أنيلكا «المطرود» من منتخب فرنسا يرد بمهاراته وأهدافه مع تشيلسي

الصحف الانجليزية تشيد باللاعب.. وأنشيلوتي واثق من الوصول للدور الثاني لدوري الأبطال

TT

ركزت الصحف الإنجليزية الصادرة أمس على انتصار تشيلسي الثمين بهدفين نظيفين على حساب مرسيليا الفرنسي بملعب الأول (ستامفورد بريدج) بدوري الأبطال. وأشاد النقاد بأداء المهاجم نيكولاس أنيلكا الذي يتألق من مباراة لأخرى وطالبوا الاتحاد الفرنسي بالعفو عنه وإعادته لصفوف منتخب الديوك.

وعلى الرغم من خوض فرق المجموعة السادسة مباراتين فقط، فإن تشيلسي يسيطر بالفعل على صدارتها إلى جانب سبارتاك موسكو، بانتصارين حاسمين، وهو ما جعل مدرب الفريق الإنجليزي كارلو أنشيلوتي يقول لصحيفة «ديلي تلغراف» بكل ثقة «أعتقد أننا نسيطر على التصفيات، فالانتصار كان خطوة مهمة. لدينا أربع مباريات أخرى، وستكون المباراة القادمة ضد سبارتاك موسكو غاية في الأهمية، والفوز بها يجعلنا نحتل صدارة المجموعة منفردين».

رفض أنشيلوتي انتقاد أنيلكا على طريقته في تسديد ضربة الجزاء، التي أحرز منها هدفا في الدقيقة 28 من المباراة، عندما سدد اللاعب الفرنسي باستعراض مبالغ فيه الكرة ضعيفة إلى جوار الحارس ستيف مانداندا، ومن حسن الحظ سكنت الشباك.

وقال أنشيلوتي «أنا لا أخبر أنيلكا كيف يلعب ضربة الجزاء، إن أحرزها فأنا سعيد، فأنا لم أر أنيلكا خائفا أو مترددا في لعب ضربة الجزاء على الإطلاق. فهو دائما ما يتحلى بالهدوء والتركيز. إنه لاعب رائع». وعدا التسديدة التي أطلقها لاعبو مرسيليا في الشوط الأول من المباراة عندما أمسك الفريق الفرنسي بزمام الأمور، لم يواجه تشيلسي أي مشكلات، وأصاب العارضة مرتين في آخر عشرين دقيقة من المباراة عبر ألكس ومايكل إيسيان.

بيد أن أنشيلوتي أصر على أن المباراة كانت صعبة للغاية، وقال «لم تكن المباراة هينة، لأن الشوط الثاني كان أكثر صعوبة، حيث حاول فريق مرسيليا العودة إلى اللقاء. لقد زاد لاعبو مرسيليا من الضغط في وسط الملعب، ولم يلعبوا بنفس خطة الشوط الأول، لكننا في المقابل تمكنا من صنع الكثير من الفرص».

وأضاف أنشيلوتي «عبر الهدف الأول عن مهارة فردية كبيرة من جون تيري، وهذا الهدف سهل لنا اللقاء، لكن مرسيليا حاول حتى نهاية المباراة».

في المقابل اعترف ديدييه دي شامب، مدرب فريق مرسيليا الذي سبق أن لعب في صفوف تشيلسي، في تصريح لصحيفة «الصن»، بالهوة الكبيرة بين مستويات فرق المجموعة السادسة، وأشاد كثيرا بأداء الفرنسي فلورنت مالودا نجم فريق تشيلسي. وقال ديشامب «إن فلورنت لاعب رائع، وقادر على مراوغة المدافعين بشكل جيد. إنه لاعب متألق بشكل واضح ويشكل ثنائيا رائعا مع آشلي كول».

أما الناقد الرياضي جاسون بيرت فكتب في عموده بـ«التلغراف»، مشيدا بأنيلكا الذي يرد بأدائه الرائع مع تشيلسي على الانتقادات الفرنسية له.

وقال بيرت «عندما يصف أنشيلوتي أنيلكا بأنه لاعب رائع، نجد أن هناك من لا يحمل له هذا الرأي، تحديدا في فرنسا التي عاقبت اللاعب الدولي السابق بالاستبعاد عن المنتخب 18 مباراة، أي لمدة عامين تقريبا، بعد طرده من المنتخب خلال مونديال جنوب أفريقيا». وأوضح بيرت «عشية المباراة سئل أنشيلوتي عما إذا كان أنيلكا سيشعر بالرهبة لأن المباراة ستذاع مباشرة في بلده وضد أبطال بلاده.. لكن مدرب تشيلسي رد بالضحك». في الدقيقة الثامنة والعشرين من المباراة، جاء الاختبار حول ما إذا كان أنيلكا قلقا بشأن إبعاده عن المنتحب الفرنسي أم لا، عندما احتسبت ركلة جزاء لصالح تشيلسي. فهل كان سيحاول ويتقدم للعب ضربة الجزاء بنفس الصورة التي فعلها ضد نيوكاسل يونايتد الأسبوع الماضي؟ لكن تلك كانت مباراة دوري الأبطال لا كأس محترفين إنجليزية. لكن لم يمثل ذلك أهمية بالنسبة لأنيلكا، الذي لم يفكر كثيرا في لعب الكرة، وأرسلها بهدوء وهو واقف دون جري نحو الكرة لتسكن الشباك قبل أن يتوجه نحو مشجعي مرسيليا ثم يتحول إلى الجهة الأخرى للاحتفال مع مشجعي تشيلسي.

مرة أخرى احتفل أنيلكا بالهدف، بذات الصورة التي احتفل بها عندما أحرز في سلوفاكيا في مباراة دوري الأبطال السابقة، التي جاءت بعد تأكيد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عقوبة الإيقاف 18 مباراة بحقه، نتيجة لسلوكه في كأس العالم في جنوب أفريقيا. وأشادت معظم الصحف الإنجليزية بالثلاثي الفرنسي - أنيلكا ومالودا وغايل كاكوتا - وأنهم فرسان تشيلسي بصورته الجديدة، ضد أبطال فرنسا، إلى جانب ديدييه دروغبا - الذي يعد بطلا في مرسيليا بطبيعة الحال - حيث نقل أنيلكا إلى منتصف الملعب وطلب منه القيام بالدور الهجومي إلى جانب اللاعبين الآخرين على الجانبين.

لعب أنيلكا بطريقة أقل خشونة وأكثر انسيابية عن دروغبا، وعلى الرغم من مهارة أنيلكا فإن مالودا نجح في اجتذاب الأنظار ليصنع التمريرة للهدف الأول عبر مهارة رائعة. لكن رغم ذلك فقد تمكن مرسيليا من اختراق صفوف تشيلسي، وتمكن لاعبوه من صنع بعض الفرص، وهو ما أغضب أنشيلوتي، لكنه قال إن النصر جعله ينسى الهزائم أمام نيوكاسل يونايتد ومانشستر سيتي، ويشعر بأن تشيلسي الآن يمسك زمام المجموعة بقوة.

وأثنى أنشيلوتي على كاكوتا بالقول «لعب مباراة رائعة، لعب لصالح الفريق، وهذا مهم جدا بالنسبة للاعب شاب لأنهم في بعض الأحيان يرغبون في إظهار مهاراتهم وقدراتهم للفت الأنظار. والحقيقة أنه قام بالاثنين معا، وهو الأمر الذي تعلمه أنيلكا في بداياته». وفي النهاية أبدى الإنجليز إعجابهم بأنيلكا، لكن في المقابل زاد غضب الجمهور الفرنسي.