فوسينيتش صاحب هدف المباراة: الفوز نقطة تحول لي وللفريق

روما أسقط الإنتر البطل.. وتوتي يخرج غاضبا بسبب تغييره

TT

سقط فريق إنترناسيونالي، حامل اللقب، أمام مضيفه فريق روما بهدف قاتل دون رد سجله فوسينيتش في الدقيقة 92 من عمر المباراة التي جمعت بينهما على الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية روما، ضمن منافسات المرحلة الخامسة للدوري المحلي. يذكر أن آخر هزيمة تلقاها بطل أوروبا في الدوري كانت أيضا على الملعب ذاته منذ 6 شهور مضت، في مباراة الدور الثاني الموسم الماضي. وشهدت المباراة استسلاما من دفاع الإنتر للهجمات المرتدة مما أدى إلى أخطاء كبيرة. فوسينيتش صاحب الهدف هو بطل أمسية نادي العاصمة، حيث نزل في الدقيقة 31 من الشوط الثاني ليحل محل القائد توتي الغاضب للغاية، وفي الدقيقة 47 وقع على هدف الفوز لفريقه، وهو الانتصار الأول لروما هذا الموسم. إنه هدف، ويا له من هدف، جاء بالرأس ومن الوضع طائرا. هدف كهذا، في مرمى الإنتر الحامل لكل الألقاب، قد تحلم به طوال حياتك، فهو يزيد من ابتسامتك، ويجعل قلبك ينفجر من السعادة، ويجعلك تركض أسفل مدرجات الجماهير كي تترنح من الهتاف. لقد أتم ميركو فوسينيتش مهمة أكثر من عادية، فقد وضع نهاية للبداية المفزعة لفريق روما، وفتح موسما جديدا. وصرح لاعب الجبل الأسود أمام كاميرات التلفزيون عقب انتهاء المباراة قائلا «هذا الفوز يساوي الكثير، بالنسبة إلي وإلى الفريق. حينما يسجل مهاجم فإن ذلك يعني عودته للتهديف، لكن ربما في هذه الحالة تعد هذه عودتنا جميعا، أنا وفريق روما. إننا مدركون كوننا فريقا كبيرا، ولم ينقصنا قط التقدير الذاتي لأنفسنا. لا أعرف ماذا كان سبب مشكلاتنا، ولو كنا فهمناها لقمنا بحلها فورا قبل الآلام التي عذبتنا. هذا الفوز هو اللبنة الأولى لانطلاقتنا». سيتم فوسينيتش في أول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل عامه السادس والعشرين، وفي العام الماضي سجل 16 هدفا: 14 في الدوري المحلي و2 في كأس إيطاليا. وكان رجل الفوز في الديربي، في 18 أبريل (نيسان) الماضي، وأول من أمس سجل هدفا في الإنتر.

الموجة الجديدة كانت إلى حد كبير تعصف بالإنتر، وهي موجة فرنسية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فاللاعب جيريمي مينيز، من مواليد إحدى ضواحي باريس، كان هو الأصغر سنا في الملعب، في لقاء روما × إنتر الذي لم يتم تقييمه كما ينبغي بعض الشيء، لكنه يظل دائما لقاء قمة. كان يوما عظيما بالنسبة إليه، بل هل ليلة كان لمهارة اللاعب الفرنسي الوفيرة فيها دور كبير في جعل مواجهة القمة أكثر إمتاعا في لحظات معينة، ومنح رانييري الحق في التركيز عليه. لم يُر مينيز هكذا من قبل. ما بين هدف فوسينيتش ومهارة مينيز، ربما لم يبدأ الموسم الجديد لروما فقط، ربما بدأ المستقبل أيضا. خرج توتي، ونزل فوسينيتش، وقد حول هذا التغيير مسار المباراة، وربما موسم روما كاملا، لكن في هذه الأثناء تولدت قضية جديدة.

بالنسبة لأدائه، فإن التبديل كان شيئا ضروريا، وربما جاء متأخرا، قبل نهاية المباراة بربع ساعة فقط. خرج توتي مطأطئ الرأس، ويشعر بالمرارة. لا ندري إن كان غاضبا من نفسه أم من رانييري، عموما المدير الفني ينتظر على المقعد البدلاء، حيث كان من المفترض أن يجلس اللاعب، من أجل المصافحة المعهودة. لكن توتي لم يرغب في ذلك، واتجه مباشرة إلى الخارج، حيث شاهده رانييري يتوارى في النفق المؤدي إلى غرف خلع الملابس. ثم عرفنا بعد ذلك أن توتي مع صافرة نهاية المباراة، غادر الملعب الأولمبي، من دون انتظار رفاقه المنتصرين في غرفة اللاعبين، على الأقل من أجل تهنئتهم، وهذا أيضا يعد شيئا غير عادي. المدير الفني للفريق لا ينفي ذلك، لكنه قال «فرانشيسكو قاتل مثل الأسد، وكان بإمكانه المواصلة حتى النهاية، لكنني أردت المغامرة بميركو لأنه بسرعته كان بإمكانه خلق صعوبة للخصم. طبيعي أن لاعبا تم تغيير يشعر بحالة سيئة، وفي الحقيقة وأنا أسحبه هو دائما (يضحك)، سنواجه المشكلة، لكنها ستتجاوزه، فالليل يحمل نصحا». فيما يحاول مونتالي مدير الكرة بالنادي غلق القضية في مهدها قائلا «طبيعي أن يشعر بحالة سيئة، فهو يريد دائما إعطاء 100% مما لديه، وحينما لا ينجح في ذلك فإنه يغضب». كما حدث أيضا أنه قبل 5 دقائق من النهاية، بينما كانت النتيجة لا تزال (0/0)، استدعى رانييري البرازيلي أدريانو، وقال له «انزل». لكن بعدها ببرهة عاد أدريانو إلى مقعد البدلاء، فشيء ما ربما حدث ما أعاق التغيير، وظهر من مقعد البدلاء بابتيستا، وعقب المباراة قال المهاجم البرازيلي غاضبا «اسألوا رانييري لماذا لم أنزل..». ويشرح المدير الفني «اخترته هو، لكن حينما حانت اللحظة قام بحركة بوجهه لم ترق لي. قال لي إنه ليس جاهزا بعد، وبابتيستا اقترح علي أن يلعب، ونزل». ويواصل مونتالي حديثه «أدريانو لم يكن يشعر بالجاهزية الكافية، وتعين على المدير الفني الدفع ببابتيستا». أمر غريب، فقد كان يبدو في غاية السخونة خلال الإحماء. لكن بخلاف المشكلات، هناك أيضا ثلاث نقاط قادرة على إخراج الفريق من أزمته، حيث أكد رانييري قائلا «اللاعبون منحونا الإيمان بالفوز حتى النهاية، إنه انتصار للإرادة، وكنا متماسكين حتى النهاية. فزنا في النفس الأخير، وهو دليل على أن الحالة البدنية كانت مشكلة زائفة. وهذا المساء كان لدي التأكيد لما قلته في بريشيا، عثرنا على فريق روما مجددا، وبدأت بطولة الدوري الخاصة بنا». أما روزيلا سينسي رئيسة النادي فقالت بينما ترتسم الابتسامة على وجهها «الفوز هكذا، في اللحظة الأخيرة، يحمل طعما خاصا. هذا فريق روما الذي أعرفه، والفوز يمحو مرارة الخسارة في بريشيا. إنه مفترق طرق مهم، والآن ستبدأ بطولتنا مجددا». إذا كانت هذه هي بداية الصحوة، فما زال هناك وقت.