مكة المكرمة: «رعاية التائهين» تسهم في إعادة 100 طفل إلى ذويهم بالمسجد الحرام

توزع أساور على المعتمرين لتعبئة بيانات سريعة

TT

كشف منصور العامر، مدير مكتب رعاية التائهين في العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط» عن أن مكتبه نجح في إعادة التائهين إلى ذويهم، خاصة الأطفال الذين يربو عددهم على المائة مفقود يوميا، يتم التعامل معهم بشكل علمي ممنهج من خلال توزيع أساور على الحجاج والمعتمرين للأطفال، ليكتب فيها اسمه ورقم جواله ويلف حول معصم الطفل.

وأضاف مدير مكتب رعاية التائهين أن جمعية «هدية الحاج والمعتمر» الخيرية قامت بتجهيز مركز نموذجي تم عزل أرضياته وجدرانه لحماية الأطفال عند السقوط وتوفير الألعاب المناسبة حسب المراحل السنية للأطفال من الجنسين مع إعداد فصل دراسي وطاولة للرسم وشاشة أفلام لمشاهدة الرسوم المتحركة وعدد من الألعاب الأخرى.

وأبان العامر أن «تلك التجهيزات تضفي جوا من المرح على الطفل، ويقوم بتشغيل المركز مجموعة من الفتيات السعوديات من خريجات الجامعة قسم رياض أطفال، إضافة إلى الموقع المميز للمركز وإطلالته المميزة على ساحات المسجد الحرام بحيث يشاهد الطفل ساحات المسجد الحرام ويشعر بأنه لم يبتعد كثيرا عن الجو الذي فقد فيه ذويه».

وأشار إلى توقيع مذكرة شراكة بين قوة أمن الحرم المكي الشريف، وجمعية «هدية الحاج والمعتمر» الخيرية لتشغيل مركز التائهين وإدارته، فتقوم قوة أمن الحرم المكي الشريف بالإشراف وإدارة المركز وتسلم الأطفال التائهين وتسليمهم إلى ذويهم وتقييد الحالة في السجلات الرسمية، وتقوم الجمعية بتجهيزه وتشغيله وصيانته وتوظيف العاملين والعاملات فيه مع محارمهن وتزويد المركز بما يحتاج إليه وإعداد المطبوعات والهدايا التي يتم توزيعها ضمن البرنامج.

وأشار بالقول «تقوم المربيات بالعناية بالطفل فور تسلمه وإشغاله بالألعاب الموجودة في المركز، في حين تقوم الحاضنات بالإشراف على إطعامه واصطحابه إلى مكان قضاء الحاجة، فهن مدربات للتعامل مع الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة منهم»، وأردف «في حين يقوم محارمهن بمعاونة قوة أمن الحرم في العناية بالتائهين من الرجال، ومحاولة الاتصال بذوي التائه، كما يقومون بتوعية ذوي الطفل بضرورة استخدام سوار الأطفال وقاية له من الضياع وأخذ الحيطة والحذر لتجنب ضياع الطفل مرة أخرى، كما يقومون باستقبال ولي أمر الطفل وتهدئة روعه، وتوعية الأب الغاضب بسبب ضياع طفله، وأنه هو المفرط وليس الطفل».

وزاد العامر «تم توفير مترجمين ليقوموا بالترجمة لأكثر من 8 لغات من اللغات الشائعة، والعمل يستمر في مركز العناية بالأطفال التائهين على مدار الساعة من خلال مناوبات تصل الليل بالنهار».

وأضاف «نعمل لكي يحتوي المركز مستقبلا على تجهيزات تقنية تسهم في بث صورة الطفل الضائع حال وصوله إلى المركز إلى مكاتب الأمن في المسجد الحرام لسرعة وصول ولي الطفل وتسلمه وتقصير فترة غيابه عن والديه».

وأكد العميد جميل محمد عمر أربعين، مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، أن تلك الحالات تم علاج بعضها في موقع النقاط الإسعافية، والبعض الآخر تم نقله إلى المراكز الصحية داخل الحرم، وأن غالبية الحالات والإصابات نتيجة الإجهاد الحراري وارتفاع السكر والبعض الآخر كبر السن، وأن الإمكانات التي وفرت من الدولة من أجهزة وعربات نقل الإصابات مع التدريب النظري والميداني وتوفير الكوادر الصحية المتخصصة في هذا الجانب، أسهمت - ولله الحمد - في كيفية التعامل مع الحالات وفق الأسس الصحية والعلمية، كما أضاف العميد أنه في أوقات الذروة والازدحام الشديد يتم دعم الموقف بكوادر بشرية مع زيادة النقاط الإسعافية حسب ما يتطلبه الموقف.

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني، قد وافق على خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال شهر رمضان الحالي في العاصمة المقدسة، التي تشمل قائمة المخاطر، ومنها حوادث الحريق في منطقة الحرم المكي الشريف، بما في ذلك محطات الكهرباء، ومواقع التحكم والمراقبة، والفنادق والأبراج السكنية الخاصة بإسكان المعتمرين، وأنفاق السيارات، وحوادث الازدحام والتدافع عند بوابات المسجد الحرام، وفي المسعى والساحات المحيطة بالحرم والطرق المؤدية إليه، إضافة إلى حالات انقطاع التيار الكهربائي أو هطول أمطار غزيرة أو جريان السيول.