أوباما يؤكد أن حرب العراق «تضع أوزارها».. والمالكي يضع قوات الأمن في حالة تأهب

مسؤول أمني عراقي: استخباراتنا تفيد بدخول انتحاريين لتنفيذ هجمات

أسلحة وذخائر عثرت عليها قوات الأمن العراقية في مخبأ لـ«القاعدة» بالأنبار أمس (أ.ب)
TT

فيما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن «الحرب تضع أوزارها» في العراق واصفا إياه، قبل ثلاثة أيام من الموعد المحدد لإنهاء المهمة القتالية الأميركية فيه، بأنه بلد «ذو سيادة ومستقل»، وضع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، قوات الأمن في حالة تأهب تحسبا لهجمات.

وتلقت الأجهزة الأمنية العراقية تعليمات برفع جاهزيتها الأمنية إلى الدرجة القصوى بعد ورود معلومات عن مخططات إرهابية ربما تستهدف مؤسسات حكومية ووزارات ومحطات تعبئة الوقود والمحطات الكهربائية ومراكز أمنية حسبما أوضحت قيادات أمنية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط».

وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة (المالكي) قد حذر في وقت متأخر من مساء أول من أمس من أن لدى الحكومة مؤشرات على أن «تنظيم القاعدة، وبقايا فلول البعث، يخططون وبدعم من الخارج، للقيام بسلسلة تفجيرات في بغداد، والمحافظات الأخرى»، مشيرا إلى أن تلك الهجمات قد تمتد إلى مختلف أنحاء العراق مستهدفة أهدافا تابعة لمؤسسات حكومية، بشكل خاص. وأمر البيان بوضع قوات الأمن في حالة تأهب، كما طلب من مسؤولي الحكومة بمختلف المحافظات، اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

إلى ذلك، قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد لـ«الشرق الأوسط» إن المواطن العراقي والحكومات المحلية «مطالبون بإسناد القوات الأمنية من خلال اتخذ التدابير الأمنية والانتباه لكل ما يشكل تهديدا للأمن». وأضاف «لدينا معلومات عن أن بعض الجهات مدعومة من قبل تنظيمات القاعدة والبعثيين ستستخدم الانتحاريين لزعزعة الأمن». كما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول أمني قوله إن المعلومات الاستخباراتية تفيد «بدخول انتحاريين العراق لتنفيذ هجمات».

بدوره، أكد اللواء فاضل برواري قائد العمليات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الدفاع العراقية أن الجهاز على أهبة الاستعداد للتصدي للعمليات الإرهابية المحتملة في البلاد، مؤكدا أن «القوات الخاصة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب منتشرة بمواقعها في عموم المحافظات وهي تسيطر بنسبة 80% على تلك المواقع التي لا يمكن اختراقها من قبل الإرهاب»، لكنه اعترف بوجود بعض المناطق التي سماها «الرخوة» كأطراف بغداد والموصل والأنبار وديالى، مشيرا إلى أن تلك المناطق قد تتعرض أكثر من غيرها للعمليات الإرهابية.

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» في شوارع بغداد تبين أن القوات التابعة لأجهزة الشرطة قد تم استبدالها بقوات الجيش مع وجود مدرعات وآليات وانتشار مكثف لتلك القوات في نقاط التفتيش ومداخل مناطق مختلفة، كما لوحظ أن عناصر شرطة المرور قد زودوا بالأسلحة مع وجود قوات للجيش بالقرب من التقاطعات المرورية.

إلى ذلك، أعلن ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية أمس اعتقال خمسة من عناصر تنظيم القاعدة والعثور على مخبأ للأسلحة والمتفجرات. وقال اللواء أحمد أبو رغيف مدير شؤون الشرطة والأمن في مؤتمر صحافي عقد في مقر الشرطة بمدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) إن «قواتنا اعتقلت (الجمعة) خمسة إرهابيين من عناصر تنظيم القاعدة وهم عراقيو الجنسية في منزل غرب مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)». وأضاف أن «الإرهابيين من سكان محافظة الأنبار كانوا يختبئون في منزل وجدنا فيه سيارة مفخخة طراز (جي إم سي) ومخبأ كبيرا للأسلحة». وأوضح أن «المخبأ الذي وجد بعمق ثلاثة أمتار تحت المنزل عثر فيه على معمل لتصنيع الأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات»، مضيفا «عثرنا أيضا على أسلحة كاتمة للصوت ومواد متفجرة مختلفة ومدافع هاون وأعتدة مختلفة». ويقع المنزل في منطقة قريبة من ناحية الصقلاوية (75 كلم غرب بغداد). وتقدر كمية مادة الـ«سي فور» شديدة الانفجار التي عثر عليها بنحو 200 كلغ بالإضافة إلى 400 كلغ من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار و120 صاروخا مضادا للدروع (آر بي جي - 7) وأكثر من 40 حشوة مدفع «هاون» كما أضاف.

من ناحية ثانية، تبنت «دولة العراق الإسلامية» في بيان سلسلة الهجمات المنسقة التي استهدفت مقار وحواجز أمنية في عشر مدن عراقية الأربعاء وأسفرت عن مصرع أكثر من 50 شخصا وإصابة نحو 300 آخرين بجروح. وقال البيان إنه «سيتم نشر تفاصيل العمليات بعد حصرها وتوثيقها في بيانات لاحقة».

وتزامنت الإجراءات الأمنية العراقية الجديدة مع إعلان الرئيس الأميركي أن «الحرب تضع أوزارها» في العراق البلد «السيد والمستقل». وقال أوباما في خطابه الأسبوعي الذي تنقله الإذاعة والتلفزيون «الثلاثاء وبعد أكثر من سبعة أعوام ستنهي الولايات المتحدة مهمتها القتالية في العراق وتقوم بخطوة مهمة إلى الأمام وهي وقف الحرب بمسؤولية».

وسيلقي أوباما الذي أمضى أمس آخر يوم من عطلته في مارثاز فاينيارد (ماساتشوستس شمال شرق) مساء الثلاثاء خطابا تلفزيونيا يشير فيه إلى هذا الموعد الرمزي من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح أوباما «عندما كنت مرشحا لهذا المنصب قطعت وعدا بوضع حد لهذه الحرب. وبصفتي رئيسا هذا هو ما أقوم به. لقد عملنا على إعادة أكثر من 90 ألف جندي إلى البلاد منذ توليت مهامي». وتراجع عدد قوات الجيش الأميركي في العراق الأسبوع الماضي إلى ما دون العتبة الرمزية المتمثلة في 50 ألف جندي بموجب تعليمات أوباما لإجراء «خفض مسؤول» للقوات بعد سبع سنوات على اجتياح العراق الذي أدى إلى الإطاحة بنظام صدام حسين. وسيغادر الجنود الباقون المكلفون «تقديم النصح ومساعدة» الجيش العراقي العراق بحلول نهاية 2011.

وقال الرئيس الأميركي «المهم في نهاية المطاف هو أن الحرب تضع أوزارها. وعلى غرار أي بلد سيد ومستقل فإن العراق حر في اتخاذ قراراته الخاصة بشأن مستقبله. ومن الآن حتى نهاية العام المقبل سيكون كل جنودنا قد عادوا من هناك».