الميلان يتعادل مع أياكس في دوري الأبطال.. والهولنديون سعداء بالنتيجة

غالياني يوجه انتقادات مباشرة إلى الحكام.. وأليغري مطمئن لأداء الفريق الإيطالي

TT

قاد الهدف الذي أحرزه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش فريق الميلان إلى التعادل الإيجابي أمام مضيفه أياكس في المباراة التي جمعت بينهما في المجموعة السابعة من منافسة دوري أبطال أوروبا، بينما حمل هدف الفريق الهولندي توقيع المغربي منير الحمداوي.

وشهدت المباراة تألقا كبيرا من جانب إبراهيموفيتش الذي برهن للجميع أنه رجل المهام الأوروبية الصعبة رغم انحصار إنجازاته في الدوريات المحلية، حيث حصد السويدي 12 لقبا محليا ولقبين أوروبيين، من بينهم فوزه بالدوري المحلي مرتين وكأس السوبر الهولندي مع أياكس. وأعاد الدور الكبير الذي قام به إبرا في المباراة أمام أياكس إلى الأذهان تلك التصريحات التي أدلى بها اللاعب فور انضمامه إلى الميلان، حيث قال: «أريد أن أفوز بكل شيء، وسيكون الموسم الحالي هو أفضل مواسمي على الإطلاق. هل تقولون إنني غير قادر على الفوز بدوري الأبطال؟ سأريكم عما قريب». وبالفعل، نجح لاعب برشلونة وإنتر ميلان السابق في تسجيل ثنائية صاروخية في شباك أوكسير، مهديا لفريقه ثلاث نقاط ثمينة، فضلا عن الأهداف الحاسمة التي أحرزها في المنافسة المحلية، ليصل رصيده إلى 5 أهداف حتى الآن.

من جهة أخرى، آتت التعديلات التكتيكية التي طبقها أليغري ثمارها في مواجهة أياكس، ونجحت محاولات المدير الفني في خلق التناغم المنشود بين إبرا ورفاقه، حيث يعمل اللاعبون على خدمة السويدي وتوفير التغطية اللازمة له أثناء تحركه في الملعب. ولم يكن إبراهيموفيتش هو نجم المباراة الوحيد، حيث ترك الهولندي سيدورف بصمته مع الميلان، وشارك في تمهيد الطريق للسويدي لاختراق مرمى أياكس. ومع إعلان الحكم الرابع عن خروج سيدورف من الملعب والدفع بأبيتي بدلا منه، رفعت الجماهير الهولندية لافتة كبيرة كتبوا عليها «كلارنس هو البطل دائما»، لتحية النجم الهولندي الذي لعب في صفوف أياكس لمدة ثلاثة أعوام. وفي أعقاب المباراة صرح إبرا قائلا: «لا بأس بهذه النقطة، كان باستطاعتنا أن نحصد النقاط الثلاث، ولكنني لا ألوم نفسي على ذلك. أهدافي مع الميلان تعني أنني أتقدم بشكل جيد، كما أنني ألعب بثقة كبيرة».

ومن خلال أدائه الباهر أكد إبرا قدرته على التأقلم مع خطة اللعب التي تقوم على الدفع بقلبي هجوم، حيث أتاحت له الانفراد بمنطقة الجزاء، وهو ما عقب عليه قائلا: «لقد أصبحنا أكثر قوة وتماسكا في الملعب. لقد مرر لي سيدورف الكرة بشكل رائع، وكان أداؤه رائعا».

من جانبه أعرب ماسيميليانو أليغري مدرب الميلان عن سعادته بأداء لاعبيه، حيث قال: «كان الفريق منظما للغاية في الملعب، ولم يواجه سوى القليل من الخطورة. وعلى الرغم من نجاحنا في خلق الكثير من الفرص فإننا لم نتمكن من الاستفادة منها، ولكنني سعيد للغاية بما قدمناه. تسود الفريق روح جميلة، وهو ما أظهره لاعبو الميلان بوضوح في المباريات الأخيرة التي خاضها الفريق». جدير بالذكر أن المدير الفني كان قد هبط إلى أرض الملعب قبل انطلاق المباراة بساعة وربع بصحبة تاسوتي وغالياني، ولكن استاد أمستردام أرينا لم يمنح أليغري كل ما يريد، مكتفيا بإهدائه نقطة واحدة فقط. وعن تأخير مركز سيدورف مقارنة بقلبي الهجوم، وهو ما قلص من المسافة بين مركزي إبرا وروبينهو، عقب المدير الفني قائلا: «لقد نجحت خطة اللعب، ولكننا كنا قادرين على التعامل مع الكرات العمودية بشكل أفضل. أما اللاعبون فقد قدموا مباراة ساخنة للغاية، واستقبالنا لهذا الهدف كان ناتجا عن الهجمة الوحيدة التي قام بها لاعبو الفريق الهولندي. أياكس فريق رائع، ونجح في وضعنا في مأزق أكثر من مرة. إبراهيموفيتش؟ لم يطلب مني الخروج أثناء المباراة، بل إنه فضل اللعب حتى اللحظة الأخيرة رغم معاناته من ألم شديد في الفخذ. لقد أنجز الفريق المهمة المطلوبة منه، لأن تحقيق الفوز يحتاج إلى المزج بين العمل الجماعي والمهارات الفردية».

وكان لدى أدريانو غالياني ما يقوله لحكم المباراة، حيث وجه نائب رئيس الميلان نقدا مباشرا إلى طاقم التحكيم حيث قال: «نحن نتحسن باستمرار، ولكنني لم أفهم لماذا أطلق الحكم صافرته عندما انفرد إنزاغي بالمرمى بعد ركلة المخالفة التي سددها بيرلو. إنه خطأ كبير، لأن هذه الصافرة منعتنا من تسجيل الهدف الثاني ومن ثم الفوز بالمباراة. لا أفهم لماذا يصفرون على مثل هذه الأشياء، ويؤسفني أنني أعترض دائما على قرارات الحكام، ولكنهم يرتكبون أخطاء غير معقولة». وخلافا لما أكده المدير الفني، انتقد كلارنس سيدورف أداء الميلان قائلا: «ما زلنا في مرحلة التأسيس، ولم يرُق لي أداء الفريق، حيث كان هناك الكثير من التمريرات الطويلة، وعلينا أن نحسن من أنفسنا في هذه النقطة. ومن جهة أخرى، لا يتعين علينا أن نقع في خطأ التفكير بأن إبراهيموفيتش قادر على حل جميع مشكلات الفريق، وإلا سينتهي به الأمر في الميلان كما انتهى به في الإنتر، خصوصا في دوري الأبطال». وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي ينجو فيها أياكس من السقوط في فخ الهزيمة منذ انطلاق منافسة دوري الأبطال، وهو ما عقب عليه المدير الفني في الفريق عقب الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام ريال مدريد قائلا: «المباراة افتقدت التوازن بين الفريقين، حيث لم يصل أي من لاعبينا إلى مستواه الحقيقي. يجب علينا أن نواجه الميلان بطريقة مختلفة، وأن نكتسب المزيد من الثقة في أنفسنا». وانطلاقا من هذه الكلمات نجح لاعبو أياكس في اللعب بإيقاع سريع ومكثف أمام الميلان، وهو ما أشاد به المدرب مارتن يول قائلا: «لقد أحرزنا النقطة الأولى لنا في دوري الأبطال ونفضنا عن أكتافنا هزيمتنا أمام الريال. إننا سعداء للغاية بالصورة التي بدا عليها الفريق في الشوط الأول من المباراة رغم إصابة أنيتا التي لم نكن بحاجة إليها على الإطلاق، حيث اضطررنا إلى تغيير خطة اللعب، وهو ما سهّل للميلان تسجيل هدف التعادل. وكنا نخشى أن تكون إصابة أنيتا في الساق، ولكنها مجرد كدمة خطيرة، وسوف تبعده عن الملاعب لعدة أسابيع. وفي الشوط الثاني من المباراة لم ننجح في إعادة الأداء السابق، ولكن ستكلنبيرغ كان ماهرا للغاية ونجح في صد هجمتين رئيسيتين للميلان. وعلى الرغم من سرعتنا وخطواتنا الموفقة في الملعب، إلا أننا لم نتمكن من تسجيل هدف الفوز. والآن علينا أن نستعد لمباراتي أوكسير الحاسمتين».

ومن جانبه عقب المدير العام في أياكس، ريك فان دين بوغ، قائلا: «لقد عاد أياكس إلى دوري الأبطال بعد سنوات طويلة من المعاناة، الأمر الذي يسعدنا جميعا، خصوصا من أجل الجماهير التي استمتعت بالمباراة، والتي ساندت هذا العرض الكروي الرائع. وقال الحمدواي: «علينا أن نستمتع بهذه اللحظات وهذه المباريات، وأن نستعيد شعورنا بالفخر والثقة بماضينا العريق، فنحن لا نقل شأنا عن الأندية الكبرى، بما في ذلك الميلان».