عن أي آسيا نتحدث؟!

مصطفى الآغا

TT

أولا أنا مع بطولة غرب آسيا قلبا وقالبا، وهي برأيي أقوى بكثير من دورة الخليج في حال شاركت بها الأولى.. فهي حاليا تضم تسع دول، من بينها بطلا آسيا والخليج، أي العراق وإيران، إضافة لخمس دول تشارك في نهائيات أمم آسيا هي قطر المستضيفة وسورية والكويت والبحرين والأردن، إضافة لليمن مستضيف خليجي 19 والذي بدأ البطولة بقوة رغم خسارته من العراق بعد أن كان متقدما.. ومع مشاركة السعودية مستقبلا سيكون العدد عشر دول ونتمنى عودة لبنان إلى عافيته الكروية وبهذا ستصبح البطولة حدثا كبيرا لن يكون بالتأكيد بديلا لبطولة الخليج التي تتميز بخصوصية استثنائية لأبناء المنطقة، رغم المطالبات الكثيرة بإلغائها على اعتبار أنها فقدت أسباب وجودها حسبما يبرر المطالبون بإلغائها وهو ما لا أتفق معه نهائيا.

مشكلة بطولة غرب آسيا أنها جاءت في توقيت غير مناسب نهائيا ليس لمنتخبي سورية والكويت فقط، بل لبطولتي الاتحاد الآسيوي الكبيرتين، وأقصد دوري أبطال القارة وكأس الاتحاد.

فمع المشاركة السعودية المتوقعة، وربما الإماراتية وأيضا قطر، وكلهم يلعبون في دوري الأبطال ومع مشاركة البقية في كأس الاتحاد سيكون من المستحيل على نجوم هذه الدول أن يشاركوا في بطولة غرب آسيا مستقبلا فيما لو وصلت أنديتهم إلى مراحل متقدمة في البطولات الآسيوية، وهو ما حدث مع الهلال والغرافة والشباب والقادسية وكاظمة والاتحاد والكرامة والرفاع.. فيوما الثلاثاء والأربعاء 21 و22 سبتمبر (أيلول) لعب الهلال والغرافة مباراة أسالت الكثير من الحبر ولا تزال تثير ردود فعل على كل ما حدث فيها ومن كافة الأطراف.. تحكيميا وتدريبيا ونتيجة وحضورا جماهيريا سعوديا فاق الحضور القطري.. ولعب الشباب مع تشونبوك والاتحاد مع كاظمة والقادسية مع الميناء والكرامة مع موانغ ثونغ والرفاع مع دانانغ.. وجل لاعبي سورية والكويت والبحرين يشاركون في غرب آسيا ولو وصل أي منهم إلى النهائي فسيلعب يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) وسيسافر من الملعب مباشرة إلى تايلاند أو البحرين ليلعب يوم 5 أكتوبر في نصف نهائي الاتحاد وهو اليوم نفسه الذي سيجري فيه نصف نهائي الأبطال وهو أيضا نفس اليوم الذي ستلعب فيه منتخبات العراق وسورية والسعودية والبحرين في كأس أمم آسيا للشباب، أي أن أيا من هذه المنتخبات لو عندهم مواهب شابة فلن تتمكن لا من المشاركة في دوري الأبطال ولا في كأس الاتحاد ولا في غرب آسيا ولا في كأس آسيا للشباب وعليها اختيار بطولة واحدة لتركز عليها وبالتالي ستفقد كل هذه البطولات زخمها بسبب فقر وقلة التنسيق بين بطولات الاتحاد نفسه أو البطولات التي يشرف عليها أو تتم بالتنسيق معه.

وحتى لا يقول أي من كان إننا نرى من الكأس نصفها الفارغ فأنا أقول إن بطولات الاتحاد الآسيوي برئاسة بن همام صارت أقوى وأهم وأكثر احترافية، رغم أن الكثير من الدول المشاركة في دوري الأبطال لم تحترف بشكل حقيقي، حسب تعبير بن همام نفسه، ولكن نقد جداول البطولات من حقنا وخاصة أنهم يصرون على مقولة إن المستقبل لآسيا.