كنت أعتقد مثل الكثيرين أن أفضل المكاسب هي المكاسب التي تسجلها في محفظتك فورا على شكل أرباح مجزية عن عملية تجارية معينة، أجريتها وفاوضت فيها وسوقتها حتى وصلت لهذه النتيجة.
وأصدقكم القول إني وجدت عمل الخير والصدقة ألذ من مكاسب العملية التجارية، لأنه يشعرك بالسعادة، ولأنه يخلق لديك رضا، وفي الأول والأخير يشعرك بأنك إنسان يحس بالعالم من حوله. ونحن الآن في زمن المؤسسات، وفي السعودية الكثير من المؤسسات الخيرية التي قامت لخدمة المحتاجين، منها جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعية «إنسان» للأيتام، وجمعية مرضى الكلى والسكر والسرطان وغيرها.
وأتمنى من الجميع التبرع لهذه المؤسسات، خاصة من الأفراد، حتى ولو بالقليل أو الوقت، وزيارة هذه المؤسسات لمعرفة ما يمكن أن يقدمه الفرد. وأرجو من هذه المؤسسات أن تعلن تبرع الأفراد، فهي تذكر تبرع الشركات لأنه كبير، فأتمنى أن تقول مثلا بلغ تبرع الشركات 50 مليون ريال مثلا، والأفراد 60 مليون ريال، وأنا متأكد أن حملة قوية تنظم للأفراد ستجلب أكثر من تبرع الشركات، لا سيما أن الأفراد لديهم مرونة في المشاركة.
وأذكر في هذا السياق أن ابنتي رغبتا في المشاركة في مساعدة الأيتام فتوجهتا لجمعية «إنسان» فرع السويدي، ووجدتا موظفة رائعة تدعى حصة، وقد شرحت لهما أنه يمكنهما خدمة الأيتام بأشكال عدة، منها العيني والبدني، واقترحت هذه الموظفة على ابنتي أن تحضرا عددا من الهدايا في مناسبة لا أتذكرها الآن، وأعطتهما عدد الأيتام واليتيمات، وفعلا أحضرت ابنتي هدايا بعدد الأيتام واليتيمات، وقامتا مع منسوبي جمعية «إنسان» بتنظيم مسابقة شملت الجميع، ليتم توزيع الهدايا على كل من حضر من اليتامى واليتيمات. فأتمنى على كل جمعية قائمة أن توضح وبجلاء ما يمكن أن يقدمه الأفراد وأشكال التقديم، ليتسنى لنا كأفراد تقديم ما نقدر عليه سواء مال أو وقت، وقد تكون مثل هذه الجمعيات تفعل ذلك، ولكننا لا نعرف؟!!!!! ودمتم.
* كاتب اقتصادي