لأول مرة.. أسر «مجهولي النسب» تتواصل لـ«توفيق رأسين بالحلال»

توجه جديد للإشراف الاجتماعي بالشرقية.. على هامش حفل يضم 300 يتيم ويتيمة الثلاثاء المقبل

جهود حكومية لتقليص ظاهرة «العزلة الاجتماعية» بين الأيتام المحتضنين ونظرائهم في الأسر الحاضنة («الشرق الأوسط»)
TT

في بادرة غير مسبوقة تستهدف تبادل الخبرات و«توفيق رأسين بالحلال»، توجه مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي في المنطقة الشرقية لحث الأمهات الحاضنات على المشاركة في تنظيم حفل نجاح الأيتام المحتضنين؛ الذي يقيمه قسم رعاية الأيتام والمؤسسات الإيوائية بالتعاون مع قسم العلاقات العامة وإدارة التطوع، مساء الثلاثاء المقبل في قاعة الأندلس بالدمام، وذلك كخطوة أولى في إطار العمل على إيجاد «شبكة اجتماعية» تضمن تواصل نحو 300 أسر حاضنة، ممن تتكفل برعاية الأيتام ذوي الظروف الخاصة (مجهولو النسب) بالمنطقة الشرقية.

إذ كشفت سماح بازنبور، مديرة العلاقات العامة وإدارة التطوع في المكتب، هاتفيا لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة الأمهات الحاضنات للمرة الأولى؛ جاءت لتوفير مجتمع متلاحم للأيتام ذوي الظروف الخاصة، قائلة: «نسعى لترابط الأسر وتواصلهم خارج نطاق المكتب، وليس داخله فقط، فمن الممكن أن يساعدهم هذا في تزويج أبنائهم (المحتضنين) من بعضهم البعض، وتبادل الخبرات فيما بينهم».

يأتي ذلك في حين يعد «تأخر الزواج» ظاهرة ملحوظة مؤخرا، لدى اليتيمات ذوات الظروف الخاصة، حيث يفيد تقرير إحصائي حديث نشرته وزارة الشؤون الاجتماعية لعام 1428هـ، بأن عدد فتيات دور التربية الاجتماعية في السعودية اللاتي في سن الزواج (من 18 إلى 30 عاما) يبلغ 213 فتاة، مقابل 129 فتاة، من اللاتي دون سن الزواج (أقل من 18 عاما)، بينما سجلت 4 حالات لفتيات تأخر زواجهن (من 31 إلى 42 عاما)، مما يعني أن أكثر من 60 في المائة من فتيات دور التربية الاجتماعية، في سن الزواج، حسب تصنيف الوزارة.

من جانب آخر، أكدت المسؤولة في مكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية، أنه كان من الملاحظ سابقا وجود عزلة بين الأسر الحاضنة، الأمر الذي يفيد بأنه بدأ في الانخفاض تدريجيا، مع اجتماع الأسر مرة أو مرتين في الشهر تقريبا، على هامش الإعداد للحفل، موضحة أن مشاركة الأمهات الحاضنات في حفل الأيتام شملت قاعة الأركان الترفيهية والتعليمية، إلى جانب توفير بعض الخامات والمواد، ووصفت أداءهن بأنه «استعداد تام بكل حماس ودقة في العمل الجماعي».

وفيما يتعلق بالشأن الدراسي، أشارت سماح بازنبور إلى أن نسبة نجاح وتفوق الأيتام من ذوي الظروف الخاصة «عالية»، أما المعوقات التي تواجههم في هذا الإطار، فلا تختلف عن نظرائهم من بقية طلاب المدارس، موضحة أن الأسر الحاضنة يمثلون الدافع الأول لنجاح الأيتام؛ عبر دعمهم المباشر وتشجيعهم على حضور حفل النجاح، كي يكونوا من المتفوقين المكرمين أمام زملائهم. وكانت لطيفة التميمي، مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية، قد كشفت في شهر مايو (أيار) الماضي لـ«الشرق الأوسط»، عن «تضاعف أعداد الأسر المتقدمة لطلب الاحتضان من 34 أسرة في عام 1425هـ إلى 64 أسرة عام 1430هـ، وبنسبة 88 في المائة»، قائلة إن «ما تحتاجه تلك الفئة هو البرامج المقدمة من الوزارة للمجتمع لخدمتهم، وهي (برنامج الأسر البديلة - الاحتضان)، (برنامج الأسر الصديقة)، (برنامج التآخي بالرضاعة)». ويستهدف الحفل الذي سيقام مساء يوم الثلاثاء المقبل فئة الأيتام المحتضنين لدى الأسر على مستوى المنطقة الشرقية بمختلف مراحلهم الدراسية بالنسبة للفتيات، أما الأولاد فمن مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الرابع الابتدائي، كما تسهم شركة «أرامكو» السعودية في تقديم الدعم بهدايا النجاح كعادتها السنوية، إلى جانب جهود المتطوعات من خارج المكتب. فيما يسعى الحفل إلى تحقيق التالي: استثمار نجاح حفلات الأيتام المقامة على مدى السنتين السابقتين، تفعيل التعميم الوارد من الوزارة رقم 57142 في 6/8/1429هـ والخاص بحفلات تفوق الأطفال الأيتام لدى الأسر الحاضنة، إدخال الفرحة والسرور في نفوس الأبناء والفتيات والأسر الحاضنة، دعم وتأكيد التواصل والاهتمام لجميع الملتحقين بالمراحل الدراسية، تشجيع الأبناء والبنات على التفوق الدراسي.

يضاف لذلك، ما يسعى إليه القائمون على الحفل بأن يسهم في بناء جسور من الثقة بين قسم رعاية الأيتام والأسر الحاضنة، وتفعيل الدور التكاملي بين المكتب، متمثلا في قسم رعاية الأيتام والجهات الداعمة للحفل، إلى جانب الاستفادة من الخبرات السابقة وتطوير الأداء بشكل يحقق تطلعات الأسر من خلال رابطة الأسر، وأخيرا، تفعيل دور المتطوعات مع الأنشطة التي يقيمها القسم.