أول نائب بريطاني من أصل كردي: نثمن دور القيادة الكردية في تسريع تشكيل الحكومة العراقية

ناظم زهاوي لـ«الشرق الأوسط»: لم أخف انتمائي بل أفتخر بالانتماء إلى هذا الشعب وإلى بلدي العراق

ناظم زهاوي («الشرق الأوسط»)
TT

دافع النائب البريطاني الكردي الأصل ناظم زهاوي الذي يزور إقليم كردستان حاليا عن السياسة النفطية التي تنتهجها حكومة الإقليم، مشيرا إلى أن «وزير الموارد الطبيعية آشتي هورامي هو شخصية قيادية بارزة ومهمة في مجال إدارة شؤون النفط والغاز، وأنه يعمل من أجل تطوير الصناعة النفطية ليس في كردستان فحسب، بل وفي العراق عموما».

جاء ذلك في حوار أجرته «الشرق الأوسط» مع النائب البريطاني الذي التقى معظم القيادات السياسية في الإقليم لبحث تطوير آفاق التعاون البريطاني الكردي في مختلف المجالات. وأعلن زهاوي أن هذه الزيارة هي الثانية له منذ عام 1991، وأنه لمس تطورا وتقدما مذهلا في مختلف القطاعات الحيوية، خصوصا إعادة بناء البنية التحتية لكردستان، وقال «لقد كانت كردستان مدمرة في زيارتي الأولى، وتفتقر إلى أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية بسبب السياسات القمعية التي انتهجها النظام السابق ضد الشعب الكردي، ولكن عزم الأكراد وتحديهم للواقع البائس، أنتجا تقدما وتطورا يحظيان باحترام جميع دول العالم، ومن منطلق حرص بريطانيا على استقرار الوضع الكردي، فإن الحكومة البريطانية ستبذل ما بوسعها لتطوير وتعزيز علاقاتها مع الإقليم، وقد تباحثنا مع القادة والمسؤولين في إقليم كردستان حول توسيع آفاق التعاون بين الطرفين، خصوصا لناحية تأهيل وإعداد الكوادر وأصحاب الخبرات التي تحتاجها مختلف القطاعات التنموية، واتفقنا مع حكومة الإقليم حول إيفاد أكثر من 2500 من المتخرجين وطلبة الدراسات العليا في مختلف التخصصات العلمية إلى الجامعات البريطانية، وهذا في إطار التبادل العلمي والثقافي، أما في المجال التجاري والاقتصادي فنحن سنعمل على نقل مشاهداتنا للواقع هنا، إلى البرلمان والمسؤولين الحكوميين في بريطانيا بهدف تشجيع الشركات البريطانية لتعزيز وجودها في الإقليم، خصوصا في مجال الاستثمارات وحث تلك الشركات على فتح مكاتبها في الإقليم».

وأشاد النائب البريطاني من حزب المحافظين بجهود قادة الحكومة الكردية للاهتمام الأوسع بقطاع التربية والتعليم، وقال إن «مبادرة السيد نيجيرفان بارزاني رئيس الحكومة السابقة بافتتاح مدرسة الشويفات، وجهود الرئيس الحالي الدكتور برهم صالح بفتح الجامعة الأميركية، هي مبادرات مهمة جدا لتطوير الواقع التعليمي، ونحن نعتقد بأن هناك نية صادقة ورغبة قوية من الحكومة المحلية لتطوير مختلف مناحي الحياة، وأذكر أنني في زيارتي الأولى وجدت أزمة كبيرة في تجهيز الكهرباء، وكان لا يتجاوز ساعتين يوميا، ولكن اليوم تكاد مشكلة الكهرباء تنعدم تماما بفضل جهود الحكومة، وهذا دليل مضاف على مدى التقدم الذي حصل في الأعوام الأخيرة، لأن هناك حكومات ودولا كبيرة تمتلك إمكانات هائلة، ولكنها تعاني أزمة الكهرباء، وهذه نقطة تحتسب لحكومة وقيادة الإقليم، هذا إلى جانب استقرار الوضع الأمني في الإقٌليم الذي يبهر كل زائر إلى كردستان، خصوصا إذا ما قارناه بالوضع الأمني في عموم العراق».

وحول جهود الإقليم لتطوير الصناعة النفطية وما يمكن أن تقوم به الشركات البريطانية من تقديم مساعدات ودعم لهذا القطاع الناهض، قال زهاوي: «لقد اجتمعنا بالسيد وزير الموارد الطبيعية آشتي هورامي، ولمسنا منه اهتماما جديا وكبيرا بتنمية وتطوير الصناعة النفطية، ونعتقد بأن الإقليم سيكون بإمكانه أن يلعب دورا مهما في حل مشكلات الطاقة خصوصا بالنسبة لبعض الدول الأوروبية، والسياسة التي تنتهجها وزارة الموارد الطبيعية هي سياسة ناجحة، وأعتقد بأن السيد هورامي هو إحدى الشخصيات الناجحة في مجال إدارة السياسة النفطية، ويرتقي بخبراته ومؤهلاته إلى مستوى العديد من الخبراء العالميين المتخصصين في مجال إدارة النفط، وجهود هورامي لا تنصب فقط في تطوير الصناعة النفطية في كردستان، بل إن سياسته الناجحة ستعود للعراق بمنافع اقتصادية كبيرة، فهو يعمل من أجل تطوير الصناعة النفطية في كردستان والعراق أيضا».

وأكد زهاوي أنه بحث الوضع العراقي على هامش لقاءاته المتعددة مع قادة الإقليم خصوصا رئيس الإقليم مسعود بارزاني وقال «لقد بحثنا الأزمة الحكومية الراهنة مع السيد رئيس الإقليم والمسؤولين الذي التقيناهم، ونحن نثمن دور قيادة الإقليم في تقريب القوى العراقية، فهذا دور إيجابي ومشرف لقيادة الإقليم، ومن جهتنا فنحن ندعم كل الجهود التي ترمي إلى إنهاء هذه الأزمة وإخراج العراق من مأزق غياب الحكومة، وما تبذله قيادة الإقليم من جهود متواصلة عبر لقاء القادة والزعماء العراقيين لإيجاد الحلول العاجلة للأزمة، والتسريع بتشكيل الحكومة، هي جهود تحظى باحترام وتقدير الأوساط الدولية، فمسألة تشكيل الحكومة العراقية هي مسألة غاية في الأهمية بالنسبة للمجتمع الدولي، ونأمل أن تثمر جهود قيادة الإقليم في هذا المجال لكي يعود العراق إلى تبوء مكانته اللائقة في المجتمع الدولي».

يذكر أن «الشرق الأوسط» أجرت هذا الحوار مع النائب البريطاني من أصل كردي عبر مترجم، وهللت الأوساط الإعلامية الكردية والشعب الكردي عموما واحتفلت بفوزه بمقعد برلماني في الانتخابات الأخيرة باعتباره أول شخص كردي يتبوأ مقعدا في البرلمان البريطاني العريق، لكن الملاحظ أن النائب لا يلم كثيرا باللغة الكردية، رد على هذه الملاحظة بالقول ضاحكا «صحيح أنا لا أتكلم الكردية، وهذا السؤال مشروع، ولكني عندما خضت الانتخابات عن منطقتي أعلنت أمام الناخبين أصلي وانتمائي إلى الشعب الكردي في العراق، وعلى أساس تعهداتي بخدمة أبناء منطقتي حصلت على ثقة الناخبين، وعلى العموم يجب أن لا يتنكر الإنسان لأصله وفصله، وأنا لم أخف انتمائي على الآخرين بل أشعر بالفخر لانتمائي إلى هذا الشعب وإلى بلدي العراق، ومع ذلك فسأحاول خلال السنوات الخمس المقبلة أن أتعلم اللغة الكردية بالتمام».