رئيس شركة «طاقة» السعودية: ندرس فرصا استثمارية في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

د. عبد العزيز الجربوع لـ «الشرق الأوسط»: توطين التقنية أبرز اهتماماتنا.. ونركز على قطاع البترول والغاز المحلي

د. عبد العزيز الجربوع
TT

كشف الدكتور عبد العزيز الجربوع، رئيس مجلس إدارة شركة التصنيع وخدمات الطاقة «طاقة»، عن دراسة فرص الاستثمار في أسواق الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في الوقت الذي تركز فيه على قطاع البترول والغاز المحلي بشكل أساسي.

وأشار الدكتور الجربوع، الذي يشغل مناصب متعددة في عدد من الشركات السعودية في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى أن الشركة تملك شراكات متعددة من خلال شركات تابعة لها، أو تستثمر فيها لتعزيز وتوطين خدمات قطاع الطاقة والنفط في السعودية، مؤكدا سعي الشركة لبناء تحالفات استراتيجية مع شركات عالمية لخدمات الطاقة والتوسع في الخدمات الأخرى، يكشفها من خلال الحوار التالي:

* ما الاستراتيجية التي تعمل عليها الشركة خلال الفترة الحالية، وما الرؤية التي تعتزم تنفيذها خلال الفترة المقبلة؟

- إن من الغايات والأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل لشركة «طاقة»، توطين وتعزيز خدمات قطاع الطاقة والصناعات المتعلقة بها. وقد اعتمدت الشركة الخطة الاستراتيجية للسنوات العشر المقبلة في شهر يونيو (حزيران) 2009، وذلك بعد الأزمة المالية، من خلال رؤية تتضمن أن تكون الشركة رائدة في تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة.

وأن تكون شريكا ذا سمعة حسنة في قطاع الطاقة والصناعات المتعلقة بها، عبر رسالة بناء وتنمية أعمال ذات قيمة مضافة لتقديم منتجات وخدمات لصناعات الطاقة والصناعات المتعلقة بها داخل وخارج السعودية مع نقل التقنيات الحديثة وخلق فرص عمل بالمملكة، وتتمثل أهم معالم الاستراتيجية في مواصلة الاستثمار في مجال صناعة وخدمات البترول والغاز، والعمل على توسعة شركاتها التابعة، عن طريق إضافة منتجات وخدمات جديدة، أو الدخول في أسواق جديدة في المنطقة، والاستحواذ على شركات خدمية في مجال خدمات البترول والغاز والمجالات الأخرى ذات العلاقة بقطاع الطاقة، وبناء تحالفات استراتيجية مع شركات عالمية لخدمة قطاع الطاقة، والعمل على التوسع في خدمة قطاعات الطاقة الأخرى مثل الماء والكهرباء والبتروكيماويات والمعادن، واستقطاب وتطوير الكفاءات السعودية.

* كم يبلغ عدد الشركات الفرعية التابعة للشركة، وما أبرز نشاطات تلك الشركات؟

- تستثمر الشركة في 6 شركات، وهي شركة «الحفر» العربية، التي تأسست في عام 1964، وتمتلك الشركة 13 حفارا بريا، و4 حفارات بحرية، وتستأجر الشركة وتشغل حفارا بحريا واحدا، إضافة إلى ذلك فإن الشركة تمتلك منصة بحرية ذاتية الدفع، متعددة الأغراض، خصصت لخدمات فحص وصيانة آبار البترول. والشركة الثانية هي الشركة العربية للجيوفيزيقا والمساحة «أركاس»، التي تأسست في عام 1966، وتعتبر أول وأكبر شركة للمسح السيزمي في المملكة، وتعمل في المسح السيزمي البري والبحري لاستكشاف مكامن البترول والغاز، وتقوم الشركة باستخدام تقنية الاستكشاف السيزمي التي تتيح التقاط صور بيانية دقيقة للطبقات الجيولوجية للأرض وتستخدم الشركة أيضا تكنولوجيا حديثة تمكنها من التقاط صور سيزمية ثنائية وثلاثية، وشركة الجبيل لخدمات الطاقة «جسكو»، التي تأسست كشركة مساهمة في عام 2007 برأسمال قدره 750 مليون ريال (200 مليون دولار) وتمتلك شركة «طاقة» نسبة 51 في المائة من رأسمالها، وتبلغ طاقة المصنع الإنتاجية من أنابيب الصلب غير الملحومة نحو 400 طن سنويا، ويتم إنتاج أحجام أنابيب يتراوح قطرها من 5.375 إلى 16 بوصة، وشركة «أرديسيز» التي تأسست في المنطقة الحرة بجبل علي بإمارة دبي الإماراتية في عام 2006، وتعمل شركة «أرديسيز» على تزويد عملائها بكل الخدمات اللازمة لجمع البيانات السيزمية في اليابسة وفي المياه الضحلة، بغية استكشاف وتطوير مكامن البترول والغاز والمعادن ومصادر المياه الجوفية، وتستهدف الشركة أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول مجلس التعاون، كما تملك «طاقة» نسبة في شركة سايبم طاقة الرشيد للتصنيع المحدودة «ستار»، وهي المملوكة من قبل شركة الطاقة الرشيد للأعمال البحرية المحدودة بنسبة 60 في المائة، وشركة «سايبم» بنسبة 40 في المائة، وتعمل في إنتاج المنصات البحرية ومستلزماتها والأعمال المتعلقة بها، وهي الشركة الوحيدة في السعودية المتخصصة بهذا المجال، ويتم التصنيع في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام وبطاقة إنتاجية تبلغ 14 ألف طن سنويا، مع إمكانية رفع الطاقة الإنتاجية إلى 40 ألف طن سنويا، إضافة إلى شركة «إيرلكيد» العربية والمملوكة من شركة «إيرلكيد» الشرق الأوسط بنسبة 55 في المائة وشركة «طاقة» بنسبة 25 في المائة وشركة «الرشيد» للاستثمارات البترولية بنسبة 20 في المائة، وتنتج عدة غازات صناعية مثل الهيدروجين والنتروجين والأكسجين وثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وغازات صناعية أخرى، على أن يتم بيع وتوريد منتجاتها عن طريق خطوط الأنابيب في مختلف المدن الصناعية بالسعودية.

* كيف تقيم أداء الشركة خلال النصف الأول من العام الحالي، وهل لنا بنتائج الإنجازات خلال الفترة ذاتها؟

- النصف الأول من عام 2010 يتضح أن الإرباح ارتفعت قليلا، ويتوقع أن تحافظ الشركة على مستوى الربحية نفسه، علما بأن الشركة في طور تأسيس بعض مشاريعها العملاقة، مثل مصنع الأنابيب غير الملحومة في الجبيل، ومجمع صناعة المنصات البحرية في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام.

* ما أبرز القطاعات التي تعمل بها الشركة حاليا، وما القطاعات الجديدة التي تدرس الشركة الدخول فيها؟

- تركز الشركة، ومن خلال خطتها الاستراتيجية على تقديم خدماتها ومنتجاتها المساندة لجميع قطاعات الطاقة، مثل البترول والغاز والمياه والكهرباء والبتروكيماويات.. إلخ، وجار تنفيذ المرحلة الأولى من الاستراتيجية التي تركز على قطاع البترول والغاز، سواء كان ذلك بتأسيس شركات جديدة أو بالمشاركة أو الاستحواذ، كما ذكر آنفا.

* كيف تقيمون أداء الأسواق التي تعمل بها «طاقة»، وكم يبلغ حجم الاستثمارات بشكل عام في تلك الأسواق، وكم تبلغ نسبة نموها؟

- يرتبط قطاع خدمات البترول والغاز بكمية الطلب العالمي على البترول والغاز، وبشكل عام فإن حجم قطاع خدمات النفط والغاز يقدر بأكثر من 100 مليار ريال في دول الخليج العربي سنويا.

* ما العوامل التي تساعد «طاقة» على المضي قدما في تحقيق النمو في أدائها؟

- تتمثل عوامل النجاح لدى «طاقة» من خلال الدعم المتواصل من مساهمي الشركة الاستراتيجيين، بما يعزز استمرارية نمو أعمال الشركة، حيث تضم قائمة مساهمي الشركة شرائح متعددة من القطاعين العام والخاص، وخبرة طويلة تتعدى 45 عاما من خدمات قطاع البترول في السعودية من خلال شركة «الحفر» العربية وشركة «أركاس»، كما حافظت شركة «طاقة» على حصة سوقية جيدة في قطاع خدمات البترول في المنطقة منذ إنشائها، وشركاء الشركة هم من أبرز الشركات العالمية الرائدة في مجال عملها، ويدير الشركة فريق إداري متميز عالي المهنية وذو خبرة واسعة في مجال الإدارة والاستثمارات، ومن ضمن العوامل التي ستساعد الشركة في نمو أعمالها، التنوع في المنتجات والخدمات والتركيز على جدوى المشاريع على المدى البعيد، والتركيز على تنمية أعمال الشركة من خلال إنشاء مشاريع جديدة أو تطوير شركاتها التابعة والشقيقة

* ما أبرز المعوقات التي تواجه الأسواق التي تعمل بها الشركة خلال الفترة المقبلة؟

- تكمن المعوقات التي من الممكن أن تواجه الأسواق التي تعمل بها «طاقة» في حدة المنافسة العالية، والتكنولوجيا التي يحتاجها هذا القطاع.

* ما الدول التي تستهدفها «طاقة» أو إحدى شركاتها خلال الفترة المقبلة، وفي أي القطاعات؟

- تركز الشركة حاليا على قطاع البترول والغاز المحلي بشكل أساسي، وتدرس الفرص الاستثمارية في أسواق الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

* هل تنوي الشركة التوسع عالميا؟

- من المتوقع أن تمتد نشاطات الشركات التابعة والشقيقة في المستقبل القريب إلى دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. علما بأن شركة «الحفر» العربية تعمل حاليا في المنطقة المحايدة بين السعودية ودولة الكويت، وكذلك شركة «أرديسيز» للمسح الزلزالي تعمل حاليا في منطقة الخليج وشمال أفريقيا. وقد حصلت على عدة عقود في قطر ومصر واليمن. وبدأت شركة «جسكو» تسويق منتجاتها محليا وعالميا.

* ما خطط «طاقة» في توطين الوظائف لديها؟

- تدعم «طاقة» توطين مختلف أنواع الوظائف في جميع شركاتها التابعة والشقيقة. وعلى سبيل المثال فقد أنشأت شركة «الحفر» العربية مركز الظهران للتدريب عام 1993، الذي يعد أول مركز تدريب في المملكة معتمد رسميا من قبل المنتدى العالمي للتحكم بآبار البترول والاتحاد الدولي لمقاولي الحفر للقيام بعمل برامج تدريب للتحكم بالآبار، طبقا لأرقى المعايير الدولية. ويتولى هذا المركز تدريب منسوبي الشركة وغيرهم من منسوبي الشركات الأخرى في مجالات عدة تتعلق بأعمال التنقيب عن البترول والغاز، وتفتخر شركة «أركاس» بحصولها على جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسعودة لعام 2007، وقد وقعت كل من الشركة العربية للجيوفيزيقا والمساحة «أركاس»، وشركة «جسكو» اتفاقية تدريب مع صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، تنص على دعم تدريب مرتبط بالتوظيف لعدد كبير من المهن بمختلف مواقع عمل الشركات.

وأسهمت شركة «ستار» في توظيف مجموعة من الكفاءات السعودية الفنية والإدارية، حيث يتم تدريبهم لدى الشركة في مركز مخصص للتدريب على أعمال اللحام. وهناك خطة لتطوير هذا المركز ليشمل التدريب على أعمال تركيب الأنابيب، وكذلك وقعت الشركة أيضا اتفاقية دعم مع صندوق الموارد البشرية «هدف».

* هل تعتزم الشركة توطين التقنية أيضا من خلال نقل التقنيات الحديثة والعمل على صناعتها في البلاد؟

- تدعم الشركة توطين التقنية ونقل الخبرات والمعرفة لموظفي الشركة. وتستفيد الشركة من التقنيات عالية التطور التي تطورها مراكز البحوث والتطوير لدى شركائها العالميين. وعلى سبيل المثال قامت الشركة العربية للجيوفيزيقا والمساحة «أركاس» في يوليو (تموز) 2009 بإنشاء مركز تقني في مدينة الخبر، وقد تم تجهيز هذا المركز بأحدث التقنيات والخبرات الرائدة، التي تمكنها من الاستفادة المباشرة في البحث عن البترول والغاز في المملكة، وقد قام المركز بتأسيس روابط مع الأوساط الفنية والتقنية في «أرامكو» السعودية وشركائها من شركات البترول الدولية، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وذلك بالتواصل من خلال عدد من المشاريع المشتركة والبحوث التعاونية التي من شأنها تسهيل نقل التكنولوجيا إلى المملكة العربية السعودية. وقد تضمنت الأعمال الأخيرة التي نفذت في المركز إعادة معالجة وتحليل البيانات السيزمية المغمورة لتحسين جودة الصورة النهائية المنتجة لمكامن البترول والغاز، وكذلك المعالجة المتقدمة للبيانات المستحصلة بهدف تحسين الصورة المأخوذة لباطن الأرض.