«ضربة التنين».. عملية أميركية ضد طالبان تبدأ في قندهار

«الناتو» شن هجوما جويا استهدف قائدا بارزا في تنظيم القاعدة

جندي أفغاني يفحص كيماويات عثر عليها داخل شاحنة في قندوز تستخدم في تنقية الهيروين أمس (إ.ب.أ)
TT

بدأت قوة أميركية وأفغانية عملية عسكرية جديدة ضد مقاتلي حركة طالبان في مدينة قندهار، أحد أهم معاقل الحركة جنوب أفغانستان، أطلق عليها اسم «ضربة التنين». ويشارك في هذه العملية نحو ثمانية آلاف جندي بينهم عناصر الفرقة الأميركية 101 المحمولة جوا، في العملية التي تعد الأولى من نوعها بهذا الحجم منذ تولي الجنرال ديفيد بترايوس قيادة القوات الدولية في أفغانستان خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال في شهر يوليو (تموز) الماضي. ويأتي هذا الهجوم بعد الانتخابات البرلمانية التي شهدتها أفغانستان الأسبوع الماضي والتي رافقتها موجة عنف واتهامات بالتزوير، وكذلك في ظل ارتفاع قتلى جنود الاحتلال وتوسع نفوذ طالبان. ووفقا لـ«بي بي سي»، فخلال تسعة أشهر تقريبا باتت 2010 السنة الأشد دموية بالنسبة إلى القوات الأجنبية منذ غزو البلاد أواخر 2001 من قبل الولايات المتحدة الأميركية بعد مقتل 534 قتيلا، حيث يبلغ متوسط القتلى من الجنود اثنين يوميا. وكانت 2009 التي سقط خلالها 521 قتيلا، تعد السنة الأكثر دموية للقوات المحتلة، التي تواجه منذ ثلاث سنوات انتفاضة عنيفة من قبل طالبان. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد يوم الجمعة أن بلاده ستبقى في أفغانستان «حتى اكتمال المهمة» رغم تحديد موعد بدء انسحاب القوات الأميركية من البلاد في يوليو (حزيران) 2011. وقال أوباما في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي» الناطق بالفارسية: «إن خفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان يصب في مصلحة أفغانستان كما في مصلحة الولايات المتحدة». وأضاف: «سنبقى هناك حتى انتهاء المهمة. والمهمة هي إمداد الأفغان بالقدرة على توفير الأمن لبلادهم بأنفسهم».

إلى ذلك أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية استهدفت «قائدا بارزا في تنظيم القاعدة» بهجوم جوي في شرق أفغانستان، في حين لقي جنديان تابعان لـ«الناتو» حتفهما في المنطقة الجنوبية من البلاد. وتعقبت القوات، وفقا للمعلومات التي حصلت عليها من مصادر استخباراتية، القائد إلى مجمع سكني ناء في منطقة داراه - اي بيش - في إقليم كونار بشرق أفغانستان أول من أمس. وقال «الناتو»: «بعد تحديد موقعه والتخطيط بدقة للمساعدة في الحد من الخسائر شنت قوات التحالف هجوما جويا على المجمع المستهدف مما أدى إلى تدميره»، مضيفا أن القوات ما زالت تقيم النتائج. وجاء في بيان «الناتو» أن القائد المستهدف الذي لم يفصح الحلف عن هويته كان يقوم بتنسيق الهجمات التي يشنها مقاتلون عرب في المنطقة الشرقية. وأضاف البيان أن «هذا الشخص والمتطرفين الذين يعمل معهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط يهددون بصورة مباشرة سلامة وأمن مسؤولي الحكومة الأفغانية والمدنيين الأفغان». ويعتقد أن مقاتلي تنظيم القاعدة يعملون بصورة رئيسية في المنطقة الشرقية في أفغانستان التي لها حدود مع باكستان. وقال الحلف في بيان منفصل إن جنديين تابعين لـ«الناتو» لقيا حتفهما إثر انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق في جنوب أفغانستان أمس، ولكنه لم يفصح عن جنسيتهما. يذكر أن أكثر من 530 جنديا من القوات الأجنبية في أفغانستان لقوا حتفهم خلال العام الحالي الذي يعد العام الأكثر دموية بالنسبة إلى القوات الأجنبية وقوات «الناتو» البالغ عددهم 150 ألف جندي منذ بدء الحرب قبل تسعة أعوام تقريبا. وقالت قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي، في بيان، إن قوات أفغانية وقواتها قتلت 30 متمردا على الأقل في هجوم جوي وبري في شرق أفغانستان أول من أمس. وتابعت أن أكثر من 250 من قوات الأمن الأفغانية وقوات التحالف خاضت معركة مع متمردين في إقليم لغمان جنوب شرقي العاصمة كابل بعد أن تعرضت لإطلاق نار من أسلحة صغيرة. ولم ترد تقارير فورية عن خسائر من قوات التحالف أو المدنيين في الهجوم الذي قالت القوة إنه لا يزال مستمرا. ويعد تصاعد أعمال العنف وزيادة عدد الضحايا مثار قلق بالغ في واشنطن قبل المراجعة المزمعة لاستراتيجية الحرب التي يتزايد الرفض الشعبي لها، التي سيجريها الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر (كانون الأول). وتجري متابعة الوضع في أفغانستان عن قرب عقب الانتخابات البرلمانية في مطلع الأسبوع الماضي التي شهدت أعمال عنف ومزاعم تزوير على نطاق واسع، وهي ثاني انتخابات تشوبها مخالفات خلال 13 شهرا عقب انتخابات رئاسية أجريت العام الماضي. وذكرت «إيساف» في بيان منفصل أن اثنين من أفراد القوة قتلا بقنبلة بدائية الصنع في شرق أفغانستان أمس. وقتل خمسة متمردين على الأقل عندما هاجم انتحاريون قاعدة يديرها حلف شمال الأطلسي في إقليم بكتيا شرق أفغانستان.