جنرالات بريطانيون يعترفون: انسحابنا من البصرة لم يكن أفضل لحظاتنا

ضابطان أميركيان كبيران: القوات البريطانية منيت بهزيمة وتركت سكان المدينة لقمة سائغة لميليشيات

TT

نقلت تقارير إعلامية في لندن أمس عن ضابطين أميركيين رفيعي المستوى قولهما إن البريطانيين منوا بالهزيمة في البصرة وتخلوا عن مواطنيها وتركوهم لقمة سائغة في أيدي ميليشيات مارقة. وحسب صحيفة «الديلي تلغراف» انضم جنرالات بريطانيون إلى الضابطين الأميركيين مبدين في برنامج وثائقي بعنوان «سيكريت إراك» (العراق السري) كان مقررا أن تعرضه قناة «بي بي سي» مساء أمس ازدراءهم لغياب القيادة السياسية، وواصفين الانسحاب بأنه «ليس أفضل لحظاتنا» بعد أن أجبروا على التفاوض مع الميليشيات لضمان خروج آمن.

ونسب إلى الجنرال الأميركي المتقاعد جاك كين قوله «أعتقد أن الانسحاب كان خطأ فادحا... وقد ترك سكان البصرة تحت رحمة عملاء إيران الذين عاملوهم بوحشية وخوفوهم وأرهبوهم». بدوره قال الكولونيل الأميركي بيتر منصور، الذي كان ضابطا تنفيذيا معاونا للقائد الأميركي الجنرال ديفيد بترايوس، «لا أدري إن كان بمقدوركم النظر إلى الانسحاب البريطاني من البصرة عام 2007 من أي منظور آخر بخلاف أنه هزيمة».

من جهتهم، اتهم أهالي البصرة الجيش البريطاني بالتخلي عنهم، وقال أحدهم ويدعى وليد فارس «اختار البريطانيون حماية أنفسهم وتخلوا عنا».

من ناحيته، أشار البريجادير جون لوريمر، قائد لواء بريطاني، إلى الحالة التي قاربت الفوضى التي عمت المدينة عام 2005، عندما سقط اثنان من ضباط القوات الجوية الخاصة أسيرين وأضرمت النيران في دبابتين بريطانيتين. وصدرت أوامر إلى الميجور جنرال جوناثان شو بإيجاد سبيل لانسحاب القوات البريطانية من البصرة من دون أن يبدو هذا الأمر كانسحاب. وعليه، عقد شو اتفاقا مع زعيم إحدى الميليشيات، أشير إليه بحرف «زد»، كان مسجونا لتنظيمه هجمات أسفرت عن مقتل جنود بريطانيين. وسمح إطلاق سراح «زد» للبريطانيين بالانسحاب من البصرة من دون التعرض لهجوم. وقال شو: «لا يمكنني الادعاء بأنها كانت أفضل لحظاتنا... لكن اتضح لاحقا أن هذا كان الإجراء الأفضل المتاح لنا حينذاك بالنظر إلى الظروف المحيطة. وكانت قيادتنا السياسية تتحرك في اتجاهات مختلفة، وكان الوضع حرجا للغاية».