الرئيس اليمني: ملتزمون بالحرب ضد الإرهاب.. وعجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء

اكتشاف سيارة مفخخة.. وإعلان مقتل 5 من «القاعدة» وجنديين في عملية الحوطة

TT

أكد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، عزمه القضاء على تنظيم القاعدة في اليمن، وقال أمس في خطاب له في الذكرى الـ48 لثورة «26 سبتمبر (أيلول) 1962»: «نحن ملتزمون بالحرب على الإرهاب من منطلق قناعتنا الوطنية، ونتحمل مسؤولية التصدي لهذا الخطر الذي أضر باقتصادنا الوطني وأساء لسمعة ديننا وبلادنا وأمتنا». وأضاف بشأن «القاعدة» والجنوب وقضايا أخرى: «إن شعبنا مثلما تمكن وبإرادة قوية نافذة وصبر عظيم وكفاح عنيد، من التغلب والانتصار على أخطر وأعتى المؤامرات التي ظلت تحيكها تلك الأذيال المستأجرة من مخلفات الماضي الإمامي والاستعماري والتشطيري، والمهووسة بأوهام العودة بعجلة التاريخ في الوطن للوراء، وهي التي لم ولن تنجح في مساعيها الخائبة, فقد ظل يقظا لمجابهة كل التحديات والعواصف التي اعترضت مسيرته، ومنها تلك التحديات الأخيرة المتمثلة في أحداث الفتنة والتمرد في محافظة صعدة, وما تقوم به العناصر التخريبية الخارجة على القانون في بعض مناطق بعض المحافظات الجنوبية والشرقية، من أعمال تخريبية، للإضرار بالوحدة الوطنية والسلم العام بالإضافة إلى تلك الأعمال الإرهابية لعناصر تنظيم القاعدة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة الناتجة عن تأثيرات الأزمة المالية العالمية».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، عثور أجهزتها الأمنية في مدينة الحوطة بمحافظة شبوة في جنوب البلاد، على سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير، وذلك بعد يومين فقط من إعلان تطهير المدينة من المسلحين، الذين تقول السلطات اليمنية إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، كما أعلنت مقتل 5 من عناصر «القاعدة» وجنديين اثنين، واعتقال مشتبهين في ختام العملية العسكرية في شبوة، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عزمه على القضاء على التنظيم في البلاد.

وقالت الداخلية اليمنية إن السيارة التي ضبطت كانت مفخخة ومعدة لتنفذ بها عملية انتحارية من قبل «عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة»، وأن السيارة المضبوطة «من نوع (هايلوكس غمارتين) موديل 2004، لونها أبيض، تحمل لوحة معدنية خصوصي، صادرة من محافظة حضرموت». وأضافت أنه عثر بداخل السيارة على «عبوات ناسفة وصواعق ديناميت, بالإضافة إلى عبوات (آر بي جي), وكذا وثائق ملكية السيارة، وهي باسم شخص من محافظة حضرموت يدعى (ف. س. م. باتيس)».

وبحسب مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة، فقد جرى إرسال فريق من خبراء المتفجرات إلى الحوطة، وذلك للقيام بـ«إبطال مفعول المواد المتفجرة الموجودة داخل السيارة الهايلوكس المفخخة ونقلها إلى إدارة أمن عزان, وسيتم نقلها في وقت لاحق إلى إدارة البحث الجنائي بمحافظة شبوة لإجراءات التحقيق، بناء على أوامر مدير أمن المحافظة».

وكشفت أجهزة الأمن اليمنية عن تفاصيل تتعلق بالعملية العسكرية التي تمت، الأسبوع الماضي في مدينة الحوطة، بشبوة، ومنها أن العملية أسفرت عن مقتل 5 من «العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة»، واعتقال 32 مشتبها، إضافة إلى مقتل جنديين اثنين. وأورد أمن محافظة شبوة ما وصفه بالتفاصيل المتعلقة بعملية «تطهير مدينة الحوطة»، منها تزويده «الحملة الأمنية المشتركة بالخرائط الطبوغرافية للمدينة»، بالإضافة إلى تزويدها بـ«المعلومات الخاصة بالعناصر الإرهابية المتحصنة في منازل المدينة، التي تتضمن صور البعض منهم وأسماء جميع المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة».

وأضاف أمن شبوة، بحسب الإعلام الأمني، أن «الحملة الأمنية أرجئت عملية اقتحام المدينة لحين استكمال جميع مقومات عملية الاقتحام, مكتفية في بداية الأمر بفرض طوق أمني حول المدينة، ثم شرعت باقتحام عدد من المباني المشرفة على مدينة الحوطة، فارضة طوقا من الحصار المحكم على العناصر الإرهابية بداخلها»، وأشار إلى أن الحملة العسكرية كانت «تضع على رأس أولوياتها سلامة المواطنين من السكان, إلى أن اقتحمت المدينة في عملية نوعية تميزت بالدقة والانضباط وحسن الأداء».

في موضوع آخر، قالت أجهزة الأمن إنها تمكنت من تحديد هوية مدبري الهجوم، الذي استهدف، أول من أمس، حافلة كانت تقل عددا من الجنود العاملين في الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات)، وأضافت المصادر الأمنية لصحيفة «26 سبتمبر» الصادرة عن وزارة الدفاع، أن عملية تعقب تتم، حاليا، للمشتبه في تورطهم في الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخص وجرح 10 آخرين، اثنان منهم في حالة خطرة. وترجح مصادر محلية أن يكون الهجوم من تنفيذ تنظيم القاعدة، وفي الوقت الذي لم تكشف فيه السلطات عن هوية المشتبه بهم في الهجوم، فإن الداخلية اليمنية كانت قد عممت، أول من أمس، أسماء وصور 8 مطلوبين بتهم أمنية خطيرة، وذلك بعد يوم واحد على تعميم مماثل بأسماء وصور 10 أشخاص. على صعيد آخر، أوقفت السلطات المحلية في محافظة لحج، 5 من موظفي مكتب البريد العام في المحافظة، وذلك بعد أن تمكن مسلحون، أول من أمس، من الاستيلاء على 200 مليون ريال يمني، أي ما يقرب من مليون دولار أميركي، أثناء اعتراض طريق سيارة تتبع البريد في محافظة لحج. وشكل وزير الداخلية اليمني،