علاوي: وسطنا سورية لدى إيران لوقف تدخلاتها.. ولن نشارك في حكومة يرأسها المالكي

أكد لـ«الشرق الأوسط»: بعد لقائه الأسد أن الشعب العراقي سيرفض أية حكومة تفرض عليه * الصدر أيضا يحط في دمشق

إياد علاوي زعيم القائمة يتحدث للصحافيين بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أمس (أ.ف.ب)
TT

قال إياد علاوي، زعيم القائمة العراقية، إنه طلب من سورية أن «تسعى للتدخل لدى الدول الأخرى، وبالأخص إيران، لوقف تدخلاتها في الشأن العراقي ليتمكن العراقيون من تشكيل حكومة مستقلة وبإرادة وطنية». وكان علاوي وصل مساء أول من أمس إلى دمشق، فيما أكدت مصادر مطلعة أن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، حط أيضا في دمشق بالتزامن مع وصول علاوي.

وأضاف علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عقب لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، أمس «نحن نتشاور مع القادة في المنطقة وليس فقط سورية، وجزء مهم من هذا التشاور يتعلق بالتدخلات في الشأن العراقي وطلب عدم التدخل في الشأن العراقي». وحول ما تأمله «العراقية» من الدور السوري، قال علاوي «نأمل أن تبقى سورية معنية بفهم التطورات في المشهد السياسي العراقي وأن تسعى للتدخل لدى الدول الأخرى، وبالأخص إيران، لوقف تدخلاتها في الشأن العراقي ليتمكن العراقيون من تشكيل حكومة مستقلة وبإرادة وطنية». وردا على سؤال عن النقطة التي وصلت إليها مساعي إيجاد حل لتشكيل الحكومة، قال علاوي «لا تزال الأمور متعثرة والإخوان فيما يسمى التحالف الوطني يحاولون أن يعملوا جهدهم لمصادرة الرأي في الشارع العراقي واستحداث ما يسمى الكتلة الأكبر»، مؤكدا أنهم «لغاية الآن فشلوا في هذا، لكنهم نجحوا في تأخير تشكيل الحكومة، وفشلوا في اختيار شخص منهم يرشح لرئاسة الحكومة، كما فشلوا في تسمية رئيس لهذا التحالف الوطني». وعما إذا كان إرجاء تشكيل الحكومة مقصودا، قال علاوي «هناك محاولات لمنع (العراقية) ومحاولات لخرق الدستور والاستحقاق الانتخابي وتشكيل شيء آخر تنبثق منه وعنه حكومة، وإذا حصل هذا سيكون لـ(العراقية) موقف واضح من ذلك». وحول احتمال فرض حل نتيجة لتفاهمات دولية معينة، قال علاوي «أية حكومة تفرض على الشعب العراقي، فإن الشعب سيقف ضدها و(العراقية) لن تقبل بهذه المسألة». إلى ذلك، نفت مصادر عراقية قريبة من علاوي حصول أي لقاء بينه وبين الصدر في دمشق. وكانت مصادر عراقية في بغداد قد أشارت في وقت سابق أمس إلى احتمال أن يجتمعا وأن ينضم إليهما مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان. وحسب مصادر وفد «القائمة العراقية» كان مقررا أن يعود علاوي مساء أمس إلى بغداد.

وخلال استقباله علاوي والوفد المرافق له، الذي ضم زعيم جبهة الحوار الوطني صالح المطلق، ونائب رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي، ورئيس تجمع «عراقيون» أسامة النجيفي، والنائب عن «العراقية» محمد علاوي، جدد الرئيس السوري بشار الأسد موقف سورية الداعم «لأي اتفاق» يخرج العراقيين من الأزمة الحالية ويسهم في تشكيل «حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى الممثلة في البرلمان العراقي» وتكون قادرة على ضمان الحفاظ على «وحدة العراق وسيادته واستقلاله». وعبر الأسد عن «حرصه على الحفاظ على أفضل العلاقات بين سورية والعراق في شتى المجالات بما يحقق المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين».

وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس القائمة العراقية إياد علاوي وصالح المطلق زعيم جبهة الحوار الوطني في فندق شيراتون دمشق، حمّل علاوي إيران مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة العراقية، معلنا رفضه «المشاركة في أي حكومة يترأسها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي». وقال علاوي إن «هناك إصرارا لدى بعض الدول الإقليمية والدولية على مصادرة رأي الشعب العراقي» وعبر عن رفضه «التدخل بشكل قاطع في الشأن العراقي سواء أكان من دولة صديقة أو عدو». وأضاف علاوي أن «على إيران أن تفهم أن القائمة العراقية ليست في الموقع المعادي لتوجهاتها ولا هي تقرع طبول الحرب وإنما تؤمن بوجود مصالح حقيقية متبادلة مع إيران، ولكن نرفض وبشكل قاطع التدخل في الشأن العراقي» وعبر عن أسفه «لوجود تدخلات إقليمية ودولية في الشأن العراقي الداخلي ومن القوى الإقليمية التي تدخلت وتتدخل في الشأن العراقي»، وقال «طلبنا من القادة العرب والأجانب الذين لهم علاقة بإيران أن يطلبوا من الإخوة في طهران عدم التدخل في الشأن العراقي وترك القرار للإرادة العراقية»، وعما إذا كان هناك دور مطلوب من الرئيس الأسد في هذا الخصوص، قال علاوي «هذا ما ناقشناه مع الرئيس الأسد وتحدثنا بشكل مفصل عن العقد التي تتحكم بالمشهد العراقي، ونحن مستمرون في الحوار وتبادل وجهات النظر مع الأشقاء العرب وعلى رأسهم سورية التي احتضنت المعارضة العراقية أيام النظام السابق». وقال «نثمن الدور السوري المتعاطف مع العراق والداعي لوحدته وعدم تقسيمه، والداعي كذلك إلى عدم قيام حكومة طائفية» وأضاف علاوي أن قائمته حريصة على الحوار والتفاهم مع العمق العربي والإسلامي للعراق «وهذا ما أتى بنا إلى سورية للتشاور مع القيادات السورية فيما يحصل واستقرار وسلامة المنطقة»، مشيرا إلى أن دمشق «لم توفر جهدا في دعم استقرار العراق والمنطقة وهذا ما وعدنا به الرئيس الأسد». وأكد علاوي بشكل قاطع أن قائمته «لن تشارك في أي حكومة مقبلة يترأسها رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي».