«عزيزي» لدى مستخدمي «بلاك بيري».. من كلمة احترام إلى «انتقاد ساخر»

تحورت من نكرة إلى شخص بعينه منتشرة في «فيس بوك» و«تويتر» وموقع خاص للنكتة الجديدة

موقع «عزيزي.. مثلا» ويبدو التبويب بحسب التخصص («الشرق الأوسط»)
TT

تحوم تساؤلات في أوساط الشركات والمؤسسات التي تخاطب العملاء في السعودية، حول المطالبة بإيجاد كلمة مرادفة لمصطلح الاحترام «عزيزي»، وهي أول كلمة يوجهها المجيب الآلي فور الاتصال بشركات الخدمات.

وما إن دشن شاب في «فيس بوك» صفحة عنونها بـ«عزيزي.. مثلا»، حتى توافد نحو 27 ألف معجب بهذه الصفحة، مما يعكس تقبّل جمهور واسع، لما يسميه الطرف الآخر «سخافة»، وقد لا يتفق الفريقان إلا على نقطة واحدة في خضم التباين في الآراء حوله، وهي أنه من نتاج الـ«بلاك بيري»، بحسب أحمد بن صالح، وهو شاب سعودي يعمل في إحدى شركات الاتصالات في جدة (غرب السعودية). ويشير إلى ضرورة التفكير في تغيير المصطلح، معللا بأنه «قد لا يتمالك المأمور نفسه من الضحك عندما يصدح أحد العملاء مناديا بلهجة محلية (يا أخي غيروا كلمة عزيزي، احترمونا قليلا)».

الشاب بن صالح (22 عاما) يجزم أنه وزملاءه في فريق العمل، يتمنون أن يستبدل المصطلح حفاظا على سوء الفهم من بعض العملاء، فهم من الشبان المتابعين لأغلب المستجدات، «ولا بد أن نجدد بحسب ما يتداوله الناس.. لسنا في كوكب آخر حتى نلتزم بصيغة واحدة في التخاطب مع الآخر».

يأتي ذلك في وقت، تستخدم فيه لفظة «عزيزي» لدى معظم شركات الاتصالات والطيران، بل لا يكاد يخلو مجيب آلي في معظم الشركات الخدمية من هذا المصطلح.

«عزيزتي البلدية، بخصوص تكسيرات الشوارع، تبغونا نلعب (سوبر ماريو) مثلا!»، «عزيزتي ماجدة الرومي، بخصوص أغنية (كن صديقي)، هل عملتي إضافة لصفحتي في (فيس بوك)، وقلتلك لا مثلا!»، «عزيزتي حياة الفهد، بخصوص اسمك المركب، الأستاذة برنامج على قناة (ديسكفري) مثلا!». ما سبق غيض من فيض، لمئات جمل الـ«عزيزي» التي أخذت على عاتقها النقد الساخر، بناء على ما يشبه الاستمارة التي يعبئها مستخدم الـ«بلاك بيري» لحظة رغبته في التعبير أو السخرية بشكل عام.

ودأب «عزيزي» الذي حوله مستخدمو «بلاك بيري» إلى «معرفة» بعد أن كانت مفردة احترام تسبق المخاطب، منتشرا خلال شهر رمضان المبارك. بحسب شبان مطلعين على آخر المستجدات والتقليعات الطارئة على محادثات «بلاك بيري»، إذ تمتلئ قائمة المضافين لديهم بأصدقاء وصديقات من أرجاء متنوعة، شرق البلاد ووسطها وغربها.

وبناء على جملة مراسلات اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، فإن المستخدمين يمارسون تحويل أي نكرة إلى معرفة، بل تجاوز التحويل حد التداول، حيث رسموا شخصية افتراضية لـ«عزيزي»، ومن قبله ما يعرف بـ«المحشش»، وهي توصيف للنكت المتعلقة بمتعاطي الحشيش، بل من الطريف أيضا أن تكتب جملة «كبير يا محشش» نسبة إلى أن «المحشش» أكبر سنا من «عزيزي» الجديد، ومواساة لدخول «عزيزي» كمنافس على النكت والسخرية المتداولة. الأطرف من ذلك أن يتم مزجهما معا في نكتة مزدوجة، إذ جاء في رسالة تداولها المستخدمين: «عزيزي ومحشش تقابلا في مطعم، قال المحشش: خربت علينا جو النكت، فرد عزيزي: طيب (بشويش) لا تأكلني، المحشش: ليش؟؟ الأخ ساندوتش مثلا!!».

إلى ذلك، صمم مجهول موقعا إلكترونيا سماه «عزيزي»، بيد أنه ابتكر تبويبا للموقع يتناسب مع معجبيه، فهناك «سياسي مثلا»، «صحي مثلا»، «فني مثلا»، ويستقبل المشاركات بشكل فوري دون التكلف والتسجيل في الموقع، وامتلأ بالمشاركات المتعددة لأبوابه المتسقة.

وتبقى أبواب السؤال غير موصدة إطلاقا حالما يتعلق الأمر بعصر السرعة في تناقل كل ما يتعلق بالتقنية، بانتظار جديد ما سيطلقه مدمنو المحادثات الفورية على الهواتف الذكية عامة، و«بلاك بيري» على وجه الخصوص.