السعودية تطيح بعصابات استغلت مشاريع «إفطار الصائم».. لتهريب المخدرات

المتحدث الأمني بـ«الداخلية» في مؤتمر صحافي: السياج الأمني مع العراق أسهم في انخفاض التهريب.. ولا نلقي التهم جزافا

لقطة وزعتها الداخلية لعلب تستخدم في مشاريع إفطار الصائم تم تهريب المخدرات بواسطتها («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت السعودية، أمس، عن إطاحتها بعصابات تهريب وترويج مخدرات، يبلغ قوام أفرادها الإجمالي 210 أشخاص، قام بعضهم باستغلال مشاريع إفطار الصائم لتهريب المخدرات، في تحول جديد لجأت إليه تلك العصابات بعد انكشاف غالبية حيلها وأساليبها التي تتبعها في عمليات التهريب أمام أجهزة الأمن السعودية.

وقدرت السلطات الأمنية السعودية القيمة السوقية للمخدرات المحبط ترويجها وتهريبها بـ330 مليون ريال سعودي، فيما كشفت عن أن نصف الذين تم اعتقالهم على خلفية تلك العمليات من السعوديين، ونصفهم الآخر أجانب، ويتصدر الباكستانيون قائمة الأجانب المتورطين في تلك العمليات، يليهم اليمنيون.

وتحاشى اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، في مؤتمر صحافي عقده أمس، لتسليط الضوء على عمليات تهريب المخدرات المحبطة، توجيه أي اتهامات لدول بعينها، بالتساهل في ضبط المخدرات التي تمر عبرها.

وقال «قد تمر المخدرات عبر دولة، من دون علم سلطات تلك الدولة بالشحنات التي تعبر أراضيها. لكل دولة إمكانيات معينة في كشف عمليات التهريب».

وأمام الكميات الهائلة التي تضبطها الرياض من المخدرات قبل دخولها لأراضيها، وما إذا كان ذلك يعكس أن السعودية باتت سوقا جاذبة للمخدرات، اختلف اللواء التركي مع وجهة النظر تلك، وقال إن بلاده «ليست جاذبة، بل هي سوق مستهدفة، نظرا للسيولة الكبيرة للفرد السعودي، كما أن قلة المعروض تجعل المخدرات مرتفعة القيمة، وهو أحد الأهداف التي تسعى لها المنظمات الإجرامية».

ولم يوجه المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أي تهمة لأي دولة بعينها، بالتساهل في ضبط الحالة داخل أراضيها. لكنه قال «لن نتوانى في إجراء اتصالات بأي دولة يتكرر منها تهريب المخدرات إلى أراضينا».

وتتهم الرياض، من وصفهم التركي بـ«شبكات جريمة منظمة، وأشخاص يسعون للكسب المادي السريع»، بالوقوف خلف عمليات تهريب المخدرات التي تضبطها السعودية قبل دخولها أراضيها.

واستطاعت السعودية، طبقا لبيان وزارة الداخلية، خلال الأشهر الـ3 الماضية، ومنها شهر رمضان المبارك، القبض على 210 أشخاص لتورطهم في تهريب وحيازة وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بأكثر من 330 مليون ريال سعودي.

ووزعت وزارة الداخلية صورا، أظهرت استغلال بعض جماعات التهريب لمشاريع تفطير الصائم، في تهريب المخدرات والممنوعات.

وجاءت جنسيات الملقى القبض عليهم في إطار عصابات تهريب وحيازة وترويج المخدرات، كالتالي: 113 سعوديا، و31 باكستانيا، و21 يمنيا، و18 سورية، و11 فلبينيا، و5 مصريين، و3 هنود، و3 إثيوبيين، وإريتريين اثنين، بالإضافة إلى سوداني وكويتي وأردني.

وبين اللواء التركي أن رجال الأمن قد واجهوا مقاومة مسلحة في أكثر من 18 عملية أمنية، نتج عنها استشهاد 3 وإصابة 3 من رجال الأمن، بالإضافة إلى مقتل 2 وإصابة 4 من المهربين والمروجين، ووفاة متعاط نتيجة بلع كيس بلاستيك يحوي 2.6 جرام من الحشيش المخدر.

وتم ضبط مجموعة من كميات أقراص الكبتاغون، وهي مخفية في عدد من المواقع، إما في مركبات أو داخل مواسير، أو أسفل صناديق فواكه، فيما تم ضبط كمية تقدر بنحو كيلوغرامين من الهيروين الخام محشوة في أحشاء رجلين باكستانيين، في حين تم ضبط 702 كيلوغرام من الحشيش بمتابعة تمريرها عبر الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد والقبض على جميع المتورطين فيها.

وأكد في هذا الصدد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن السياج الأمني الذي تمت إقامته على الحدود السعودية العراقية أساهم في انخفاض مستويات التهريب إلى المستويات الدنيا.

وبلغ إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة في العمليات الآنفة الذكر 9.9 مليون قرص كبتاغون، و6.3 طن من الحشيش، و10.14 كيلوغرام من مادة الهيروين الخام، و59.5 غرام من مادة الشبو.كما أسفرت تلك العمليات عن ضبط 76 سلاحا، منهـا 66 مسدسا، وسلاحان رشاشان، وبندقيتان، كما تم التحفظ على مبلغ مليوني ريال سعودي تم جمعه من نشاطات المتاجرة بالمخدرات.