فنانون إسرائيليون يقاطعون المراكز الثقافية في المستوطنات

لا يقدمون عروضا على أراض نهبت من أهلها

TT

أثار قرار عشرات الفنانين الإسرائيليين اليهود الامتناع عن الظهور في المستوطنات حملة هستيرية بين المستوطنين. وتوجه قادتهم إلى وزيرة التربية اليمينية المتطرفة، ليمور لفنات، طالبين طردهم من المسارح التي يعملون فيها.

وكان 36 فنانا، بينهم 34 يهوديا، قد أصدروا بيانا عقبوا فيه على قرار الوزارة افتتاح مركز ثقافي في كبرى مستوطنات الضفة الغربية أرئيل المقامة على أراضي نابلس وقراها، أعلنوا فيه التمرد على قرار إدارات خمسة مسارح كبرى في إسرائيل تقديم العروض في المستوطنة. وأوضحوا أنهم لن يظهروا على المسرح المذكور لأنه مقام على أرض نهبت من أصحابها الفلسطينيين وتشكل اليوم عقبة أمام طريق السلام.

ورد رئيس بلدية أرئيل، رون نحمان، على البيان بالقول إنه يعبر عن تمييز عنصري ضد المستوطنين الذين أرسلتهم الحكومة للاستيطان في المكان. وقال إن على الحكومة أن تفصل هؤلاء الفنانين من المسارح، التي تحظى بدعم حكومي أو أن تسحب تمويلها لهذه المسارح في حال استمرار مقاطعة المستوطنات. وأضاف: «المسرح فن خالص ينبغي إبقاؤه بعيدا عن السياسة».

ولكن الفنانين رفضوا موقفه واعتبروه «عهرا سياسيا».

وقال الممثل المسرحي، حين ألون، الذي كان قد اعتقل عدة مرات بسبب رفضه الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة، إن «نحمان وأمثاله من أقطاب اليمين لا يعرفون أن المسرح يعتبر جزءا لا يتجزأ من الحياة السياسية، بل هو قيمة سياسية عليا، مبني على احترام حقوق الإنسان. والفنان يرتكب جريمة إذا ساهم في إيذاء البشر».

وأضاف: «ألوف المسرحيين في العالم دفعوا حياتهم ثمنا بسبب رفضهم الولاء للقيادات السياسية المعادية لحقوق الإنسان وبرتولد بريخت (الكاتب المسرحي والشاعر الألماني الثائر) يتقلب في قبره وهو يرى إدارات خمسة مسارح كبرى تقرر الترفيه عن المستوطنين ناهبي الأرض والحقوق الفلسطينية. وأقل ما يفعله الممثلون المسرحيون، دفاعا عن كرامة فنهم ومبادئهم هو أن يرفضوا هذه اللعبة ويتمردوا عليها».

وفي مقابل حملة المستوطنين ضد الممثلين، أعلنت منظمتا السلام اليهوديتان: «الشجاعة للرفض» (التي تقود حملة رفض الخدمة العســـــــــــــكرية في المناطق المحتلة) و«مقاتلون من أجل السلام» (تنظيم جديد ينشــــــــــــط ضد الاســـــــتيطان وضد الجـــــــدار العازل في الضفة الغربية)، عن دعــــــم الفنانين المقاطعين للمستوطنات. وأكدتا في بيان مشترك أن ظهور ممثلين على المسرح في أرئيل مثله كمثل الخدمة العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، شراكة في جريمة الاحتلال ضد الفلسطينيين.

يذكر أن المركز الثقافي في أرئيل يعتبر من أكبر وأضخم المراكز الثقافية الإسرائيلية. وقد بلغت تكاليف بنائه وتأثيثه نحو 12 مليون دولار. وسيتم افتتاحه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ومع بداية وضع برنامج له، وافقت المسارح الكبرى الخمسة (مسرحان في تل أبيب وثالث في القدس ورابع في حيفا وخامس في بئر السبع)، على الارتباط بعروض على خشبة مسرحه للسنة المقبلة. وعندما نشر النبأ عن ذلك، أول من أمس، سارع الفنانون إلى حملة المقاطعة.