أميركا وهولندا تحققان في «مواد مشبوهة» في أمتعة راكبين يمنيين

اتهامات بالتحضير لعمل إرهابي تنتظر أحد المعتقلين في مطار أمستردام

TT

بعد ساعات من إلقاء القبض على رجلين يمنيين في مطار أمستردام للاشتباه في علاقتهما بالتحضير لعمل إرهابي، يواجه أحدهما اتهامات تتعلق بالاشتباه في تورطه بالتحضير لعمل إرهابي وإشعال حريق، وذلك حسب ما ذكر محاميه الهولندي ارجين كريكي في تصريحات للإعلام الهولندي أمس، ونفى علمه بالاتهامات الموجهة للشخص الآخر، ولكنه قال: «من غير المعقول أن يواجه الشخص الثاني الاتهامات نفسها». وأضاف: «المعلومات التي يتداولها الإعلام حاليا تشوه صورة موكلي»، وطرح المحامي أكثر من سؤال، وقال: «هل كل هذا منطقي، وهل هو أيضا قانوني؟ لقد وجدت السلطات الأميركية المضبوطات في حقيبة في المطار الأميركي، ولكن هل هذه الحقيبة تعود لموكلي، وهل كانت المضبوطات تشكل خطرا حقيقيا؟». وقال مسؤول عن دائرة الأمن الداخلي الأميركية في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه إنه «عُثر على أغراض مشتبه فيها في أمتعة المسافرين اللذين كانا على الرحلة رقم 908 لشركة (يونايتد إيرلاينز) القادمة من شيكاغو، والمتجهة إلى أمستردام مساء أول من أمس. وجاء في البيان أن الأغراض في حد ذاتها لم تكن خطيرة، وفي إطار تبادل المعلومات مع شركائنا أبلغت السلطات الهولندية بوجود أغراض مشبوهة»، مضيفا أن «التحقيق جار». وفي وقت سابق أعلن متحدث باسم مطار أمستردام أن رجلين اعتقلا أول من أمس لدى هبوط طائرتهما القادمة من شيكاغو (إيلينوي شمال شرق). وقال المتحدث روبرت فان كابيل إن «رجلين اعتقلا بطلب من الشرطة القضائية» في مطار أمستردام. وأضاف أن «الرجلين اعتقلا على متن طائرة قادمة من شيكاغو»، ولكنه لم يعط أي إيضاحات إضافية «بسبب التحقيق» الجاري معهما. ولم يكن بالإمكان الاتصال بالمدعي العام الهولندي لتأكيد النبأ. وذكرت قناة التلفزيون الأميركية «إيه بي سي نيوز» أن الشرطة الهولندية اعتقلت رجلين بتهمة «التخطيط لارتكاب اعتداء إرهابي». ورفضت دائرة الأمن الداخلي الأميركية القول ما إذا كان الاعتقال تم بطلب منها. كما لم توضح كيف ولماذا تمكنا من الصعود إلى الطائرة، على الرغم من العثور على أغراض مشبوهة في أمتعتهما.

وقالت قناة «إيه بي سي» إن الرجلين هما هشام المريسي وأحمد محمد ناصر الصوفي المقيم في ديترويت (ميتشيغان, شمال شرقي الولايات المتحدة)، الذي قال أحد جيرانه إنه يتحدر من اليمن. وبعد وصوله إلى شيكاغو قادما من برمنغهام في ألاباما (جنوب شرقي الولايات المتحدة), سجل الصوفي حقائبه على الرحلة المتجهة إلى واشنطن، ثم إلى دبي مع اليمن كوجهة نهائية، في حين أنه صعد إلى الطائرة المتوجهة إلى أمستردام مع المريسي. وقبل سفره من برمنغهام, خضع الصوفي لتفتيش دقيق جدا من قبل رجال الأمن، بسبب ثيابه التي اعتبرت سميكة.

واكتشفوا أنه يحمل سبعة آلاف دولار نقدا، وعثروا على هاتف جوال في حقيبته متصل بقارورة دواء ضد الغثيان وآلام المعدة، بالإضافة إلى ثلاثة هواتف جوالة وساعات وثلاثة سكاكين كبيرة. ولكنهم لم يعثروا معه على أي متفجرات، وسمحوا له بالسفر إلى شيكاغو. وقال مصدر حكومي أميركي إنه «لم يكن في حوزة» الرجلين لدى صعودهما إلى الطائرة المتجهة إلى أمستردام «أغراض محظورة أو في أمتعة اليد التي كانا يحملانها»، مشيرا إلى أن عناصر أمن كانوا على متن الطائرة. أما الطائرة التي وضعت على متنها أمتعة الصوفي التي كانت تحتوي على الأغراض المشبوهة، فقد قامت بحسب قناة «إيه بي سي» برحلة إلى واشنطن، حيث كانت ستقلع إلى دبي، عندما لاحظ مسؤولون أن الأمتعة كانت على متنها دون أصحابها. واضطرت الطائرة إلى العودة أدراجها وإخراج الأمتعة المشبوهة منها، التي لم يعثر فيها على أي متفجرات، حسب ما نقلت «إيه بي سي» عن مسؤولين. وقالت قناة التلفزيون الهولندي «آر تي إل» إن مكتب التنسيق لمكافحة الإرهاب في هولندا لم يعتبر الأمر خطيرا للغاية، ولكنه يفضل التعامل مع تلك الأمور بجدية. وعرضت المحطة صورا بالفيديو، التقطها أحد الركاب على متن الطائرة، تصور لحظات اعتقال المشتبه فيهما، وأظهرت الصور أن الرجلين اقتيدا من على متن الطائرة قبل السماح للركاب بالنزول، وبعد أن جرى التأكد من هويتيهما، قامت عناصر الشرطة الهولندية بتكبيل أيديهما من الخلف، واقتيادهما إلى خارج الطائرة دون مقاومة، وفي ظل أجواء من الهدوء التام من جانب ركاب الطائرة.

وقالت شبكة تلفزيون «إن بي سي نيوز» إن أحد الرجلين أطلق سراحه، لكن الآخر، وهو من ديترويت، أثار شبهات، لأن أجهزة المسح الضوئي في المطار بالولايات المتحدة اكتشفت ساعات يد وهواتف جوالة ملتصقة معا في أمتعته. وكانت السلطات الهولندية في مطار شخيبول بالعاصمة أمستردام، اعتقلت رجلين آتيين من الولايات المتحدة الأميركية مساء أول من أمس، بعد اكتشاف أغراض مشبوهة في أمتعة أحدهما. وقالت أنطوانيت سبانس المتحدثة باسم المطار إن الرجلين اعتقلا «بناء على طلب الولايات المتحدة».