حاولت إيران، أمس، أن تبعد نفسها عن النعوت الفجة التي أطلقتها صحيفة «كيهان» الإيرانية المتشددة في حق كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بعد أن رفضت السلطات الفرنسية الإساءات التي وردت في الصحيفة واعتبرتها «غير مقبولة».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الإساءات التي وردت في وسائل إعلام إيرانية في حق السيدة الفرنسية الأولى، هي إساءات «غير مقبولة»، مؤكدة أنه تم بعث «رسالة» بخصوصها إلى طهران.
وقال المتحدث باسم الوزارة، برنار فاليرو: «نحيط علما السلطات الإيرانية أن الإساءات التي وردت في صحيفة (كيهان) ونقلتها مواقع إلكترونية إيرانية في حق الكثير من الشخصيات الفرنسية، بمن فيها السيدة كارلا بروني ساركوزي، غير مقبولة». وأضاف: «نحن ننقل هذه الرسائل عبر القنوات الدبلوماسية المعتادة».
وانتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، صحيفة «كيهان»، وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان باراست، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، وسائل الإعلام الإيرانية باستخدام لهجة أكثر اعتدالا. وحين سئل عن الأمر، أجاب: «لا تقر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإهانة مسؤولين في دول أخرى واستخدام كلمات غير لائقة. ننتقد سياسات وسلوك وتعليقات مسؤولين في دول أخرى ونعترض عليها وندعوهم إلى مراجعة أفعالهم، ولكن لا نعتقد أن استخدام كلمات غير لائقة ومهينة أمر صحيح». وأضاف: «يتعين على وسائل إعلامنا انتقاء الألفاظ. الأولوية لوسائل الإعلام في إيران، مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى، هي التحلي بالقيم الإسلامية والحفاظ عليها. نأمل أن تأخذ كل وسائل الإعلام هذا الأمر في الحسبان».
وكانت الصحيفة المحافظة قد وصفت بروني بنعوت غير لائقة، وأطلقت عليها السباب، بعد أن أبدت تضامنها مع المواطنة الإيرانية سكينة محمدي أشتياني التي صدر عليها حكم بالرجم لإدانتها بالزنى. وقالت «كيهان» إن أسلوب حياة كارلا بروني يشير إلى أنها تستحق نفس مصير المرأة الإيرانية التي حكم عليها بالموت رجما. وكارلا بروني واحدة من الشخصيات الفرنسية الشهيرة التي كتبت خطابا مفتوحا لسكينة محمدي أشتياني التي أثارت قضيتها انتقادات دولية. وكتبت زوجة نيكولا ساركوزي تقول: «يريقون دمك ويحرمون طفليك من أمهما.. لماذا.. لأنك عشت حياتك.. لأنك أحببت.. لأنك امرأة.. امرأة إيرانية.. يرفض كل جزء في جسدي قبول ذلك».
ونشرت «كيهان» التي يعين المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي رئيس تحريرها، خطاب بروني، وعادت بالأمس وتناولت الموضوع مرة أخرى وانتقدت «علاقات بروني غير الشرعية مع أكثر من شخص»، وحملتها مسؤولية طلاق ساركوزي من زوجته الثانية. وكتبت «كيهان»: «دراسة سجل كارلا بروني يبين بوضوح لماذا تدعم هذه المرأة المنحرفة امرأة إيرانية حكم عليها بالإعدام لارتكابها الزنى، ولكونها شريكة في قتل زوجها.. في الواقع تستحق هي شخصيا الموت».
وأشتياني أم لطفلين، وقد جلدت 99 جلدة لإقامتها علاقة غير شرعية مع رجلين. وقد صدر عليها حكم بالإعدام رجما، إلا أن حملة دولية ضد تنفيذ العقوبة أجبرت السلطات الإيرانية على تأجيلها. وقال مصدر قضائي إيراني إن عقوبة الرجم علقت ولكن لا يزال احتمال تنفيذها قائما.