أوباما يعتبر حرب أفغانستان أصعب من العراق

حذر الديمقراطيين من التقاعس في الانتخابات.. وتحدث عن زوجته وبكائه وأغاني الـ«آي بود» الخاص به

TT

يعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الحرب في أفغانستان «أكثر قسوة من الحرب في العراق»، لكنه في الوقت نفسه يطلب من الأميركيين المزيد من الوقت لإثبات نجاح استراتيجيته فيها، قائلا إنها لم «تخفق حتى الآن».

وتحدث أوباما عن استراتيجية زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان وجهود استقرار البلاد في مقابلة مع مجلة «رولينغ ستون»، قائلا إن جهوده لتحسين الوضع في أفغانستان تؤتي ثمارها ببطء. وقال أوباما: «إنها قضية بالغة الصعوبة. كنت أعلم قبل عام أن الأمر سيكون قاسيا، وأعتقد أنه بعد عام سأظل أكتشف أن الأمر قاس والوضع فوضى». وأضاف: «سأوافق أيضا على حقيقة أن الحرب في أفغانستان أصعب من الحرب في العراق، هذه ثاني أفقر دولة في العالم وليس لديها تقليد الخدمة المدنية والبيروقراطية حول البلاد». ولكنه أشار إلى أن بعض العناصر في استراتيجيته بدأت تنجح، وخصوصا استهداف طالبان، موضحا: «أحرزنا تقدما عبر إقامة منطقة آمنة حول قندهار، ولكن لا شك أن قندهار ليست حتى الآن مكانا آمنا كما لم تكن الموصل والفلوجة مدينتين آمنتين في أوقات معينة من الحرب في العراق». وعلى الرغم من أوباما أقر بـ«تكلفة كبيرة» للحرب في أفغانستان، فإنه شدد على أن «علينا أن نتابع هذه العملية، فبداية يوليو (تموز) 2011، سنبدأ عملية انتقالية، وإذا لم تفلح الاستراتيجية التي نتبعها، فسنواصل إعادة تقييمها حتى نتأكد من أن لدينا استراتيجية تفلح».

ومن اللافت أن أوباما اختار الحديث مع «رولينغ ستون» بعدما كانت المطبوعة نفسها قد تسببت له في حرج كبير بسبب مقال نشرته في يونيو (حزيران) شمل تصريحات للجنرال ستانلي ماكريستال انتقد فيها شخصيات في إدارة أوباما، وكلفته خسارة منصبه كقائد لقوات التحالف المنتشرة في أفغانستان. وكان حديث أوباما عن الحرب في أفغانستان من التصريحات القليلة المتعلقة بالسياسة الخارجية في المقابلة التي تنشر في عدد 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إذ تركزت بشكل كبير على الوضع السياسي الداخلي الأميركي. ويكثف أوباما من لقاءاته الإعلامية المحلية وجولاته في مدن أميركية صغيرة ضمن الحملة الانتخابية التي يقودها الحزب الديمقراطي للحفاظ على أغلبيته في مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي. وتشكل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل اختبارا سياسيا قويا لأوباما وقدرته على قيادة الحزب الديمقراطي في ظروف سياسية واقتصادية صعبة. وحملت مقابلة أوباما مع «رولينغ ستون» رسالة جوهرية من أوباما وهي الحذر من التقاعس وعدم المشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة لحماية الأغلبية الديمقراطية.

وكانت هذه المقابلة الثالثة لـ«رولينغ ستون» مع أوباما، إذ قابلته مرتين قبل ذلك وهو مرشح للانتخابات الرئاسية. وتعتبر «رولينغ ستون» من أكثر وسائل الإعلام الأميركية المقربة من اليسار الأميركي والليبراليين من الحزب الديمقراطي. وبعد انتهاء المقابلة التي استمرت أكثر من ساعة، عاد أوباما إلى القاعة التي جرت فيها المقابلة، وقال للصحافيين من المجلة: «أريد أن أدلي بتصريح ختامي، من غير المقبول لأي ديمقراطي أو تقدمي أن يقف على الهامش في هذه الانتخابات النصفية». وفي لهجة شديدة تحمل انتقادات لديمقراطيين ينتقدون إدارته، قال أوباما: «على الناس تحمل المسؤولية، جلب التغير صعب، وقلت ذلك منذ البداية.. الناس الذين يريدون العودة إلى المنازل (أي عدم العمل) هم الذين لم يكونوا جدين منذ البداية». وانتقد أوباما الجمهوريين، قائلا: «على الصعيد الاقتصادي، أجندتهم الوحيدة تبدو أنها خفض الضرائب لا غنى الأميركيين». وتحدث أوباما مطولا عن الاقتصاد في المقابلة ومدافعا عن سياساتهم.

ويواجه الحزب الديمقراطي والجمهوري منافسة شديدة من حركة جديدة في السياسية الأميركية، هي حركة «حفل الشاي» التي تريد تقليص دور الحكومة في حياة الأميركيين مع توجهات يمينية اجتماعية وسياسية. وقال أوباما إنه يعتقد أن الحركة هي «خليط من خصال مختلفة في السياسة الأميركية منذ زمن طويل»، مضيفا أن «هناك ليبراليين أقوياء حقيقيين لا يؤمنون بالتدخل الحكومي بشكل عام في السوق أو المجتمع، وإن هناك محافظين اجتماعيين يرفضونني بنفس الطريقة التي رفضوا بها بيل كلينتون (الرئيس الأسبق)، وبنفس الطريقة التي سيرفضون أي رئيس ديمقراطي لأنه ليبرالي أو تقدمي أكثر مما يريدون». وتابع أن هناك أعضاء في الحركة «غضبهم موجه في الاتجاه الخاطئ»، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يقول أوباما إنه لا يتحمل مسؤوليتها. وإنها حديثه على حركة «حفل الشاي» أن فيها «بعض الأجزاء أكثر ظلاما، لها علاقة برفض المهاجرين، أو القلق مما أمثله كرئيس»، في إشارة إلى جذوره الأفريقية.

وأثار أوباما غضب قناة «فوكس نيوز»، أمس، بعد نشر المقابلة على الموقع الإلكتروني لـ«رولينغ ستون»، إذ تحدث عن القناة في رد على سؤال المجلة حول إذا ما كانت «مؤسسة جيدة للديمقراطية». وقال أوباما إن لدى القناة اليمينية «وجهة نظر أختلف معها، وهي وجهة نظر أظن في النهاية أنها مدمرة للنمو البعيد الأمد لبلد فيه طبقة متوسطة نشطة ومتنافسة في العالم». ولكنه أردف قائلا: «كمؤسسة اقتصادية كانت ناجحة بجنون». وعلى الرغم من أن القناة لم تصدر بيانا رسميا للرد على أوباما، انشغل الكثير من المذيعين في القناة بالرد على أوباما في برامجهم. وقال المذيع شون هانيتي: «مرة أخرى، نرى إذا اختلفت مع أجندة الرئيس اليسارية، فإنك تعرض نفسك للخطر». وانتقد هانيتي والمذيع بيل أورايلي تصريحات أوباما وسياساته.

ومن جهة أخرى، تحدث أوباما عن جوانب شخصية، منها أنه أحيانا يبكي عند التفكير في زوجته ميشيل، في رد على سؤال إذا ما كان الرئيس الأميركي يبكي أحيانا. كما أنه تحدث عن الأغاني التي يتمتع بالاستماع إليها على جهاز «آي بود»، قائلا إن لديه نحو 2000 أغنية من مغنيين كثيرين منهم ستيفي واندر، وبوب ديلين، وفرقة «ذا رولينغ ستونز».