انتحاريون يهاجمون قاعدة لـ«الناتو» شرق أفغانستان

مقاربة جديدة لانتشار القوات البلجيكية تركز على الشق المدني

TT

قال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي ومسؤولون أفغان إن خمسة متمردين على الأقل قتلوا عندما هاجم انتحاريون قاعدة يديرها الحلف شرق أفغانستان أمس في أحدث هجوم بالمنطقة المضطربة معقل حركة طالبان. وقال متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها الحلف إن الهجوم استهدف قاعدة عمليات متقدمة في مدينة كرديز بإقليم بكتيا بالقرب من الحدود التي يصعب السيطرة عليها مع باكستان. وشنت حركة طالبان وحركات متمردة أخرى - مثل جماعة حقاني المرتبطة بتنظيم القاعدة - سلسلة من الهجمات الجريئة استهدفت قواعد أجنبية ومباني حكومية العام الماضي في مسعى للإطاحة بالحكومة وطرد القوات الأجنبية. وقالت «إيساف» في بيان: «بدأ الهجوم عندما حاولت عربة يتبعها عن كثب أربعة متمردين يرتدون سترات ناسفة اختراق منطقة حصينة في القاعدة». وأضافت أن العربة دمرت وقتل باقي المهاجمين أثناء محاولتهم الفرار. وقال البيان إنه لم تقع إصابات في صفوف «إيساف». وتشكل القوات الأميركية أغلب قوات «إيساف» في بكتيا كما أن مقر فريق إعادة بناء الإقليم الذي تقوده الولايات المتحدة موجود في كرديز. وقال روح الله سامون المتحدث باسم حاكم بكتيا إن حارس أمن وجنديا أفغانيين أصيبا. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن عشرة مقاتلين شاركوا في الهجوم وإن بعضهم تمكن من دخول القاعدة. وعادة ما تقدم طالبان مزاعم مبالغا فيها أو غير مؤكدة بشأن مثل تلك الهجمات. وفي مدينة مزار شريف الشمالية قال متحدث باسم حاكم إقليم بلخ إن طفلا قتل وأصيب 27 مدنيا عندما هاجم انتحاري في سيارة ملغومة قافلة تابعة لـ«إيساف». وأضاف أنه لم يكن هناك ما يشير إلى وقوع إصابات في صفوف «إيساف» وأنه يبدو أن توقيت الهجوم لم يكن دقيقا حيث أصاب حافلة بدلا من القافلة. وأدان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الهجوم. إلى ذلك، قال وزير الخارجية البلجيكي ستيفان فانكير، إن بلاده ستعمل على تغيير منهج انتشارها العسكري في أفغانستان ابتداء من العام القادم. وأضاف الوزير البلجيكي في تصريح أوردته الإذاعة البلجيكية، أن بلاده قررت إحداث مقاربة جديدة بالنسبة لانتشارها في أفغانستان خلال العام المقبل، والتخلي عن الطابع العسكري لحضورها في هذا البلد، والتوجه إلى التركيز على الشق المدني في التعامل مع المستجدات الأفغانية. ويأتي ذلك بعد وقت قصير من الإعلان عن أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يخطط لتنفيذ أطول عملية تستهدف عناصر طالبان في محيط العاصمة الأفغانية كابل، وسوف تقوم قوات «إيساف» التابعة للحلف، بشن هجمات مركزه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ضد المسلحين من طالبان، وهي عملية وصفت بأنها الأطول من حيث الفترة الزمنية التي تستغرقها خلال السنوات التسع، وسوف تشارك بلجيكا عبر الطائرات والطيارين، في توفير التغطية الجوية لقوات «إيساف»، وتقديم المساعدة للقوات على الأرض لتحديد تحركات العناصر المعادية.

وقال المتحدث باسم وزير الدفاع البلجيكي، إنها أطول عملية عسكرية تشارك فيها بلجيكا، ولكن طول الفترة لن يغير من طبيعة المهمة، المكلف بها عناصر القوة البلجيكية المشاركة ضمن «إيساف»، فهي تتحرك وفق المخطط لها لتنفيذ المطلوب منها، وستهدف العملية إلى تطهير محيط كابل من ما يزيد على ألف مسلح من طالبان. وبالتزامن مع هذا الإعلان، قال بيتر دوكرم وزير الدفاع البلجيكي، إن كتيبة عسكرية بلجيكية تضم 22 فردا، ستسافر إلى أفغانستان في أقرب وقت ممكن، وهم يخضعون حاليا للإعداد والتدريب.