كوريا الشمالية تحذر بأنها سترد بـ«حرب مقدسة نووية» إذا تم الاعتداء عليها

كيم جونغ إيل في الصين للحصول على دعم لنقل السلطة إلى نجله

TT

حذر سفير كوريا الشمالية لدى كوبا، كما نقلت عنه أمس وكالة كوبية للأنباء، بأن بلاده سترد بـ«قواها النووية الرادعة» في حال تعرضها لاعتداء من جانب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

جاء ذلك في وقت أفادت فيه تقارير إعلامية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل التقى في الصين أمس الرئيس الصيني هو جينتاو وحصل منه على دعم دبلوماسي ومالي قد يسهل عملية انتقال السلطة إلى نجله الأصغر.

وقال السفير كوون سونغ شول لدى كوبا مساء أول من أمس، خلال احتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كوبا وكوريا الشمالية، وفق وكالة «برينسا لاتينا»، إنه إذا تسببت واشنطن وسيول في نزاع بشبه الجزيرة الكورية «فسنرد عليهم بحرب مقدسة قوامها قواتنا النووية الرادعة». وكرر السفير بشكل شبه حرفي التهديدات التي أطلقتها لجنة الدفاع الكورية الشمالية التي يترأسها الزعيم كيم جونغ إيل مع نهاية يوليو (تموز) بعيد بدء مناورات بحرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وكان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر غادر كوريا الشمالية أول من أمس مصطحبا أميركيا نجح في الإفراج عنه، وحاملا رسالة من بيونغ يانغ حول نيتها استئناف المفاوضات حول نزع سلاحها النووي، وفق بيونغ يانغ ووسائل الإعلام الصينية الرسمية.

من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن موكبا يضم عشرين سيارة تتولى حمايتها عشر سيارات تابعة للأمن الصيني، غادر فندقا في مدينة شانغشون بشمال شرقي الصين، حيث يعتقد أن الزعيم الكوري الشمالي التقى الرئيس الصيني هو جينتاو.

وذكر تلفزيون «واي تي إن» أن الموكب توقف قرب موقع معرض لمنتجات غذائية في ضواحي المدينة قبل العودة إلى الفندق عند الظهر. وفي وقت سابق، غادرت حافلة يعتقد أنها تنقل أمتعة الوفد المرافق لكيم متجهة إلى محطة السكك الحديد في المدينة حيث كان في انتظارها القطار الخاص بكيم كما أوردت «يونهاب».

وقال مسؤولون كوريون جنوبيون أيضا إنه من المرتقب أن يعود كيم إلى بلاده بعد الحصول على مساعدة اقتصادية كبرى من الصين ودعما دبلوماسيا لبلاده. وقال مسؤول في الاستخبارات الكورية الجنوبية لصحيفة «شوسون» إن «الرئيس الصيني هو الذي كان موجودا في مكان ما في شمال شرقي الصين توجه إلى تشانغشون للقاء كيم». وأضاف أن «كيم سيعود (إلى بيونغ يانغ) بقطار خاص السبت».

ورأى مسؤول في الاستخبارات الكورية الجنوبية أن «الصين أرادت على ما يبدو أن تظهر لواشنطن وسيول تحالفها القوي مع الشمال» بعد المناورات العسكرية الأميركية - الكورية الجنوبية في البحر الأصفر. وتأتي زيارة كيم إلى الصين وسط توتر شديد في شبه الجزيرة الكورية بعدما اتهمت سيول بيونغ يانغ بالضلوع في إغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية في مارس (آذار) الذي أدى إلى مقتل 46 بحارا. وقال محللون في سيول إن كيم قد يكون زار الصين برفقة نجله الأصغر كيم جونغ أون (27 عاما) الذي يرجح أن يخلف والده في السلطة حين ينتخبه الحزب الشيوعي الشهر المقبل في منصب القيادة.

وقال الأستاذ في جامعة كيونغنام كيم كون - سيك لوكالة الصحافة الفرنسية، إن كوريا الشمالية المعزولة ليس لديها من دولة أخرى تلجأ إليها لطلب المساعدة والدعم لانتقال السلطة غير الصين، وأضاف: «الصين توجه أيضا رسالة إلى العالم بأنها لن تخذل أبدا كوريا الشمالية في وقت كانت فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجريان مناورات عسكرية وتشددان الضغط على كوريا الشمالية».

ويتوقع أن تعلن واشنطن عن عقوبات جديدة ضد بيونغ يانغ في الأسابيع المقبلة في وقت رفضت فيه سيول اقتراح بكين إجراء محادثات غير رسمية تهدف إلى تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات السداسية المعلقة حول نزع البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وأبلغ وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا نظيره الصيني يانغ جيشي أمس، أن طوكيو تعارض استئنافا مبكرا للمحادثات السداسية كما أوردت وكالة «كيودو» للأنباء. وكانت المفاوضات السداسية (الكوريتان والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان) التي تستضيفها بكين حليفة بيونغ يانغ توقفت بسبب خلافات حول آليات التحقق من تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وقد علقتها كوريا الشمالية منذ عام 2009.