صقر لـ «الشرق الأوسط»: هناك مساع لخلق «مسألة شيعية» لتفتيت المنطقة

قال إن الكلام عن مخطط لتقسيم لبنان بين غزة وضفة ينطلق من «معطيات تتجاوز التحليل»

TT

حذر نائب شيعي من تكتل «لبنان أولا» الذي يرأسه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من «عمل دؤوب» لخلق «مسألة شيعية» في لبنان تكون مدخلا لتفتيت المنطقة العربية على غرار المسألة الشرقية التي كانت مدخلا إلى تفتيت السلطنة العثمانية. منبها إيران إلى مخاطر مشاريع التقسيم على لبنان، مطالبا إياها بـ«وقفة استراتيجية كبرى، على شاكلة وقفة القمة الثلاثية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد لملاقاتها، وللتأكيد على أنه لن تكون هناك مسألة شرقية جديدة تطيح بالاستقرار في المنطقة».

وقال صقر لـ«الشرق الأوسط» عن توجيهه الشكر للملك عبد الله على «إنقاذ لبنان» من مشاريع تفتيته إلى ما يشبه وضع غزة والضفة الغربية، قال صقر لـ«الشرق الأوسط»: عندما نتحدث عن مسائل استراتيجية فيما يتعلق بالوضع اللبناني وضرورة شكر خادم الحرمين الشريفين على مبادرته، فهذا نابع من معطيات تتجاوز حدود التحليل، إضافة إلى التحليل السليم، وكلها تدل على أن هناك إرادة خارجية مدفوعة برغبة إسرائيلية لدفع لبنان إلى خيارات تغيير جذري وإلى حالة انقلابية يوضع فيها لبنان بين مطرقة التقسيم وسندان التدخل الدولي».

وأشار صقر إلى أنه كانت هناك رغبة في حالة انقلابية ترتفع فيها أصوات طائفية مطالبة بالتقسيم، وأصوات أخرى طائفية لإعلان ولايات دينية واقتطاعها من لبنان، وتقسيم لبنان بين ضفة وغزة، وصولا إلى النداء بحل الدولتين داخل الدولة. وكل هذا كان يراد للبنان، لولا أن تدخلت المملكة في الوقت المناسب لقطع دابر الفتنة. وهنا يجب التحذير من باب التذكير بأن تقسيم الدولة العثمانية بدأ مما يسمى المسألة الشرقية، وما أخشاه أن هناك تحضير الخارجية برغبة إسرائيلية وعمل دؤوب إسرائيلي لخلق شيء اسمه «المسألة الشيعية» ويراد لها أن تفتت العالم العربي، فلبنان بوصفه نموذجا للتعايش بين الطوائف وتحديدا بين السنة والشيعة، إذا ما دخلت فيه المسألة الشيعية ستنطلق منه إلى كل العالم العربي تماما كما انطلقت المسألة الشرقية من لبنان. ومن هنا فإن حزب الله «والجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام سؤال كبير، يفرض أسئلة كثيرة حول تمرير مسألة شرقية جديدة بأيدينا في لبنان والعالم العربي والإسلامي، وهل يعقل أن تتحول بعض المسائل الطائفية إلى ممرات للوصول إلى العالم العربي وتفتيته»، معتبرا أن هذا يستدعي «وقفة استراتيجية كبرى، على شاكلة وقفة القمة الثلاثية (بين الملك السعودي والرئيسين اللبناني والسوري) لملاقاتها، وللتأكيد على أنه لن تكون هناك مسألة شرقية جديدة تطيح بالاستقرار في المنطقة»، مشددا على أنها «وقفة تطرح سؤالا وحدويا كبيرا وغيابها يعيد التفتيت والتقسيم إلى واجهة الأحداث». وأعرب صقر عن اعتقاده أن «من لا ينتبه إلى هذا الأمر، هو من يخلق مشروع الشرق الأوسط الجديد وينتج فوضى غير خلاقة لا تبقي ولا تذر».

وعما إذا كان كلامه هذا غمزا من قناة إيران، قال: «إن هذا الأمر توضيح للجمهورية الإسلامية من باب الحرص على بنيتنا الداخلية وإيمانا بعلاقات جيدة وممتازة مع الجمهورية الإسلامية تقوم على مبدأ التكافؤ والمصارحة بعيدا عن الغلبة والاستقواء، ونحن في هذا الصدد لا نمتلك أي عقدة، فنحن نرحب بأن تزود إيران لبنان بالسلاح، لكن الأهم أننا نطالب الجمهورية الإسلامية ونضم صوتنا إلى صوت (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن (نصر الله) بأن تزودنا بمفاعل نووي نحن بأمس الحاجة إليه لمواجهة أزمة الكهرباء التي تطل لتطيح بالأمن وأزمتنا الاقتصادية كبيرة، متمنيا أن «تساعدنا الجمهورية الإسلامية في هذا المجال السلمي النووي بعد أن بدأت الشقيقة مصر هذا الأمر، وأعتقد أن تزويدنا بالمفاعل النووي هو أهم من السلاح، لأن هذه الطاقة السلمية هي سلاح العصر وهذا ما يحتاجه اقتصادنا المنهك». وعن موقع هذا المفاعل في لبنان، قال صقر إن «ليس المهم إذا كان له موقع، المهم الفكرة الخلاقة، وليكن موقعه في مناطق النزاع والشقاق حتى يكون وجوده دليلا وحدويا في مقابل صراعات الزواريب».