اليمن: مقتل 8 جنود في هجوم مسلح في جنوب البلاد

مسلحون هاجموهم خلال تناول الإفطار بقذيفة آر بي جي

TT

لقي 8 جنود يمنيين مصرعهم، مساء أمس، في أحدث سلسلة من الهجمات التي تستهدف رجال الأمن في جنوب البلاد، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين مجهولين يعتقد أنهم إسلاميون متطرفون، أطلقوا قذيفة «آر بي جي» على أفراد دورية أمنية خارج مدينة جعار، ثاني مدن محافظة أبين اليمنية الجنوبية، أثناء قيام الجنود بتناول الإفطار، الأمر الذي أسفر عن مقتل 7 جنود حرقا، فيما قام المسلحون بالإجهاز على الجندي الثامن، الذي نجا من الهجوم، بالرصاص.

وقالت مصادر محلية إن المسلحين لاذوا بالفرار، كما حدث في المرات السابقة، وهم يستقلون دراجات نارية. ويعد هجوم، الأمس، هو الثاني من نوعه في غضون أسبوع، حيث قتل مسلحون مجهولون، الأربعاء الماضي، في سوق مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، 4 جنود من شرطة النجدة أثناء محاولتهم شراء نبتة القات من السوق، قبل أن يفر المهاجمون إلى وجهة غير معلومة.

وفي مديرية الحد، إحدى مديريات منطقة يافع بمحافظة لحج الجنوبية، قتل، مساء أول من أمس، جندي وجرح 4 آخرون في كمين نصبه مسلحون مجهولون لأحد الطواقم العسكرية الذي كان قادما من محافظة البيضاء، وقالت مصادر أمنية يمنية إن «مسلحين مجهولين خارجين على القانون نصبوا كمينا لدورية الجنود أثناء أدائهم واجبهم في تلك المنطقة وأطلقوا النار على أفراد الدورية، مما أدى إلى استشهاد الجندي بلال هائل وإصابة أربعة آخرين», وأوضحت المصادر أنه تم «تشكيل لجنة أمنية مشتركة من محافظتي لحج والبيضاء للتحقيق في الحادث، بالتعاون مع الشخصيات الاجتماعية, والكشف عن الجناة وتعقبهم والقبض عليهم وتقديمهم إلى أجهزة العدالة».

وتزايدت، في الآونة الأخيرة الهجمات التي تستهدف ضباط المخابرات ورجال الأمن في جنوب اليمن، التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، في حين توجه السلطات أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وإلى «عناصر انفصالية» بالتورط في هذه الهجمات.

وعلى صعيد آخر، أعلنت السلطات اليمنية، أمس، اعتقال أحد عناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، وقالت إنه من العناصر التي فرت من مديرية لودر بمحافظة أبين، عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها المديرية، الأسبوع الماضي، بين قوات الأمن والجيش من جهة ومسلحين، وتقول السلطات إنهم من تنظيم القاعدة، وهي المواجهات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 جنديا ونحو 18 مسلحا من عناصر «القاعدة».

ويعيش جنوب اليمن على إيقاع حوادث أمنية يومية، خاصة في شهر رمضان المبارك، الذي خفتت فيه تظاهرات ومسيرات الحراك الجنوبي، الذي يطالب بـ«فك الارتباط» بين شمال اليمن وجنوبه.

ووسعت الداخلية اليمنية، أمس، من توجيهاتها برفع حالة اليقظة الأمنية في 6 محافظات، إلى جميع إدارات الأمن في جميع المحافظات اليمنية، وقال مركز الإعلام الأمني إن قيادة الوزارة أكدت «أهمية رفع حالة اليقظة الأمنية ونشر الدوريات والتحريات في المحافظات وأمانة العاصمة مع تشديد إجراءات الحماية على المرافق والمنشآت الحيوية في مختلف المحافظات»، إضافة إلى «إبقاء مختلف الوحدات الأمنية في حالة تأهب لمواجهة مختلف الاحتمالات والتصدي لها بحزم وقوة»، وكذا الاستمرار في «ملاحقة المطلوبين أمنيا من العناصر الإرهابية والخارجة على القانون».

وأشارت قيادة الداخلية اليمنية إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى «تفعيل حملة ملاحقة العناصر الإرهابية والخارجة على القانون وإبقاء الوحدات الأمنية في مختلف المحافظات في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي أعمال إجرامية وتخريبية تستهدف أمن المجتمع واستقراره»، وهددت بمحاسبة «أي قائد أمني يقصر في أداء واجباته, خاصة في المحافظات التي تشهد اعتداءات على رجال الأمن والنقاط والدوريات الأمنية».