حصة بنت خالد آل خليفة: اختياري عضوا في تنفيذية الاتحاد العربي لكرة القدم مفاجأة.. وطموحاتي آسيوية

قالت في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط»: إن ممارسة الرياضة ليست خروجا عن المألوف

TT

البحرينية الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة، أول عربية تفوز بعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد العربي لكرة القدم، بعد مرور نحو 36 عاما من تأسيس هذا الاتحاد.. وهي حاليا رئيسة لجنة الكرة النسائية في الاتحاد العربي.. بدأت حياتها الرياضية لاعبة، ثم أصبحت مديرة لمنتخب البحرين النسائي، وأسست فريق الرفاع لكرة القدم النسائية، وهي شقيقة رئيس مجلس إدارة نادي الرفاع، الشيخ عبد الله بن خالد.. طموحاتها كما تقول كثيرة وكبيرة، فهي شابة في مقتبل العمر، حصدت شهادات علمية، وتم تكريمها في عيد العلم الذي يرعاه رئيس وزراء مملكة البحرين، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لنيلها شهادة الماجستير (مرتين) بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وهي شخصية طموحة وصلت إلى منصبيها العربيين من دون أن تترشح، والقصة بين سطور اللقاء، الذي سيكشف لنا بعض الجوانب عن تطلعاتها في تشكيل المنتخبات العربية النسائية بالتنسيق مع إدارات الاتحادات العربية.

«الشرق الأوسط» التقت الشيخة حصة في حوار خاص وموسع، كشفت خلاله عن بعض الأمور، ومنها ميولها الرياضية محليا وعربيا ودوليا، وتفضيلها للأرجنتيني تيفيز على مواطنه ميسي الأبرز، بحسب رأي النقاد على مستوى العالم.

* مارست اللعب ثم توقفت.. فهل لك أن توضحي الأسباب؟

- مارست كرة القدم عندما كنت طالبة في المدرسة، وفي نادي الرفاع أيضا، وبعد تشكيل منتخب البحرين فضلت الاتجاه إلى الإدارة، لصعوبة الجمع بين اللعب والإدارة، على الرغم من أنني كنت أتمنى ذلك، فقد كنت لاعبة في خط الوسط، وتلقيت تشجيعا كبيرا من والدتي، فهي أكبر مشجعة لنا، ولدي شقيقة تلعب حارس مرمى، وأخرى تلعب في خط الوسط.

* ما قصة فوزك بعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لكرة القدم، ورئاسة اللجنة النسائية الكروية؟

- عمِل الاتحاد العربي قبل سنة ونصف السنة تقريبا على اختيار رئيسة اللجنة من خلال طلبه السير الذاتية لبعض الإداريات العرب، فتم إرسال السيرة الذاتية بعد أن طلبها الاتحاد، مرفقة بالخبرات ومعلومات إضافية، وتلقيت نبأ اختياري يوم الثلاثاء الماضي، والحقيقة أنني تفاجأت بذلك، ولم أكن أتوقع اختياري، وأعتبر ذلك شرفا كبيرا لي ولبلدي البحرين؛ لأن اختياري جاء من بين أكثر من ثماني نساء وفتيات من مختلف الدول العربية، يمتلكن الكثير من الخبرات.

* من ستختارين لعضوية اللجنة النسائية؟

- أبلغوني أن الاتحاد عين المصرية الدكتورة سحر الهواري، نائبة لرئيسة اللجنة، وعليّ اختيار شخصين، وإلى الآن لم أفكر فيهما، لكن من المرجح أن يكون أحدهما رجل، والآخر فتاة، وسيتم مناقشة هذا الأمر قريبا، على أن يتم الاختيار حسب الحاجة والخبرة، وتعيين الهواري في اللجنة مكسب لنا، لمخزون خبرتها ودرايتها بالعمل التطوعي وكيفية تطوير العمل لتقوية المنتخبات العربية.

* هل تفكرين في تشكيل منتخب عربي نسائي للعب مباريات ودية خيرية أو لأي أغراض أخرى؟

- الفكرة جيدة، وأتذكر في عام 2002 أن الاتحاد العربي شكل منتخبا للعب مباراة ودية ضد فريق تشيلسي الإنجليزي، وسيكون أمرا رائعا إحياء الفكرة من جديد، ولدينا مواهب كثيرة في الوطن العربي تدفع في اتجاه تشكيل منتخب عربي لدعم المجتمع، من خلال تنظيم مباراة خيرية، أو لتقوية المنتخب وزيادة الخبرات من خلال الاحتكاك بأندية عريقة في الكرة.

* وهل تقدمت بخطة لتنظيم البطولات العربية النسائية على مستوى الأندية والمنتخبات؟

- تعييني في الاتحاد العربي لم يمض عليه سوى ثلاثة أيام، لكنني أمتلك أفكارا كثيرة، منها تنظيم بطولة عربية لتتمكن بعض المنتخبات من دخول تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وحتما سيتم تقديم خطة عمل لرئيس الاتحاد العربي، الأمير سلطان بن فهد بعد التشاور مع أعضاء اللجنة.

* وهل تظنين أن تحفظ المجتمعات العربية يحد من تطور كرة القدم النسائية؟

- لا أعتقد أن هذا الأمر ما زال مسيطرا علينا.. فقد كان هذا في السابق، والدليل أن الاتحاد العربي أدخل العنصر النسائي في اللجنة التنفيذية والفيفا يشجع على ذلك ويتجه لفرض تشكيل منتخبات نسائية، لنشر اللعبة على مستوى الفتيات، وأرى أن ممارسة الفتيات لكرة القدم لا يعتبر خروجا عن المألوف وعادات وتقاليد المجتمعات المحافظة، فكرة القدم بالنسبة للنساء حالها كبقية الألعاب، فنحن من صغرنا شاهدنا ولعهن بمتابعة الدوريات الأوروبية، والآن يمارسن اللعبة في أجواء تساعدهن على المواصلة وسط حشمة والتزام تامين.

* تفاوت مستوى منتخبات عرب أفريقيا عن عرب آسيا، هل ترين أنه يضعف البطولات العربية؟

- بالتأكيد، فالفروقات كبيرة؛ لأنهم بدأوا قبلنا في اللعب بتنظيم دوري قوي ومنتظم، ويلعبون مباريات ودية كثيرة، لكن لكل قاعدة شواذا.. فمنتخب الأردن المنضوي تحت لواء آسيا من المنتخبات القوية، ومنتخب البحرين مقبل على المنافسة بفضل العمل الجاد من جميع المسؤولين، والمسألة تحتاج بعض الوقت لتذويب تلك الفروقات أو التقليل منها، على أقل تقدير، وأرى أن الأمر يحتاج إلى المناقشة داخل اللجنة قبل تنظيم أي بطولة كما يمكننا تصنيف المنتخبات إلى مستويات لتحقيق مبدأ التكافؤ مع وضع برامج لمنتخبات حديثة التشكيل لتأخذ مكانها بين المنتخبات العربية القوية.

* هل في استطاعتك حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية وسط التزاماتك.. وهل تملكين أفكارا للارتقاء بكرة القدم النسائية العربية؟

- أولا أعتبر دخولي اللجنة التنفيذية شرفا كبيرا لي، وهدفي تطوير الرياضة النسائية، لنقلها إلى المستوى الدولي؛ لأنه من الضروري تحقيق تلك الطفرة، سواء على المستوى القريب أو على المستوى البعيد، وبمساعدة أعضاء اللجنة سننجز بعضا من طموحاتنا، وبشأن الشق الأول من السؤال، فإنني تخرجت حديثا في الجامعة، ولا توجد لدي التزامات كثيرة، فهي لن تعيقني عن حضور الاجتماعات والعمل من أجل صالح الرياضة العربية، وكرة القدم على وجه الخصوص.

* البدء بقوة خير من البداية المتعثرة.. فهل تعكفين على دراسة أوضاع المنتخبات العربية قبل إطلاق أي بطولة؟

- من الصعب تنظيم بطولة عربية قبل أن نرى خطط الاتحادات العربية لمنتخباتها النسائية، وسنمنح الاتحادات وقتا كافيا لتطوير منتخباتها قبل المشاركة، وسنسعى لمساعدتها.

* هل ستقترحين تنظيم دورات تستفيد منها عناصر نسائية تتعلق بكرة القدم؟

- من أهم الأشياء تطوير الجوانب الإدارية والفنية والتحكيمية للعناصر النسائية العربية، إذ إن المنتخبات العربية تعتمد اعتمادا كليا على الرجال في تدريب منتخباتها، وكجزء من التطوير ستكون تهيئة مدربات وإداريات وحكمات من الأمور الجميلة المساعدة على التطوير.

* تعاني الأندية والمنتخبات العربية من عدم انتظام مواعيد البطولات.. فهل ترين أن البرامج النسائية ستكون مختلفة؟

- لا أستطيع التعليق في الفترة الحالية، علينا أولا التعرف على مواعيد بطولات الرجال، ثم العمل على وضع برامجنا للمسابقات النسائية.

* الدعم المالي للبطولات الذكورية يستنزف خزينة الاتحادات الأهلية والإقليمية والقارية.. فما نظرتك لذلك؟

- هذا الأمر واضح للعيان، فمنتخبات الرجال تستنزف الميزانيات الخاصة بالاتحادات، لذا من الضروري زيادة المبالغ المادية المقدمة للاتحادات والجهات المسؤولة عن الرياضة في الدول العربية عن طريق دعم الشركات واللجان الأولمبية.

* تشكل الأندية والاتحادات العربية فرق الفئات العمرية، لتكوين اللاعبين بالشكل الصحيح.. فهل تعتبرين عدم تشكيل فرق فئات نسائية أكبر عائق لتقدم الكرة العربية النسائية؟

- لا.. ليس كذلك، فمعاناة المنتخبات النسائية العربية تكمن في الجانب المادي.. فالاتحادات العربية تنشد الاهتمام بها، لكن شريطة زيادة الموارد المالية، وتعلنها صراحة لمسؤولات المنتخبات، أما نحن في البحرين فقد استطعنا تشكيل منتخب الفتيات تحت 16 سنة في شهر مايو (أيار) الماضي، ووضعنا له خطة تمتد لسنتين للمنافسة على مستوى آسيا.

* يقول المثل العربي «باب النجار مخلع»، على اعتبار أنك انتخبت رئيسة للجنة النسائية وتسعين لتطوير كرة القدم العربية، بينما يعاني منتخب بلادك من تراجع، كيف تعلقين على ذلك؟

- صحيح نحن لا نملك مسابقة منتظمة لأنديتنا، لكن منتخبنا يتدرب خمسة أيام في الأسبوع طوال العام، وابتداء من عام 2003، بدأ منتخبنا اللعب في المهرجانات التي تنظمها المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وكما ذكرت فإن المال أكبر عائق لتشكيل الأندية فرقا نسائية، لكن منتخبنا يستغل فرص لعب المباريات الودية، فقد لعبنا ضد منتخب إندونيسيا، وفزنا 2 - صفر في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفي مارس (آذار) الماضي دخلنا تصنيف الفيفا رسميا، وحزنا على المركز الـ65 دوليا، وهو الثالث عربيا بعد الأردن والمغرب، وبذلك أستطيع القول إن باب النجار لا ينطبق على البحرين.

* هل تطمحين في الوصول لمناصب إدارية في الاتحاد الآسيوي، من خلال عملك في الاتحاد العربي؟

- بالتأكيد.. فأنا أطمح أولا لتطوير كرة القدم العربية النسائية، سواء من خلال العمل في الاتحاد الآسيوي أو حتى الاتحاد الدولي، وأعتقد أننا سنحقق بعضا من طموحاتنا بوجود إدارية مثل الدكتورة سحر الهواري، صاحبة الخبرة الطويلة والعلاقات العريضة على جميع المستويات.

* دورة الألعاب الخليجية.. هل ترين أنها ستسهم في تطوير الرياضة النسائية؟

- يمكن اعتبارها كأولمبياد خليجي وهي فرصة للبنات الخليجيات لإظهار مواهبهن، وكانت بعثة البحرين تضم 90 لاعبة، وهي نواة للتطوير المنشود على الرغم من أن مسابقة كرة القدم كانت في الصالات واستعد لها منتخبنا جيدا، وبعد تأجيلها طلب منتخب الكويت اللعب وديا ضد منتخبنا.

* هل ستهتمين بباقي الألعاب العربية، أم سيتركز الاهتمام على كرة القدم؟

- بالتأكيد، تركيزي على كرة القدم لأنني أعمل في الاتحاد العربي لكرة القدم، ولكنني لن أقصر معهم إن أرادوا رأيا يخص الألعاب المختلفة على المستوى العربي، لكن تبقى كرة القدم هي اللعبة الأولى.

* ماذا عن القيادات النسائية العربية البعيدة عن عضويات مجالس إدارات اتحادات كرة القدم، إذا كنت تتحدثين عن تقدم العرب في إشراك العنصر النسائي؟

- في بداية الأمر دائما ما تكون الصعوبات أكبر.. لكن مع الإصرار وتكثيف الجهود سنتجاوز تلك الصعوبات وتتحول إلى شمعة تنير الطريق للفتيات للدخول إلى جنب الرجال في عضوية الاتحادات، وعلينا الاقتداء بالشيخة حياة آل خليفة والشيخة شمية بنت حشر آل مكتوم، فهاتان المرأتان تؤكدان أنه لا يوجد مستحيل على الصعيد الخليجي.

* ماذا يعني لك أن تكوني أول عضو نسائي في الاتحاد العربي منذ تأسيسه؟

- شرف كبير لي، وهو إنجاز يسعدني بالثقة التي نلتها، وأهنئ الاتحاد العربي على تطوره وسعيه للارتقاء بالكرة النسائية.

* هل ستواصلين مع الاتحادات العربية التنسيق بشأن تشكيل المنتخبات العربية؟

- سنضع ضمن أهداف اللجنة تشكيل منتخبات نسائية، وسنضع آلية للتواصل المباشر بين اللجنة النسائية في الاتحاد العربي والاتحادات الأهلية للتشاور وتبادل الأفكار والاطلاع على المعوقات.

* تنشط ألمانيا في مجال كرة القدم وتتواصل مع الاتحادات العربية ببرامج مفيدة.. فهل تنوين فتح آفاق التعاون لصالح المنتخبات العربية وتكرارها؟

- الاستعانة بأصحاب الخبرات أحد سبل التطوير خاصة في الدول المتقدمة.. وجميل أن نفتح أبواب التعاون والتنسيق مع ألمانيا وغيرها، والاستفادة من الخبرات ستكون ضمن سياسات اللجنة.