المالكي يدعو الحكيم إلى وجبة إفطار «لإذابة الجليد».. ويؤكد: الأمور بدأت تتضح

مصدر في الائتلاف الوطني لـ«الشرق الأوسط»: لقاؤهما لم يكن سياسيا.. ولن نعطيه فرصة لأن يصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى

رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم لدى لقائهما مساء أول من أمس (المصدر: الموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى)
TT

أكد مصدر في الائتلاف الوطني العراقي، بقيادة عمار الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، أن اللقاء الذي جمع الحكيم برئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، مساء أول من أمس، كان مجرد دعوة للإفطار، وليس له أي دلالات سياسية، وجاء ذلك بينما أعلن المجلس الأعلى الإسلامي أنه سيقدم مرشحه لرئاسة الوزراء خلال الأيام القليلة المقبلة.

وذكر بيان نشره أمس الموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى أن المالكي أقام مأدبة إفطار على شرف الحكيم وعدد من قياديي المجلس، وأضاف أنه «تم على هامش المأدبة الرمضانية تداول الهموم العامة والقضايا ذات الاهتمام المشترك»، كما نقل عن الحكيم تأكيده «أن من شأن هذا التواصل وهذه اللقاءات تقريب وجهات النظر، وتسهيل الوصول لرؤية مشتركة وتقارب نفسي بين الأطياف والأطراف السياسية المتعددة في المشهد العراقي».

في حين نقل البيان عن المالكي أنه أعرب عن «سعادته» بلقاء الحكيم «واصفا أجواء اللقاء بأنها أخوية نابعة من تاريخ وعلاقة متينة، وتطلع لعلاقات أمتن، ومستقبل أفضل لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة».

ومن جهته، قال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء الذي جمع المالكي والحكيم «لم يكن لقاء سياسيا إنما كان دعوة للإفطار وجهها المالكي للائتلاف الوطني»، وأضاف أن «المجلس الأعلى مصر على موقفه الذي يرفض إعطاء أي فرصة للمالكي لأن يكون رئيسا للوزراء لولاية ثانية».

إلى ذلك، قال المالكي أمس خلال لقائه بوفد من الكونغرس الأميركي إن «الحكومة ستتشكل، والأمور بدأت تتضح باتجاه تشكيلها، والمهم أن يكون التشكيل مبنيا على أسس صحيحة»، بحسب المركز الإعلامي الوطني التابع للحكومة العراقية.

ويسعى المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، إلى التمديد له لولاية ثانية، غير أن الائتلاف الوطني الذي يضم المجلس الأعلى والتيار الصدري، بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، ومكونات أخرى، رفض ذلك، وطالب بترشيح شخصية جديدة للمنصب.ويضع التيار الصدري خطا أحمر على ترشيح المالكي لولاية ثانية، في حين لفتت مصادر إلى أن دعوة المالكي كانت محصورة بالمجلس الأعلى، دون التيار الصدري الذي يشكل ثقلا في الائتلاف الوطني، بعد حصوله على 40 مقعدا من مقاعد الائتلاف الـ70. كما أشارت المصادر إلى أن دعوة المالكي للحكيم تأتي «لإذابة الجليد وتقريب وجهات النظر».

غير أن حيدر السويدي، عضو الائتلاف الوطني، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحراك السياسي بين كتلتي دولة القانون والائتلاف الوطني سيشهد حراكا سريعا بين الطرفين»، مضيفا أن «التقارب بين الكتلتين من جديد سيكون سريعا، خصوصا بعد أن تحفظت القائمة العراقية (بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي) على ورقة الإصلاح السياسي التي قدمتها دولة القانون»، ولفت إلى أن «العودة إلى الائتلاف الوطني (في إشارة إلى محاولة دولة القانون فتح قنوات للحوار مع الائتلاف الوطني) هي السبيل الوحيد لتشكيل الحكومة المقبلة».

وكان القيادي في ائتلاف دولة القانون علي الأديب قال في تصريحات صحافية إن ائتلافه والائتلاف الوطني سيعقدان مساء أول من أمس اجتماعا (دعوة الإفطار) لمناقشة القضايا العالقة بين الائتلافين وتغيير المواقف، في الوقت الذي لوح فيه بإمكانية تقديم بديل عن المالكي، بشرط أن يكون ذلك عبر الحوارات، وليس عبر البيانات الإعلامية.