فيلم «أوباما أطلق حميدان» يسجل أعلى مشاهدة ويطرق باب البيت الأبيض

الدكتور العودة والشيخ الصفار ونواف التمياط من بين المتحدثين فيه

ملصق فيلم وحملة اوباما اطلق حميدان
TT

أطلق شبان سعوديون حملة عبر المواقع الإلكترونية ووسائط الاتصال، تدعو الرئيس الأميركي باراك أوباما لإصدار عفو خاص عن المواطن السعودي حميدان التركي، المسجون منذ عام 2005 في ولاية كلورادو الأميركية، والمحكوم عليه بالسجن لمدة 27 عاما.

وأطلق المتضامنون مع حميدان التركي، فيلما قصيرا يتحدث فيه نخبة من شخصيات المجتمع السعودي تتنوع مشاربها بين رجال دين، وكتاب، ورياضيين، دعت الرئيس باراك حسين أوباما لاستخدام صلاحياته لإصدار عفو رئاسي، سبق أن منحه الرؤساء الأميركيون السابقون لمتهمين مدانين في جرائم مختلفة، بعضها يمس الأمن الوطني، للإفراج عن طالب الدراسات العليا حميدان التركي، الذي يؤكد المتضامنون معه براءته من التهم المنسوبة إليه. وتبلغ مدة الفيلم خمس دقائق، ولقي إطلاقه الليلة قبل الماضية استقبالا غير مسبوق لدى الجمهور السعودي، حيث سجل موقعه في «يوتيوب» أكثر من 116 ألف زائر في أقل من 18 ساعة من تنزيله هناك، مما يجعله أحد أعلى المواد مشاهدة في هذا الموقع، في حين سجل حركة تبادل عبر شبكة «تويتر» وشبكات المواقع الإخبارية.

الحركة التطوعية، لمناصرة حميدان التركي، التي تضم اليوم أكثر من 13 ألف متطوع، كانت فكرة الطالبة السعودية سحر الشريف، المبتعثة في الولايات المتحدة، حيث دعت الشريف لحملة شبابية عبر الـ«فيس بوك» للتضامن مع التركي، في حين تلقى الشباب في السعودية فكرة مخاطبة الرئيس أوباما مباشرة.

وشارك في الفيلم شباب سعوديون، معظمهم من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأخرج العمل المهند الكدم (25 سنة) وهو خريج جامعة الملك فهد، في قسم العمارة بكلية تصاميم البيئة. وأدار الإنتاج عاصم الغامدي (23 سنة) المتخرج حديثا في كلية الهندسة الصناعية، وكتب السيناريو المخرج المعروف عبد الله آل عياف. وتضمن الفيلم الإشارة لفكرة كتبها الكاتب عبد الله العلمي، ذكر فيها السوابق القضائية الأميركية التي تم فيها العفو عن معتقلين في الولايات المتحدة الأميركية بعفو رئاسي. وعنوان الفيلم «أوباما أطلق حميدان» كان من بنات أفكار الكاتب المعروف وعضو مجلس الشورى، نجيب الزامل.

تظهر في الفيلم شخصيات متنوعة، يخاطبون الرئيس الأميركي، هم الدكتور سلمان العودة، المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، والشيخ حسن الصفار، الداعية المعروف، ونجم كرة القدم، نواف التمياط، والإعلامي تركي الدخيل، وعضو مجلس الشورى، نجيب الزامل، وابنة المعتقل السعودي، ربى حميدان التركي.

ويقول لـ«الشرق الأوسط» عاصم الغامدي، الذي تولى إدارة الإنتاج، أن هذا الفيلم حقق حضورا كبيرا منذ الساعات الأولى لإطلاقه، وهو ما يشير لحجم التعاطف في صفوف السعوديين لقضية حميدان التركي، ويضيف، «لقد أسهم الجميع في إنجاح هذا الفيلم، الذي عملنا فيه لمدة شهر واحد».

ويقول الغامدي، إن فريق الإعداد الذي تلقف عنوانا لمقال كتبه نجيب الزامل، يستند إلى مجموعات تطوعية من الشباب والفتيات السعوديين الذين لديهم اقتناع تام ببراءة مواطنهم المسجون في الولايات المتحدة. ويقول: عمل فريق الإعداد على بلورة فكرة قصيرة ونافذة، واختيار الشخصيات المشاركة، فجاء اختيار الشيخ سلمان العودة لمكانته في الأوساط الدينية والثقافية في المملكة، كما تم اختيار الشيح حسن الصفار، باعتباره شخصية علمية تؤكد وحدة المجتمع السعودي وتضامنه، كما جرى اختيار اللاعب نواف التمياط ليكون معبرا عن روح الشباب في السعودية، وكذلك الحال بالنسبة للإعلامي تركي الدخيل كتعبير عن موقف الإعلاميين، وجاءت مشاركة الكاتب المرموق نجيب الزامل لتؤكد من موقعة الرسمي كعضو في مجلس الشورى قوة التضامن مع التركي. وقد تولى تركي الدخيل قراءة مقاطع مؤثرة من رسالة حميدان التركي من داخل سجنه إلى والدته في السعودية. في حين تحدثت «ربى» عن والدها الذي تفتقده ولا تكاد تتعرف عليه إلا من خلال الصور. وذكر نجيب الزامل بالمبادئ التي أرساها الآباء المؤسسون للولايات المتحدة القائمة على إعلاء الجانب الإنساني.

ويسعى عاصم الغامدي، وزميله المهند الكدم، لنشر الفيلم في أهم صفحات الـ«فيس بوك»، فيقول الغامدي، لدينا محاولة لإنزال الرابط لهذا الفيلم في صفحة الداعية المصري عمرو خالد التي تضم مليونا وثلاثمائة ألف صديق، كما نستهدف الصفحات ذات العدد الأكبر من الأعضاء، ومثلها موقع «تويتر»، وهناك شباب يواصلون البحث عن اسم المستخدم الخاص بالرئيس الأميركي لإرسال الرابط على عنوانه في «تويتر».

ويضيف، لدينا كذلك محاولات لمخاطبة المتحدثين الرسميين لوزارة الخارجية الأميركية في الدول العربية، وإرسال الحملة على عناوينهم، كما تجرى مخاطبة الرأي العام عن طريق وسائل الإعلام. «فما يهمنا أن تصل الرسالة إلى المعنيين من أجل المساهمة في الإفراج عن التركي». ويضيف «رسالتنا إنسانية، وليست سياسية، ونأمل أن تجد صداها».

وكان حميدان التركي، المبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قد حصل قبل توقيفه على الماجستير، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة دنفر بولاية كلورادو في الولايات المتحدة، وتم توقيفه أول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، مع زوجته سارة الخنيزان بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة، وأطلق سراحه بغرامة بلغت 25 ألف دولار.

وفي يونيو (حزيران) 2005 أعادت السلطات الأميركية اعتقال الزوجين مرة أخرى بتهمة إساءة التعامل مع خادمتهما الإندونيسية، واحتجاز أوراقهما الثبوتية، كما وجهت للتركي تهمة التحرش الجنسي بالمستخدمة، وجرى فيما بعد الإفراج عن الزوجة والتحفظ على التركي. وحاول محامو التركي، على مدى أكثر من أربع سنوات، الطعن في قرار المحكمة، إلا أن حميدان التركي خسر في أبريل (نيسان) 2010 آخر فرصة قانونية في البراءة بعد أن رفض قاضي محكمة الولاية الطعن المقدم من فريق الدفاع، حيث رفضت المحكمة العليا الأميركية طلب الاستئناف المقدم من هيئة الدفاع.