انتخابات فنزويلا: المعارضة تأمل في دخول البرلمان بقوة لتحقيق توازن فيه

شافيز يريد الاحتفاظ بالأغلبية «لتعزيز» ثورته الاشتراكية دون عقبات

ناخبون فنزويليون ينتظرون في صفوف للإدلاء بأصواتهم خارج أحد مراكز الاقتراع في كراكاس أمس (أ.ف.ب)
TT

جدد الناخبون في فنزويلا أمس برلمانهم في اقتراع يشكل اختبارا للرئيس هوغو شافيز قبل سنتين من الاقتراع الرئاسي في مواجهة معارضة تنتظر بفارغ الصبر عودتها بعد مقاطعتها الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وخلال الحملة الانتخابية، زار «الرئيس النائب» مناطق البلاد ليحضر تجمعات عدة من أجل الدعوة إلى «ضرب البرجوازية التي لا وطن لها» والتصويت لمرشحي «الشعب».

وترجح استطلاعات الرأي فوز زعيم تيار اليسار في أميركا اللاتينية الذي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة، على الرغم من ارتفاع نسبة الجريمة ومعدل التضخم إلى مستوى قياسي ولا يواجه معارضين مهمين، بأغلبية المقاعد. لكن شافيز يريد الاحتفاظ بالأغلبية الموصوفة التي تتألف من ثلثي مقاعد البرلمان «لتعزيز» ثورته الاشتراكية دون عقبات كبرى في فنزويلا؛ القوة النفطية التي تملك ثاني احتياطي نفطي مثبت في العالم بعد السعودية.

وفي السنوات الأخيرة وبعد مقاطعة المعارضة للانتخابات التشريعية في 2005 سيطر أنصار شافيز على البرلمان بأغلبية ساحقة، مما سمح للرئيس بتسريع سياسته لتأميم الشركات الوطنية والأجنبية في قطاعات أساسية من الاقتصاد، مثل المحروقات. أما المعارضة فتأمل في دخول البرلمان بقوة لتحقيق توازن فيه.

وقالت مارغريتا لوبيز مايا المرشحة عن حزب «وطن للجميع» المعارض: «إذا فاز شافيز بفارق كبير.. فسنتوجه إلى مشروع لسيطرة معززة للدولة تطغى فيه الدولة على المجتمع».

وتشكل الانتخابات التشريعية تمهيدا للاقتراع الرئاسي. وأكد الرئيس شافيز (56 عاما)، أنه «مستعد» لولاية جديدة. وأعيد انتخاب شافيز المعجب بزعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو ثلاث مرات منذ 1998 بأغلبية مريحة.

وينصب التركيز على ما إذا كانت المعارضة قادرة على الفوز بأكثر من ثلث المقاعد التي يجري التنافس عليها وعددها 165 مقعدا، مما يعني أن الزعيم الاشتراكي سيكون في حاجة إلى دعم من خصومه لإجراء تغييرات رئيسية على القوانين أو للقيام بتعيينات في مؤسسات مهمة.

وتظهر استطلاعات للرأي أن نسبة التأييد التي يحظى بها شافيز، الذي يعتبره أنصاره المدافع عن فقراء فنزويلا، لكن منتقديه يعتبرونه حاكما مستبدا - تتراوح بين 40 و50 في المائة. وتقل هذه النسب كثيرا عن المستويات المرتفعة التي بلغها في السنوات السابقة، لكنها ربما تكون كافية لضمان احتفاظ حزبه الاشتراكي بأغلبية.

وقال كارلوس كريستياني (44 عاما)، وهو يرتدي قميصا عليه صورة شافيز ويبيع صحفا في سيبوكان وهو من أكثر الأحياء ثراء في العاصمة كراكاس لـ«رويترز»: «المعارضة واثقة جدا هذه المرة لكنها لا تفهم كيف يشعر الناس». وأضاف قائلا: «شافيز لديه مشكلات.. هذا واضح. لكن ما من أحد يريد هؤلاء الأشخاص الآخرين (المعارضة). سيشعرون بخيبة أمل كبيرة جدا». وهاجم شافيز في كلمة نقلها التلفزيون زعماء المعارضة. وقال متحدثا من القصر الرئاسي: «لن يعودوا أبدا إلى هنا.. لن يدخلوا أبدا هنا مرة أخرى.. هؤلاء عديمو الأخلاق.. اللصوص.. هؤلاء الأشخاص الذين لا هوية لهم.. الخونة. سأظل أقول هذا حتى آخر يوم في عمري».

وقالت فاليريا منديس (37 عاما) وكان بصحبتها أصدقاء من أنصار المعارضة: «نحتاج إلى التخلص من هذا الشخص المجنون فورا.. لقد تحملناه لفترة طويلة للغاية. إنه يدمر بلادنا».

من جانبه، اعتبر الناطق باسم الولايات المتحدة (أكبر مستهلك للنفط الفنزويلي) ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لأميركا اللاتينية ارتورو فالنسويلا الجمعة إن «مشاركة عدة قطاعات في هذه الانتخابات يشكل مؤشرا هاما».