جدة: الدفاع المدني يخلي مسؤوليته من 60% من الحوادث التي باشرها خلال النصف الأول من رمضان

انخفضت العام الحالي بنسبة 84% مقارنة بالعام الماضي

أحد الحوادث التي باشرها الدفاع المدني مؤخرا («الشرق الأوسط»)
TT

أخلى الدفاع المدني مسؤوليته من نحو 60 في المائة من إجمالي الحوادث التي تمت مباشرتها في مدينة جدة خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك للعام الحالي، التي بلغ إجمالي عددها نحو 224 حادثة، من بينها 67 حادثة التماسات كهربائية و64 أخرى متعلقة بحرائق نفايات ومخلفات.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في الدفاع المدني، عن أن نحو 60 في المائة من الحوادث التي باشرتها فرق الدفاع المدني خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك للعام الحالي، ليس للدفاع المدني أي علاقة بها لكونها ناتجة عن أحمال كهربائية إضافية، إلى جانب أن البقية منها متعلقة بحرائق النفايات التي لا تدخل ضمن مسؤولية الدفاع المدني.

وأشار العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، إلى أن نسبة الحوادث التي تمت مباشرتها خلال النصف الأول من شهر رمضان للعام الحالي انخفضت بنسبة 84.5 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، التي كانت تشهدها المنازل والمراكز التجارية والبسطات والأنشطة الرمضانية.

وأوضح أن فرق الدفاع المدني باشرت خلال النصف الأول من شهر رمضان للعام الحالي ما يقارب 224 حادثة، وذلك بمعدل 16 حادثة في اليوم، بينما وصل عدد الحوادث للفترة نفسها من العام الماضي إلى نحو 265 حادثة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ساعدت جولات الكشف المسبق على المواقع والمرافق العامة ذات العلاقة بموسم رمضان في انخفاض معدلات الحوادث، إلى جانب زيادة نسبة الوعي لدى المجتمع مقارنة بالسابق»، مؤكدا أن معظم تلك الحوادث لا تدخل ضمن جوانب القصور لدى الدفاع المدني في معالجتها.

ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه جولة قام بها الدفاع المدني في جدة ضمن خطة موسم الصيف عن وجود ما يزيد على 65 مخالفة لأنظمة السلامة في أكثر من 50 مجمعا تجاريا وصالات أفراح مستقلة وأخرى تابعة لفنادق، إلى جانب الشاليهات والاستراحات التي من المتوقع استخدامها خلال الإجازة الصيفية.

وسجل الدفاع المدني عن طريق تلك الجولات ملاحظاته حول إجراءات السلامة في نحو 11 موقعا لصالات أفراح مستقلة، والمتمثلة في خلو المولدات الكهربائية الاحتياطية الموجودة نتيجة عدم إجراء أصحاب المواقع تجارب التشغيل لها منذ العام الماضي.

ورصدت فرق الدفاع المدني، آنذاك، ما يقارب 4 ملاحظات مخالفة لشروط السلامة في قاعات الأفراح التابعة للفنادق والمتضمنة مخارج الطوارئ، التي إما أن تكون مغلقة أو مستخدمة في تخزين الأعداد الزائدة من الكراسي والطاولات ووضعها في سلالم المخارج.

كما عثرت أيضا على أكثر من 50 موقعا مخالفا للملاهي التابعة للمراكز التجارية، التي من ضمن مخالفاتها تلف أحزمة الأمان في الألعاب، وعدم إلمام مشغليها بطرق التشغيل، فضلا عن انشغالهم أثناء تشغيل الألعاب بأمور أخرى تشتت انتباههم، وذلك بمعدل مخالفة واحدة على الأقل في كل مجمع تجاري.

وبالعودة إلى مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أفاد بأن تزامن فصل الصيف مع شهر رمضان المبارك جعل من حوادث الالتماسات الكهربائية وحرائق كبائن الكهرباء والعدادات تشكل نحو 29.7 في المائة من إجمالي حوادث النصف الأول لرمضان خلال العام الحالي، وذلك بعد أن بلغ عددها ما يقارب 67 حادثة.

وأضاف: «وصل عدد حوادث حرائق النفايات والمخلفات والأشجار خلال الفترة نفسها من هذا الشهر لنحو 64 حادثة، وذلك بنسبة 28.9 في المائة من إجمالي الحوادث التي تمت مباشرتها من قبل فرق الدفاع المدني»، مشيرا إلى أن حرائق المنازل شكلت ما نسبته 24 في المائة، وتم تسجيل حالة وفاة واحدة فقط منها.

وذكر العميد عبد الله الجداوي أن حوادث الإنقاذ التي باشرتها فرق الدفاع المدني شهدت زيادة خلال شهر رمضان الحالي، وذلك بعد وصولها إلى 156 حادثة، بينما كانت لا تتجاوز 84 حادثة إنقاذ العام الماضي، موضحا أن حالات الإنقاذ في حوادث السيارات بلغت ما يقارب 18 حالة منذ بداية شهر رمضان، وحتى انقضاء النصف الأول منه.

وبين أن عدد حوادث فتح الأبواب بلغ نحو 102 حادثة، تشكل 65 في المائة من إجمالي عدد حوادث الإنقاذ، في حين وصل عددها العام الماضي في الفترة نفسها إلى 49، مرجعا سبب ارتفاع عددها إلى استسهال الناس إبلاغ الدفاع المدني في حال ضياع مفتاح أو انغلاق الباب على أحدهم.

وفيما يتعلق بخطة الدفاع المدني لموسم عيد الفطر، أبان مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أنه سيتم تطبيق خطة شهر رمضان المبارك نفسها، التي تشمل كل المواقع، سواء الأسواق التجارية أو المدن الترفيهية وغيرها.

وزاد: «من خلال تطبيق الخطة خلال فترة إجازة الصيف لم يتم تسجيل أي حوادث داخل المرافق العامة والمجمعات التجارية حتى الآن، إلا أن هناك متابعة مستمرة خلال شهر رمضان عبر فترتي الصباح والمساء».

ولفت إلى وجود نحو 10 وحدات إطفاء موجودة حاليا خلال شهر رمضان في مواقع متفرقة بحسب الازدحام، بينما سيعاد توزيعها في أيام العيد لتتمركز بمواقع الاحتفالات والزحام، وذلك بعد تزويدها بأربع فرق إنقاذ إضافية.

يشار إلى أن خطة الدفاع المدني خلال موسم إجازة الصيف تضمنت نشر 30 دورية سلامة تابعة للدفاع المدني في مدينة جدة والمناطق التي من المفترض أن تشهد انعقاد فعاليات صيفية بها، وذلك بمعدل دورية واحدة في كل موقع، بهدف مراقبة أمور السلامة.

كما تمثلت في نقل 15 وحدة إطفاء من مراكز الإطفاء الثابتة، والبالغ عددها 32 مركزا، وذلك من أجل التدخل السريع إذا ما استدعى الأمر، خاصة أن الازدحام وبطء السير في الشوارع أثناء موسم الإجارة الصيفية يعيق من حركة تلك الوحدات إذا ما تم تمركزها في المراكز الثابتة فقط، وذلك حسبما صرح به في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي.