برنامج إلكتروني يحول الهاتف الجوال إلى سماعة طبية

«السماعة الطبية الإلكترونية».. تطبيق جديد لهاتف «آي فون» الذكي

يمثل هذا التطبيق أهمية كبرى للأطباء خصوصا في المناطق النائية لفحص المرضى مباشرة وإرسال بيانات عن حالاتهم المرضية بالهاتف إلى الاختصاصيين في مواقع أخرى
TT

حوّل برنامج إلكتروني جديد صممه عالم بريطاني هاتف «آي فون» الذكي إلى سماعة طبية إلكترونية. وقد قام نحو 3 ملايين من ذوي المهن الطبية حول العالم حتى الآن بتنزيل هذا البرنامج الذي وضع في مخزن تطبيقات هاتف «آي فون» لشركة «أبل».

وطور التطبيق الجديد المجاني بيتر بنتلي الباحث في «علوم الكومبيوتر» في جامعة يونيفرستي كوليدج في لندن. ويقوم بتنزيله حاليا من الإنترنت نحو 500 مستخدم. ويمثل هذا التطبيق المسمى «آي ستيثوسكوب» (السماعة الطبية الإلكترونية) أهمية كبرى للأطباء خصوصا في المناطق النائية لفحص المرضى مباشرة وإرسال بيانات عن حالاتهم المرضية بالهاتف إلى الاختصاصيين في مواقع أخرى.

وقال بنتلي إن «الجميع يأملون في توظيف قدرات الهاتف الجوال في الميدان الطبي». ونقلت عنه صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أن «الهواتف الحديثة تتمتع بقدرات عالية، فهي مليئة بالمجسات ومزودة بلاقطات صوتية حساسة ولها شاشات واضحة.. ولذا فإن بمقدورها إنقاذ المرضى».

ويلتقط الهاتف الذكي المزود بهذا التطبيق دقات قلب المريض عبر لاقطته الحساسة، ويمكن للطبيب الاستماع فيما بعد إلى تسجيل دقات القلب لمدة الـ8 ثوان الأخيرة من التسجيل وكذلك مشاهدة مخطط لدقات القلب الصوتية على شاشة الهاتف.

ويأتي تطبيق بنتلي الجديد ضمن نحو 6 آلاف تطبيق طبي وصحي توجد في مخزن تطبيقات شركة «أبل». ويزداد باضطراد عدد الأطباء الذين يستخدمون هواتف «آي فون». وفي عام 2009 كان ثلثا الأطباء و42 في المائة من عموم السكان في بريطانيا يستخدمون الهواتف الذكية التي تحولت في الواقع إلى كومبيوترات محمولة صغيرة توظف للاستخدام الشخصي والمهني. ويتوقع أن تزداد نسبة الأطباء الحاملين لهاتف ذكي إلى 80 في المائة في غضون السنتين المقبلتين.

وفيما يأمل الجيل الجديد من الأطباء، خصوصا الذين تعاملوا مع التكنولوجيا الحديثة منذ أيام دراستهم الجامعية، في توظيف تكنولوجيا الهواتف الذكية في الميدان المهني لهم، فإن الكثير من الضوابط والمنوعات تعوق توظيف التطبيقات الجديدة في هذا الميدان. وقال بنتلي إن «من السهل جدا تطوير تكنولوجيا جديدة.. أكثر من السماح باستخدامها». وأضاف أن بمقدوره تطوير تطبيق للهاتف الجوال يتيح له عملية التصوير بالأشعة فوق الصوتية وتطبيق آخر لقياس تركيز الأكسجين في الدم، إلا أن القوانين تقيده في ذلك! فليس من المسموح تحويل الهاتف إلى جهاز طبي.

ويقول الخبراء البريطانيون إنه يجب الالتزام بأهم المعايير في الأجهزة الطبية، وهي أمنها وسلامتها، وجودة عملها وأدائها في الميدان الصحي، ولذلك فإن هذا الموضوع معقد ويتطلب إحاطة ودراية تامة. وتعكف مؤسسات طبية بريطانية وأوروبية حاليا على وضع ضوابط أوروبية حول استخدام الأجهزة الطبية، تتماشى مع التقدم التكنولوجي للأجهزة الجوالة.

ومن أشهر التطبيقات الحالية للهواتف الذكية المستخدمة في الميدان الصحي التطبيق الذي طورته «ستار أناليتيكال سيرفيسز» الذي يتيح لمستخدميه السعال في هواتفهم، الأمر الذي يقود الهاتف إلى إشعارهم بوجود حالات من نزلات البرد أو الإنفلونزا أو ذات الرئة أو أي مرض تنفسي آخر! كما يتيح تطبيق «أوزيريكس» للأطباء التدقيق في صور الأشعة بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي الطبقي والتصوير بالمرنان المغناطيسي على شاشات أجهزتهم الجوالة أو هواتفهم، الأمر الذي يسمح للاختصاصيين في الأشعة تشخيص الحالات من مواقع بعيدة.

ويسمح تطبيق «إنستانت إي سي جي» (مخطط القلب الكهربائي الفوري) بتحليل بيانات المخطط، والتمييز بين حالات الإصابة بنقص التروية الدموية للقلب وغيرها بتوظيف شاشة هاتف «آي فون» الذكي العاملة باللمس لعرض صور المخطط. وأخيرا يمثل تطبيق «أير ستريب أو بي» لفحص الجنين وأمه من بعد تطبيقا مهما من تطبيقات «آي فون» الطبية.