باكستان تتراجع عن قبول مساعدات لضحايا الفيضانات من الهند

بسبب الضغوط الداخلية.. طلبت تحويل الأموال عبر الأمم المتحدة

ألباني يؤشر إلى لوحة علق عليها صور أشخاص فقدوا أيام حرب كوسوفو في عام 1998 و1999، خارج مبنى حكومي في بريشتينا (أ.ب)
TT

أعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الأسبوع الماضي عن قبوله مساعدات قيمتها 5 ملايين دولار من الهند، من ضمن جهود الإغاثة لضحايا الفيضانات التي ضربت البلاد. إلا أن باكستان تراجعت عن ذلك، بسبب الضغوط السياسية الداخلية. وقد أعلنت رفضها الحصول على أموال بصورة مباشرة من الهند، بعدما وصفت مجموعات أصولية وراديكالية داخل باكستان قبول المساعدات الهندية بأنه «دليل ضعف».

وقد أكدت مصادر في وزارة الخارجية الهندية أن باكستان رفضت قبول أموال منها وأنها طلبت تقديم المساعدات عبر الأمم المتحدة. ودافع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني عن قبول المساعدات قائلا: «رفض المساعدات من الهند تعبير عن ضيق الأفق». وفي مقابلة مع القناة الإخبارية الهندية «إن دي تي في» وصف وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الأسبوع الماضي عرض تقديم مساعدات بأنها «مبادرة مُرحب بها» وافقت حكومة باكستان على قبولها بعدما استغرقت وقتا لاتخاذ قرار.

وكانت باكستان قد قبلت العرض الهندي بتقديم مساعدات بعد تشجيع من الولايات المتحدة التي قالت إنه لا مجال للقضايا السياسية وقت الكوارث. وعندما اتصل رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بنظيره الباكستاني لتعزيته عقب أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ باكستان، أوردت وسائل الإعلام الباكستانية ذلك بصورة مكثفة.

ولكن بعد انتقادات من جانب تنظيمات أصولية كانت في طليعة المسارعين لتقديم مساعدات لضحايا الفيضانات داخل باكستان في الوقت الذي عجزت فيه الحكومة عن الوصول إلى المواطنين، قامت باكستان بهذا الأمر للمحافظة على ماء الوجه. وكانت مؤسسة «الخدمة»، وهي الجناح الخيري للجماعة الإسلامية، من أبرز مؤسسات الإغاثة داخل المناطق المتضررة من الفيضانات. ووجهت المؤسسة انتقادات إلى الحكومة الباكستانية وقالت: «ثمة خلافات كثيرة بين باكستان والهند»، في إشارة إلى كشمير، و«يتدخل الجيش الهندي بصورة وحشية في كشمير الهندية».

وفي الماضي، عندما حاولت باكستان مساعدة الهند بعد كوارث طبيعية شهدتها لم تقبل الهند المساعدات. ويشار إلى أن نحو 20 مليون شخص تضرروا بسبب أسوأ فيضانات شهدتها باكستان في التاريخ الحديث، ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التبرع بـ460 مليون دولار في صورة مساعدات طارئة الأسبوع الماضي، وقد تم جمع نصف المبلغ المستهدف.

وفي الوقت الذي تعاني فيه باكستان بعد هذه الكارثة الإنسانية، زادت وتيرة الخلافات على كلا الجانبين. فداخل باكستان، تعتبر المؤسسة الدينية أن الفيضانات «عقاب من الله». وداخل الهند، يوجد رأي مماثل يعتقد أن المياه «عقاب من الله» بسبب الإرهاب عبر الحدود. وتبدو نيودلهي قلقة بسبب عجز الجيش الباكستاني كـ«حامي» البلاد من جديد واستخدام الجهاديين الفيضانات كفرصة لتحقيق مكاسب بين السكان المحليين. وفي الواقع، يوجد رأي، ولكنه لحسن الحظ رأي الأقلية، يدعو إلى عدم تقديم مساعدات لباكستان وتركهم يعانون.