق أهدافنا».

ومن اللافت أن اختار بايدن الحديث في مؤتمر خاص بالمقاتلين السابقين حول إنهاء العمليات القتالية في العراق، وهو الجمهور نفسه الذي خاطبه أوباما في خطابه حول العراق الأخير بداية الشهر الحالي. وتركز إدارة أوباما على أهمية رعاية مصالح الجنود العائدين من العراق في وقت تزداد فيه المخاوف حول أوضاعهم الصحية وإعادة اندماجهم في المجتمع الأميركي. يذكر أن هناك 40 ألف جندي جريح جراء الحربين في العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5000 جندي أميركي خلال السنوات الـ9 الماضية. واعتبر بايدن أن «هناك التزاما مقدسا واحدا أمام بلدنا وهو إعداد الذين نرسلهم في اتجاه الخطر وأن نرعاهم وعائلاتهم عندما يعودون إلى الوطن». وشهد شهر أغسطس (آب) الماضي مناسبات عدة لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى تحدثوا خلالها عن الاستراتيجية الأميركية لـ«إنهاء الحرب بشكل مسؤول»،