هل يعيد المغاربة غيريتس للهلال؟!

صالح بن علي الحمادي

TT

الاحترام الذي كنا نحمله كسعوديين مهتمين بالشأن الكروي للمدرب البلجيكي إيريك غيريتس عقب حلوله بيننا ظل مرتكزا على مهنية جديرة بذلك.. لكن «دلالنا» له جعل تلك الاحترافية المهنية الانضباطية تتجاوز حدودها لتنزلق في وحل الغطرسة والغرور الزائد والتعالي حتى على مهنيته ذاتها في غير مباراة مهمة يقود فيها زعيم الكرة السعودية.. الفريق الهلالي؟!

لن أسهب في سرد أنواع «الدلال»، لأن بعضها يقال والبعض الآخر لا يقال، لا لشيء، اللهم إلا احتراما منا لقامات رجال كبار تربطنا بهم علاقات احترام متبادل!!

لكن في المجال الكروي، مع كامل الاحترام للمبالغ المبُالغ فيها عند التعاقد معه، تلك كانت أول الأخطاء.. فالمؤسسات والأندية المؤسساتية تدار وفق ميزانيات، لا وفق أهواء ورغبات!! وعندما تتعاقد مع أغلى مدرب في العالم «بفلوسك الباهظة» حد التبذير.. فذلك مقدور عليه من كل ذي سلطة ومال، لكن عندما تأتي بمدرب مغمور مثل البرازيلي «باكيتا» ومعه لاعبون مغمورون، مثل تفاريس وكماتشو.. وتحرز رباعية الموسم بتكلفة لا تتجاوز ملايين الريالات، فهذا إنجاز.. وعندما تستدعي مثل (العود) يعني العجوز السويدي إريكسون، فإنك تعرض ناديك إلى احتمالات من الويلات الفنية والمادية التي لم يجبرك أحد عليها.. وهذا بالطبع ما لا نتمناه، ولكننا نتوقعه قبل أن نخشاه!! ولنعد إلى غيريتس وكيف أنه محليا كاد يعرض الهلال إلى واحدة من أسوأ النتائج أمام النصر في الموسم الماضي وهو يلتفت إلى الاحتفال مع اللاعبين بتقدمه الصاعق قبل أن يكاد يخسر في لحظات «سبات» فني أصابته، حيث لم يتدخل بأوراقه البديلة حتى طرد الفريدي وكاد النصر يعدل النتيجة من أمام مدرب «لاه» بالأفراح وكما لو كان لاعبا واعدا لا يصدق تقدم فريقه!!

أمام الغرافة القطري الأربعاء الماضي، كاد البلجيكي المتغطرس يعرض زعيم الكرة الآسيوية في القرن الماضي إلى نكسة ستر الله حمى رئيس النادي والجماهير منها وإلا لتوقفت قلوبهم!!

بربكم كيف لم ينبه لا رئيس النادي ولا رئيس البعثة ولا الخبير الجابر المدرب؟ ويناقشه في مبررات ركنه للدوليين ماجد المرشدي وعبد الله الزوري في مباراة الدوحة؟ ولا سيما أن الهلال سبق وفاز بالثلاثية في الرياض.. أليست الفرصة مناسبة لإعادتهم مع الاحترام لخيرات ونامي؟ وهل يعقل أن يلعب الفريق دوريا وأمام فرق ضعيفة بمحورين ممتازين رادوي وعزيز؟ وفي مباراة أمام فريق الغرافة «المنتحر» هجوميا يبقي على الفريدي «البارد» ويجعل سلطان البرقان كمحور ثان ومهم احتياطيا؟

تخبطات الدوحة كادت تعيد الهلال إلى ذكريات خماسيات الشارقة، وهنا غيريتس لا يتحمل المسؤولية وحده، بل يشاركه الإداريون أولا (رئيس البعثة والمدير العام لكرة القدم) ومن بعدهم لاعبو الهلال الذين قدموا واحدة من أسوأ المباريات، لكن العذر الوحيد لهم طريقة اللعب السلبية التي رسمها غيريتس بكل تعال وعدم احترام. المنافس لا يملك سوى الهجوم.. إذ إنه ليس لديه ما يخسره؟

الجيد في الأمر أن رئيس النادي قابل الإعلام باحترام، وهذا يحسب له، كما أن الجابر كافح وحده على خط التماس وداخل الملعب بذكاء، لكن كليهما كان مطالبا بعدم ترك المدرب يعبث بالفريق كما يريد!!

السؤال، وفي ظل هذا الإصرار على بقاء غيريتس، الذي غدر بالهلاليين، عندما وقع مع المغرب تحت ستار النفي، هل يتخلص المغاربة من ورطتهم مع المدرب «الطاووس» الذي سيذيقهم الأمرين عند الحسم، بالسماح بإبقائه كل الموسم مع الهلال، حتى ولو لزم الأمر بيع شروطه الجزائية على الهلاليين؟!

الفريق صانع المدربين.. أصبح يستجدي ودهم لتدريبه!! آخر الزمن الكروي المحترم!

[email protected]