استطلاع: 80% من السعوديين يشعرون بأن أولادهم سيكونون أكثر ثراء منهم

توصل إلى أن التخطيط للخلافة يحظى بأهمية كبيرة لدى أثرياء الخليج

TT

توصل استطلاع متخصص في إدارة الثروات إلى أن التخطيط للخلافة يحظى بأهمية كبيرة لدى أصحاب الثروات العالية في دول الخليج، في حين أن أصحاب الثروات الطائلة في المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، هم الأكثر رغبة، بين الذين شملهم الاستطلاع، في مواصلة العمل خلال السنوات المتقدمة من العمر.

ووفقا للتقرير الذي يحمل عنوان «وهم التقدم في العمر.. كيف يعيد الأثرياء تحديد تقاعدهم؟»، الصادر عن «باركليز ويلث» لإدارة الثروات، فإن نحو 100 في المائة ممن شملهم الاستطلاع في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يشعرون بالمسؤولية المالية تجاه أطفالهم. فعلى سبيل المثال، أشار أغلب من شملهم الاستطلاع في دول الخليج إلى أنهم يرغبون في ترك كمية كبيرة من ثرواتهم لأطفالهم بعد وفاتهم. كما ذكر هؤلاء الأثرياء أن الجيل القادم سيعيش حياة أكثر ثراء من حياتهم، وأنهم يشجعون أطفالهم لتحقيق النجاح في حياتهم.

ويبين البحث أيضا أن هناك توجها في أوساط الأثرياء جدا، ينطوي على الشعور بالمسؤولية المالية تجاه أطفالهم أكثر من غيرهم من المجموعات الغنية، ونلاحظ من التقرير أن معظم أصحاب الثروات في قطر (94%) والإمارات (91%) يعتبرون أن انتقال ثرواتهم إلى الجيل التالي أمر مهم.

إلى ذلك، يرغب أصحاب الثروات الطائلة في دول الخليج، أن يتمتع أبناؤهم بفهم أفضل لأموالهم، وهو ما قد يفسر اتجاههم الواضح نحو الاشتراك الفعال في إدارة المحافظ الاستثمارية في السنوات المتقدمة من العمر. ومن جانب آخر نجد أن الأفراد الأثرياء في اقتصادات الدول المتقدمة لا يشعرون بأنهم مسؤولون ماليا تجاه الجيل التالي بنسبة 38% في سويسرا و41% في اليابان و44% في الولايات المتحدة ليكونوا في آخر القائمة.

ووفقا للقائمين على إعداد التقرير فإن الإصدار الحادي عشر من تقارير «باركليز ويلث إنسايتس» (ثروات الأمم المتغيرة) أظهر أن أصحاب الثروات في الخليج هم الأكثر نشاطا في المشاركة بإدارة محافظهم الاستثمارية. وأظهرت الدراسة أن هؤلاء الأثرياء في دول الخليج يمضون قدرا كبيرا من الوقت في إدارة محافظهم الاستثمارية بالمقارنة مع الدول الأخرى، ويظهر الإصدار الثاني عشر أن هذا التوجه مستمر حتى خلال السنوات المتقدمة من العمر.

وقالت سهى نشأت، الرئيس التنفيذي لـ«باركليز ويلث» في الشرق الأوسط، إنه «على الرغم من أن الكثير من الناس قد يستمرون في العمل بشكل جيد في السنوات المتقدمة من العمر، فإنهم لا ينبغي أن يتجنبوا التخطيط للخلافة. وفي كثير من الحالات تستلزم الحياة العملية الأطول أهمية وضرورة أكبر للحاجة إلى اتخاذ قرارات التخطيط للخلافة لكي تتم في وقت أقرب بكثير».

إلى ذلك، يُظهر البحث أنه في حين أن أصحاب الثروات في الخليج هم الأكثر حماسا للعمل في السنوات المتقدمة من العمر، يبدو أن ظاهرة «عدم التقاعد» تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، ولكن بدرجة أقل بالنسبة للمملكة المتحدة (60%) والولايات المتحدة (54%)، حيث تظهر هذه النسب الرغبة في الاستمرار في العمل. ومن ناحية أخرى فإن سويسرا (34%) وإسبانيا (44%) واليابان (46%)، هي الأقل رغبة في مواصلة العمل بعد التقاعد. ويمكن تفسير ذلك، إلى حد ما وفقا للتقرير، بأنه ناتج عن التفاوت في العمر، حيث إن 59% من أصحاب الملايين في الأسواق الناشئة تحت عمر 45 عاما، مقارنة مع 16% في أوروبا و21% في الولايات المتحدة.

وتقول سهى نشأت، الرئيس التنفيذي لـ«باركليز ويلث» في الشرق الأوسط: «يعتبر هذا التوجه نحو عدم التقاعد بمثابة خطوة للتغيير بالنسبة للأثرياء. فبينما كانت الأجيال السابقة ترغب في إنشاء الثروة في وقت مبكر من العمر بهدف الاستمتاع بها عند التقاعد، فإن هذا التقرير يعكس موقفا مختلفا، حيث يريد الأغنياء الاستمرار في تحدي أنفسهم إلى ما بعد سن التقاعد المتعارف عليها. وفي الواقع، يفضل كثير من «اللامتقاعدين» أن يشاركوا ويأخذوا التحدي بنشاط بصرف النظر عن أعمارهم فيما يتعلق بمواصلة حياتهم العملية.

وقد تعكس رغبة الأشخاص الذين طالهم الاستطلاع من الخليج مواقف اجتماعية مختلفة لمفهوم التقاعد نفسه. فقد حظيت أوروبا بنحو خمسة عقود أو أكثر من الوقت لتتكيف مع مفهوم التقاعد الممول في سن الـ65 تقريبا. وخلافا لذلك، فهذا المفهوم يفتقد إلى جذور قوية في منطقة الشرق الأوسط.. فيما يبدو أن 60 في المائة من الأثرياء الذين شملهم الاستطلاع العالمي يقولون إنهم يخططون ليصبحوا «لا متقاعدين»، مبتعدين بذلك عن التقاعد التقليدي، ليختاروا الاستمرار في العمل وإنشاء الشركات وأخذ مشاريع جديدة في السنوات المتقدمة من العمر. وتُظهر النتائج أنه من المتوقع نمو مفهوم عدم التقاعد على مدى العقود المقبلة، ويؤكد ما يزيد على 70% ممن شملهم الاستطلاع، والذين تقل أعمارهم عن 45 عاما، أنهم سيعملون دائما بشكل ما.

ويخلص التقرير إلى أن 35% ممن شملهم الاستطلاع في المملكة المتحدة و26% في سويسرا يشعرون بأن أطفالهم سيكونون أكثر ثراء منهم، بينما 80% في المملكة العربية السعودية و73% في الهند واثقون من أن ذريتهم ستزيد من ثروة الأجيال القادمة.

وهذا التقرير هو الإصدار الثاني عشر ضمن سلسلة «باركليز ويلث إنسايتس»، وهي أكبر مؤسسة لإدارة الثروات في المملكة المتحدة؛ حيث يصل إجمالي قيمة الأصول التي تديرها حول العالم إلى 153.5 مليار جنيه إسترليني.