إشراك هيئة الأمر بالمعروف وفرق المجاهدين في مكافحة التسول داخل المساجد والمراكز التجارية

ضمن جهود رسمية للحد من الظاهرة بمنطقة مكة المكرمة

TT

كشف سعد الشهراني مدير مكتب مكافحة التسول بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة عن إشراك أفراد هيئة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر وفرق المجاهدين للتعاون في القبض على المتسولين، وخاصة في المساجد والمحاضرات الدينية والمراكز التجارية.

وأوضح الشهراني لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة تمت إضافتها قبل موسم شهر رمضان ضمن اللجنة المكونة لمكافحة التسول التي تضم أيضا أقسام الشرطة والدوريات الأمنية والجوازات ومكتب مكافحة التسول بهدف تضافر الجهود لمكافحة التسول والتي تعتبر منطقة مكة المكرمة أكثر المناطق يوجد فيها المتسولون.

يأتي هذا الإجراء ضمن جهود رسمية في السعودية لمكافحة ظاهرة التسول بكافة أنواعها التي تنشط خلال شهر رمضان المبارك بإشراك جهات حكومية ذات توجه ديني وإصلاحي كهيئة الأمر بالمعروف للتأثير في المجتمع وإعطاء الأموال للقنوات الرسمية كالجمعيات الخيرية، وكان سماحة مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ قد بدأ بتحذير أول أيام شهر رمضان المبارك ونشر في وكالة الأنباء الرسمية السعودية من إعطاء الصدقات للمتسولين الذين يصطنعون العاهات أو يستأجرون الأطفال للتسول بهم وربما أخذوا أطفالا بغير طريق مشروع وقطعوا أطرافهم لأجل أن يستعطفوا قلوب الناس إليهم. وقال: إنه «لا يجوز إعطاء هؤلاء ولا التعاون معهم». وطالب إدارات مكافحة التسول والجهات الأمنية بمكافحة هذه الظاهرة وعدم التساهل في الأخذ على أيدي المتسولين. وطالب المفتي العام أيضا هيئة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسؤولين عن أمن الحرم بأن يطاردوا هؤلاء وألا يمكنوهم لا في الحرم ولا في ساحاته الخارجية.

وبالعودة لرئيس مكتب مكافحة التسول بمنطقة مكة المكرمة، قال سعد الشهراني «تم هذا الموسم تحويل جميع المتسولين من المقبوض عليهم إلى أقسام الشرطة بعد أن كان في السابق يتم تحويلهم لمكتب مكافحة التسول، وذلك بهدف التحقيق مع المقبوض عليهم لإمكانية التبليغ عن العصابات التي تستغلهم في التسول، وخاصة من قبل الأطفال والنساء». وأضاف «من بين المقبوض عليهم مؤخرا رجل مسن كان يمارس التسول في شارع رئيسي في كبرى المنطقة الصناعية وبحوزته مبالغ تزيد على 70 ألف ريال وتم إحالته لقسم الشرطة للتحقيق معه».

وتقدر إحصائيات صادرة من مكتب مكافحة التسول ونشرت في وسائل إعلام محلية أعداد المتسولين في السعودية بما يتجاوز 20 ألف متسول ومتسولة تشكل نسبة السعوديين منهم 20 في المائة.

وبينت دراسات اجتماعية أن ظاهرة التسول في السعودية في تزايد مستمر ويرجع السبب إلى كثرة المتسللين عبر الحدود، ومخالفة أنظمة الإقامة ممن قدموا لأداء الحج والعمرة وتعمدهم التسول.

وتقوم إدارة مكافحة التسول بتحويل المتسولين السعوديين من كبار السن أو ذوي العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل، أما المحتاجون ماديا فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي وهو مكتب تكافلي اجتماعي يصرف إعانات شهرية للمحتاجين، كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذه الدور حيث توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين فتتم إحالتهم للجهات الأمنية وإنهاء إجراءات ترحيلهم من إدارة الجوازات.