تحذيرات صحية في السعودية من أضرار بعض الحقائب المدرسية

مشرف إدارة التوعية الصحية في وزارة الصحة: أضرارها مزمنة وتسبب انحناءات طول عمر الإنسان

تشهد السوق السعودية في فترة العودة للمدارس ظهور حقائب مدرسية بأحجام وأشكال متنوعة تجعل الكثير من أولياء الأمور في حيرة أمام أيها يتوافق مع سلامة أبنائهم («الشرق الأوسط»)
TT

نبهت وزارة الصحة السعودية، مع عودة الطلاب إلى المدارس، بضرورة مراعاة اختيار حقائب مدرسية لا تشكل أضرارا على حاملها.

ويأتي ذلك فيما أظهرت عدد من الأبحاث العلمية التي أجريت مؤخرا وجود أضرار صحية لبعض الحقائب المدرسية على سلامة الطفل، وتحديدا سلامة العضلات والمفاصل والفقرات في الظهر.

ومع بدء موسم العودة للمدارس، يبدأ أولياء أمور الطلاب باصطحاب أولادهم، لشراء الحقائب المدرسية، في ظل عدم توافر المعلومة الكافية لطريقة شراء الحقيبة المناسبة للطالب.

وأكد عبد الرحمن القحطاني المشرف على إدارة التوعية الصحية في وزارة الصحة، أن معظم الآباء لا يحرصون على جوانب السلامة عند شراء الحقائب المدرسية، وربما قد لا يتبادر لذهن الكثير منهم ضرورة مراعاة عدد من الإرشادات الصحية عند شرائها، فكما تشير الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام (AAOS)، فإن أفضل الحقائب المناسبة لطلبة المدارس هي حقائب الظهر التي تحمل على الكتفين.

وأضاف القحطاني أن الأكاديمية ذاتها تنصح باختيار الحقائب ذات الشريطين العريضين والتي بها خاصية الإطالة والتقصير، ويفضل أن تكون الأشرطة والحقيبة مبطنة لتخفيف الضغط على الجسم، كما ينصح باختيار الحقائب التي تمتلك حزاما حول الخصر لاستخدامه عند الحاجة.

وأوضح القحطاني أنه يجب عند اختيار الحقائب ذات الأوزان الخفيفة والابتعاد عن الأحجام الكبيرة، وكقاعدة بسيطة فيجب ألا يزيد طول الحقيبة عن ثلاثة أرباع طول ظهر الطفل.

فيما لا يكفي شراء الحقيبة المناسبة وحده للحفاظ على سلامة الطفل، والاكتفاء بذلك، بل من الضروري التقيد بالطريقة السليمة لحمل الحقيبة، فلا بد من حمل الحقيبة على كلا الكتفين لتوزيع الثقل وتخفيف الضغط على العضلات والمفاصل، وتجنب حملها على كتف واحدة كما يفعل ذلك الكثير من الطلاب والطالبات.

ولفت الدكتور القحطاني إلى أهمية شد شريطي الكتف إلى الظهر من خلال الحزام المثبت بها، وهذا يساعد أيضا في توزيع الثقل على الظهر، ولكن يجب التنبه إلى عدم شدها بشكل كبير، في إشارة إلى ضرورة الموازنة فيما بينهما.

وأشار القحطاني إلى أن التنظيم الجيد لمحتويات الحقيبة يساعد على حماية ظهر الطفل والعضلات، حيث يجب مراعاة وضع الكتب والأدوات الثقيلة داخل الحقيبة بمحاذاة الظهر، والتأكد من وضع الأدوات الحادة والبارزة بطريقة سليمة.

وأشار القحطاني إلى أهمية التأكيد على الوالدين بعدم تحميل أولادهم حقائب بأغراض لا لزوم لها، والاكتفاء بالكتب والأدوات وفق الجدول الدراسي اليومي، وكقاعدة للسلامة فالمفترض ألا يزيد وزن الحقيبة عن 15 في المائة من وزن الطفل.

وفي السياق ذاته، أجريت أبحاث علمية قامت بها مجموعات بحثية تعنى بآلام الظهر، أشارت إلى الضرر تحديدا على سن المراهقة والأطفال، حيث إن النمو في هذه المرحلة يزداد ويزيد معه خطورة حدوث ذلك الميلان الذي ينتج عن استخدام حمولة زائدة، وظهرت علاقة ما بين التقوس والآم الظهر وحمل الحقيبة المدرسية بمرحلة المراهقة، حيث حذر العلماء المتخصصون الذين أجروا الدراسة من مخاوف أن يصاب هؤلاء الأطفال بآلام مزمنة بالظهر.

وتظهر تلك الأبحاث مدى تجاهل تلك الأضرار، بشراء أولياء أمور الطلاب لأنواع قد تلحق بالأضرار المتوقعة من استخدام أنواع من الحقائب تكون ذات أطوال معينة.

يشار إلى أنه صدر تعميم مؤخرا على لسان الدكتور خالد السبتي نائب وزير التربية والتعليم للبنين، والذي تضمن تأمين الوسائل والأدوات والمستلزمات التعليمية من البنود المالية المخصصة لذلك ومن صناديق المدارس وصناديق إدارات التربية والتعليم، وبالتالي قد تنتج زيادة متوقعة من الحقائب المدرسية واشتمالها على وسائل إضافية تزيد من الحمولة على الطالب.

وأكدت وزارة التربية والتعليم على القيام بجولات ميدانية على المدارس، واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد وإصدار التعليمات المنصوص عليها وموافاة وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بتقارير حول ذلك.