بيوت رعاية مؤقتة في النمسا للحيوانات الأليفة المهجورة

اقتبست الفكرة من التجربة مع الأطفال

حيوانات أليفة تحظى بالحماية والرعاية (رويترز)
TT

قد يعتبرها البعض مجرد ظاهرة تتماشى وسلوكيات مجتمع استهلاكي اعتاد على استخدام الشيء ثم التخلص منه، وقد يعتبرها آخرون حالة تستحق العطف والمواساة لكونها من أسباب الاختناقات المادية التي لازمت الأزمة الاقتصادية، لكن ومع اختلاف الآراء، أجمع كثيرون على استحسانها كوسيلة مضمونة لكفالة حيوانات مهددة بالتشرد.

الظاهرة الجديدة، التي أخذت في الانتشار مؤخرا في عدد من المدن النمساوية الكبرى، تتعلق برعاية الحيوانات التي يضطر أصحابها إلى التخلص منها. وهي تقوم على تسهيل المهمة بوضع تلك الحيوانات داخل أقفاص تظهر بمجرد جذب نوافذ معينة تابعة لدور رعاية ومستشفيات وجمعيات خيرية تعلن تبرعها بإعانة الحيوانات ورعايتها دون مساءلة لأصحابها عن رخصها، أو لماذا قرروا التخلي عنها. وهي بذلك تشجعهم على أن لا يتركوها طليقة في العراء دون راعٍ يكفلها ويوفر لها الأمان والغذاء والحماية والعلاج.

ولقد جاء في تعليق لمسؤول في أحد بيوت الرعاية الحيوانية هذه قوله: «إن ظاهرة هجر الحيوانات الأليفة ظاهرة جديدة طارئة على المجتمع النمساوي، الذي اشتهر بعطفه واهتمامه بحيواناته الأليفة باستثناء بعض فترات المعاناة الاقتصادية». وأشار المسؤول إلى أن دراسات جدية أثبتت أن أول ضحايا الأزمة الاقتصادية الأخيرة كانت مجموعة من الحيوانات الأليفة التي اعتادت على حياة مريحة، ثم اضطر أصحابها إلى هجرها بعدما تعذر عليهم الاستمرار في رعايتها. وتابع المسؤول أن فكرة «النوافذ» أثبتت نجاحها قبل سنوات عندما ابتكرتها بعض المستشفيات في عدد من المدن الأوروبية لرعاية اللقطاء من المواليد ممن لا ترغب أمهاتهم في الاحتفاظ بهم. وبالتالي بدلا من رميهم في أماكن غير آمنة تعرّض حياتهم للخطر، عمدت تلك المستشفيات إلى توفير نوافذ بمجرد جذبها يظهر سرير طفل تضع عليه الأم وليدها وتنسحب في هدوء. وبذلك أمكن إنقاذ حياة أطفال أبرياء لا ذنب لهم، أمّنت لهم الحماية والعناية إلى حين إيجاد من يتبناهم. ومن الأطفال انتقلت الفكرة إلى الحيوانات.