خبراء ومختصون ينتقدون عدم وجود أقسام متخصصة في المستشفيات لعلاج مرضى «الزهايمر»

رغم وجود دراسات تتوقع ارتفاع عدد المصابين به في السنوات المقبلة

جانب من الندوة التي أقيمت مؤخرا في جدة
TT

يواجه مرضى الزهايمر في السعودية مشكلة تتمثل في عدم وجود أقسام متخصصة في المستشفيات السعودية، إضافة إلى عدم وجود عناية خاصة بهم، بحسب ما أكده عاملون ومختصون في علاج هؤلاء المرضى.

وأكدت الدكتورة نسرين جستنية، استشارية أمراض الشيخوخة وطب الأسرة وكبار السن، لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود أقسام متخصصة لرعاية مرض الزهايمر في أي مستشفى سعودي، بالإضافة إلى عدم وجود عناية خاصة بمريض الزهايمر، وأنه يعالج كأي مريض يعاني من التهاب أو من أي مرض آخر.

وقالت الدكتورة نسرين جستنية، استشارية أمراض الشيخوخة وطب الأسرة وكبار السن والعناية التلطيفية بمستشفى الحرس الوطني بجدة وعضو الجمعية الأميركية لطب كبار السن عضو مجموعة الطب المبني على البراهين، خلال ندوة بعنوان «إنه وقت العمل»، التي نظمتها جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر الخيرية بمنطقة مكة المكرمة: «إنه لا يوجد أطباء كثيرون في السعودية مختصون بالمرض، ولا يُدرّس في جامعات السعودية»، مشيرة إلى أن الدراسات السعودية حول مرض الزهايمر في السعودية تعد محدودة جدا، في حين أن نسب الإصابة بالمرض محليا تتوازى مع الدراسات والإحصاءات العالمية.

وأضافت: «إن مريض الزهايمر يحتاج إلى أجواء معينة للغرف، من الإضاءة والمدخل وقليل من الإزعاج وغيرها، بالإضافة إلى رعاية طويلة الأمد»، مطالبة وزارة الصحة والجهات المعنية بضرورة إعداد خطة وطنية لمواجهة مرض الزهايمر، لا سيما في ظل الدراسات التي تشير إلى توقع ارتفاع عدد المصابين بالمرض خلال السنوات المقبلة. وأوضحت أن «عدد الأطباء المتخصصين في هذا المرض بالمملكة قليل جدا، مقارنة بالمصابين به من كبار السن»، مبينة أن «مريض الزهايمر يحتاج إلى رعاية منزلية، والرعاية المنزلية متوفرة لدينا، ولكن محدودة جدا».

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله فدعق، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر الخيرية بمنطقة مكة المكرمة، أنه في كل عام، في مثل هذا التاريخ، تحتفي جمعيات الزهايمر في جميع أنحاء العالم باليوم العالمي، والجمعية تسعى من خلال هذه الندوة لتوعية الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر وعائلاتهم ومقدمي الرعاية لهم في بلادنا الغالية، مشيرا إلى أن الجمعية فخورة بأنها أول جمعية من نوعها تهتم بالمصابين بمرض الزهايمر، وهي تهدف لرفع مستوى الوعي بالزهايمر، من خلال احتفائها باليوم العالمي لمرض الزهايمر.

وأضاف فدعق أن ما يقارب 26 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض الزهايمر، مشيرا إلى أنه لم تحدد حتى الآن بشكل قطعي أسباب الإصابة بهذا المرض.

وأوضح أن «الإحصاءات تشير إلى أن المرض يتضاعف كل خمس سنوات بين الأفراد الذين تجاوزوا الـ65 عاما، في حين كشفت الإحصاءات أن نصف الذين تجاوزوا الـ85 عاما مصابون به».

وبين رئيس مجلس إدارة الجمعية أن عنوان الندوة هو شعار اليوم العالمي للزهايمر لهذا العام، مؤكدا أن «الجمعية ممتنة وواثقة من أن الحاضرين للندوة، والتغطية الإعلامية المصاحبة، سوف يحدثون فرقا حقيقيا للمهتمين بالمرض».

وأشار إلى أن «الجمعية تهدف من وراء تفعيل هذا اليوم إلى أن نتخذ جميعا أي إجراء في وسعنا لرفع مستوى الوعي بالزهايمر»، مشيرا إلى تحسين تقديم الخدمات للأشخاص الذين يعانون منه، والرعاية لهم».

يذكر أن الندوة شهدت مشاركة كبيرة من فئة الصم، حيث قام الأستاذ بندر بن علي العمري، خبير لغة الإشارة والباحث في مجال الإعاقة السمعية، بترجمة فورية للندوة إلى لغة الإشارة، بالتعاون بين الجمعية وحملة «بيننا أصم»، التي أطلقتها الجمعية السعودية للإعاقة السمعية، فرع منطقة مكة المكرمة.

ويُشار إلى أن جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر الخيرية بمنطقة مكة المكرمة تعتبر أول جمعية بالسعودية متخصصة في الزهايمر، وتسعى لرعاية مرضى الزهايمر، باعتبار ذلك حقا لهم على أفراد مجتمعهم الواعي المتبصر، وتعمل للتعريف بمرض الزهايمر، والعناية بالمصابين به بتوفير