صلاح السقا: ثقافة الفوز لا تعترف بقرارات اتحاد الكرة ومعالجتها بيد وسائل الإعلام

الدولي السابق ودكتور علم النفس قال: إن التوتر والتعصب هما السمتان الأبرز

TT

أكد رئيس قسم أصول التربية البدنية في كلية التربية البدنية والرياضة بجامعة الملك سعود، الدولي الكروي السعودي السابق، الدكتور صلاح السقا أن الجولات الماضية التي أقيمت في دوري زين السعودي للمحترفين خلفت الكثير من المشكلات التي لا بد من الوقوف للحديث عنها، ولعل أبرزها ثقافة المجتمع الرياضي التي أصبح تركيزها على الفوز ولا شيء غيره، وهذه الثقافة للأسف معززة من قبل الجمهور واللاعبين والوسط الرياضي بشكل عام، وسيلحقها بعض التصرفات غير اللائقة ويظهر على اللاعبين التوتر لأنه جزء من العملية التي تتكرر في المجال الرياضي، وعلى ضوء ذلك «أنت تضمن العمل وتقيمه ولكنك لا تستطيع أن تضمن النتائج حتى لو كان العمل منظما».

وأضاف: نستطيع التحكم في الأداء، ولكن إذا كان التركيز على النتائج ولا شيء غيرها حتما ستجد بعض التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية نتيجة لعملية التوتر، لأن كثيرا من اللاعبين وفي كثير من الأحيان وخلال دخولهم الملعب يكون هدفهم تحقيق الفوز، وإذا لم يحصل ذلك فإنهم يفكرون في بعض الطرق غير النظامية سواء في إثارة الجماهير أو استخدام العنف وذلك من خلال الدخول غير المبرر والعنيف والحصول على الكروت الملونة، ولو لاحظت في الجولات الماضية فإنك تجد هنالك تصاريح من قبل بعض الإداريين لا يكون لها دخل في إعداد فرقهم، وإنما تنصب في الهجوم على التحكيم، وأنا أعلم أن كلامي سيغضب الكثير من الرياضيين، لأنني أنبذ التركيز على أن الفوز هو كل شيء، والخاسر لا شيء والغاية تبرر الوسيلة.

وحتى نستطيع معالجة هذه العملية لا بد من الجميع أن يعي أهمية الفوز ويعمل من أجله، ولكن لا بد أن نعرف أن هنالك قوانين وأشياء تحتكم إليها اللعبة، فهل الطرق التي نعتمدها في التطوير هي الطرق السليمة، فمن خلال متابعتي أجد أن بعض الأندية تتبع الطرق السليمة ولكن البعض مع اتباعهم للطرق السليمة يعتقدون أن هنالك أشياء أخرى تؤثر على النتائج مثل قرارات الحكام التي ما زالت ثقتنا فيهم ثقة مبطنة، بمعنى إذا كان الخطأ لمصلحتي يعتبر جزءا من اللعبة وإذا كان الخطأ ضدي فهي مؤامرة، وهذه مشكلة في الثقافة الرياضية، وهذا هو الذي يسبب التوتر والتعصب من الجماهير.

وعن مدى تأثير العقوبات الرادعة التي أصدرها اتحاد الكرة مع بداية هذا الموسم، ذكر السقا: «حتى هذه العقوبات للأسف يتم التعامل معها بنفس الحال مع قرارات الحكام، حتى لو كان هنالك قوانين صريحة تنص على ذلك، فالبعض لا يثق فيها وهذه مشكلة الثقة التي تحدثت عنها في بداية حديثي، وكيف نستطيع إعادة هذه الثقة؟ حيث لا بد من أن تعمل الصحافة وكل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية عليها، فهي مسؤولة مسؤولية تامة عن تعزيز الثقافة البديلة.

وقال السقا: «إن رؤساء الأندية والمحللين واللاعبين هم جزء من العملية، ولهم دور كبير ومؤثر في تثقيف أبنائنا الشباب الذين لهم النسبة الكبرى في ارتياد الملاعب، وحتى نستطيع إرجاع الثقة للجميع لا بد من التركيز على أن لعبة كرة القدم فوز وخسارة، كما يجب إيصال المعلومة بالطرق العلمية المدروسة، ولا تصبح مجرد كلام على الورق وأن الأخطاء التي تحصل هي جزء من حياتنا».