تحذير من توتر شديد في نيويورك بعد الاعتداء على سائق مسلم

5 أكاذيب عن المساجد في أميركا

مايكل بلومبرغ عمدة نيويورك لدى استقباله سائق التاكسي المصاب أحمد شريف وزوجته في مقر البلدية أمس بحضور رئيسة البلدية كريستين كوين («نيويورك تايمز»)
TT

حذر جورج باتاكي، حاكم سابق لولاية نيويورك، من «تزايد الانفعالات» بعد ما سماها «جريمة كراهية» وقعت في نيويورك في الأسبوع الماضي عندما اعتدى شخص على سائق تاكسي مسلم بسكين. وقال باتاكي إن على المسؤولين في الولاية وفي مدنية نيويورك «العمل على إنهاء الجو التوتري الذي، إذا تطور، لن تكون نتائجه طيبة».

ويعتبر باتاكي من الذين يعارضون بناء مسجد بالقرب من «غراوند زيرو» (مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001). وقبل أسبوعين، ظهر في ندوة سياسية لصالح مرشحين في انتخابات محلية وللكونغرس في نيويورك. وقال إن الذين يريدون بناء المسجد في ذلك المكان «لا يحترمون كرامة الثلاثة آلاف الضحايا».

وأمس، استغل باتاكي الاعتداء على سائق التاكسي المسلم، وكرر أنه ضد بناء المسجد. وقال إن الضجة حول المسجد خلقت «جوا متوترا» في نيويورك، وإن ذلك كان سببا من أسباب الاعتداء. في الأسبوع الماضي، اعتدى مايكل انرايت (21 سنة) وهو أميركي كان قد عاد من أفغانستان، على أحمد شريف، سائق تاكسي، بعد أن استقل سيارته، وتناقش معه لفترة، ثم سأله إذا كان صائما في شهر رمضان.

وسارع مايكل بلومبيرغ، عمدة نيويورك، وأدان الاعتداء. وفي اليوم التالي ظهر في التلفزيون وكرر الإدانة، ودعا إلى السيطرة على الأعصاب، وإلى اللجوء إلى النقاش الهادئ. لكنه، لم يغير رأيه الذي كرره مرات كثيرة بتأييد بناء المسجد.

في نفس الوقت، أصدر اتحاد سائقي التاكسي في نيويورك بيانا أدان الهجوم على شريف، وقال إن التوتر في نيويورك بسبب المسجد وراء الحادث. ودعا المسؤولين إلى «تدارك الموقف.» وأيضا، أدان الهجوم تحالف يضم أربعين منظمة وجمعية تحت اسم «جيران من أجل القيم الأميركية»، وكان أيد بناء المسجد في مكانه.

ومن سرير المستشفى حيث يتعالج من طعنات عميقة قال شريف: «أعرف أن كثيرا من الناس غاضبون بسبب المسجد. وأنا عارضت بناء المسجد في هذا المكان». وأضاف: «عشت في هذا البلد 35 سنة، وظللت أعمل في جهد كبير. وساعدني هذا البلد كثيرا. وحتى ما حدث لي، لم أحس بأني لا أنتمي إلى هذا البلد». وأضاف: «أحس بحزن عميق. ظللت أقود سيارة تاكسي لـ15 سنة. كل أولادي الأربعة ولدوا هنا. لم أحس أبدا بعدم الأمن. لكن، في الوقت الحالي، تشتعل العواطف. وأنا أنصح سائقي سيارات التاكسي بأن يكونوا حذرين». وعن الشخص الذي اعتدى عليه، وكان يصور فيلما مع القوات الأميركية في أفغانستان، قال له «السلام عليكم» عندما استقل سيارته، ورد هو قائلا أيضا: «وعليكم السلام».

وفي عددها الذي صدر أمس، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» ما سمتها «5 أكاذيب عن المساجد في أميركا». وصححتها. ومنها: أولا: أن المساجد ليست جديدة في أميركا. وأن واحدا من أوائل المساجد بني سنة 1731، قبل استقلال الولايات المتحدة بنصف قرن، في كنت (ولاية ماريلاند)، وذلك لخدمة رقيق أفارقة مسلمين.

ثانيا: لا تركز المساجد في أميركا على نشر الشريعة، ولكن على توفير أماكن عبادة ومعاملات للمسلمين. ثالثا: ليست أغلبية المسلمين في الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. أكثر من الثلث من الأميركيين السود. وتوجد نسبة كبيرة من المسلمين الآسيويين. رابعا: لا تمول المساجد في أميركا «مجموعات لا تريد الخير للولايات المتحدة». أغلبية المساجد تعتمد على تبرعات الأميركيين. خامسا: ليست المساجد سبب نشر الإرهاب.