بلسم سعد: أطمح لأن يعتز الطفل بلغته وكتابه معا

TT

«دار بلسم لنشر كتب الأطفال» دار صغيرة بالقاهرة، لم يمض على افتتاحها وقت طويل. المسؤولة عنها المهندسة بلسم سعد تركت مجال هندسة الميكانيكا، بعد تخرجها في الجامعة الأميركية بالقاهرة من أجل تربية ورعاية صغارها، ثم تفرغت بعد ذلك للعمل في مجال النشر للأطفال، وأسست «دار بلسم».

تقول عن سبب دخولها هذا التخصص الحساس في عالم النشر: شغلني غياب الكتاب العربي عند تلاميذ المدارس الأجنبية «الإنترناشيونال»، فبسبب عدم إتقانهم اللغة العربية جيدا لا يستطيعون قراءة الكتاب العربي المتناسب مع مستواهم الفكري، أو لأن مستوى الكتاب ضعيف سواء من حيث النص أو الطباعة أو الإخراج فيكون منفرا بالنسبة لهم، لذا يلجأون للكتاب الأجنبي. هذا الابتعاد عن اللغة العربية يؤلمني جدا، لذا فكرت في هذه الدار التي تعتني بالجودة وتحاول جذب الأطفال للكتاب العربي ولتكون بجوار دور النشر الكثيرة الجيدة والمتميزة، التي تملأ المكتبات بالكتب الجيدة.

تهتم «دار بلسم» بالطفل بداية من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى مرحلة المراهقة، ولكنها تواجه صعوبات كبيرة في النشر والتوزيع والاختيار. تقول صاحبتها: نحن ما زلنا دار نشر جديدة وصغيرة، لذا بالفعل نقابل كثيرا من التحديات أهمها التوزيع والوصول للمحافظات والدول العربية الأخرى، ثم الدول الأوروبية والأجنبية. وأيضا تواجه الدار تحدي تقديم الكتاب جيد المستوى والإخراج، وجيد الترجمة والمراجعة اللغوية، وكل هذا يرفع من سعر الكتاب. هناك أسر كثيرة لا تشتري كتابا بثلاثين جنيها، بينما تنفق أموالا كثيرة في أشياء تافهة.

> ما المساعدة التي تقدمها الدولة؟

- تم أخذ كتابين لمشروع مكتبة الأسرة التي تدعم بعضا من كتب دور النشر الخاصة وتقدمها بسعر زهيد وهي فكرة ممتازة وتشجع الناس على القراءة.

> أجد سعر الكتاب المحلي لديك مقاربا للمستورد وأحيانا يكون أكثر ثمنا أليس من الممكن تقليل التكلفة؟

- من الممكن تقليل السعر، لكن ذلك سيؤثر على الجودة، فتحدي الترجمة العالية والجودة والمراجعة الجيدة وحقوق النشر وكذلك المطبعة كل هذا يرفع السعر. وعندما أقلل التكاليف تتأثر الجودة بالتأكيد، فأنا لا أقبل بتقليل مواصفات الورق مثلا. قد لا يشعر العميل العادي بذلك، لكني لا أرضى إلا بأفضل جودة ولا يرضيني إلا أن يكون الكتاب قيما. ومثلما أريد أن يعتز الطفل بلغته أريده أن يعتز بكتابه وأن يقتنيه. ولو قلنا إن الطفل لن يلحظ الفرق، فسيجانبنا الصواب فالطفل يلاحظ الجودة.

> كيف بدأت تجربتك مع النشر عمليا؟

- جاءني التشجيع من إحدى قريباتي. حددنا أولا القارئ المستهدف من أطفال ومراهقين، واهتممنا في المقام الأول باللغة العربية. ثم راسلت بعض دور النشر الأجنبية وزرت معارض بالخارج وحددت الأهداف بحيث لا أكرر تجربة أحد، بل أقدم الجديد الخاص بدار بلسم.

> لاحظت أن رسومات الكتب الصادرة عن الدار كلها يدوية.. لماذا؟

- أنا شخصيا لا أفضل الكومبيوتر. النص يسبق الرسم ويأتي الرسم اليدوي ويعطي روحا أكثر لكني لا أتعنت في هذا. لو كان هناك شيء مميز وجميل يتم إنتاجه بالكومبيوتر لن أمانع لكني بالفعل أفضل اليدوي.

> هل تعتقدين أن القنوات الفضائية أثرت على إقبال الطفل على الكتاب؟

- ليس فقط التلفزيون بل «الفيس بوك» والإنترنت والجوال. لكن لو تعود الطفل على القراءة فلن يبعده عن الكتاب شيء.