دراسة: تحديات تواجه مزودي الاتصالات للاستحواذ على حصة من نشاط تقنية المعلومات

«إرنست ويونغ» تنصح المشغلين بعقد اتفاقيات وشراكات استراتيجية مع الشركات المتخصصة

TT

كشفت دراسة دولية حديثة عن صعوبة وتحد يجابهان شركات الاتصالات في العالم يتمثلان في عدم قبول شرائح واسعة من العملاء أن تكون الشركات المشغلة لخدمات الاتصالات مزودا لخدمات تقنية المعلومات بمجالاتها المختلفة، ناصحة بضرورة أن تتجه شركات الاتصالات إلى إبرام اتفاقيات تعاون وشراكات مع شركات تقنية المعلومات. وقالت الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إنه على الرغم من أنها تشق طريقها في سوق الشركات والأعمال خارج نطاق خدمات الاتصال التقليدية، فإن شركات الاتصالات تواجه صعوبة في إقناع عملائها من الشركات بأنها جهة موثوق بها في مجال تزويد خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.وبحسب دراسة أعدتها «إرنست ويونغ» بعنوان «ما بعد الاتصال»، فإن أكثر من نصف من شملهم استطلاع الرأي يعتقدون أنه على شركات الاتصالات التركيز في تقديم خدماتها الأساسية فقط، بدلا من التوسع في مجالات جديدة.

وأوضح وسيم خان، رئيس قطاع الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «إرنست ويونغ» أن على شركات الاتصالات التي تهدف إلى النجاح في تقديم الخدمات غير الأساسية، تعزيز قوة شبكاتها، واستكشاف المزيد من فرص التعاون والشراكات الاستراتيجية مع شركات تكنولوجيا المعلومات، والاستماع إلى تحذيرات وملاحظات عملائها من الشركات فيما يتعلق بأي قصور في خدمات الاتصالات.

وأضاف خان في الدراسة أن اتفاقيات الشراكة والاستحواذ يمكن أن تعزز مكانة شركات الاتصالات في هذا الاتجاه كما تعتبر غير واسعة الانتشار بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مقارنة مع بعض المناطق الأخرى حول العالم، موضحا أن الشركات تدرك أن الحفاظ على شبكة عالية الأداء مدعومة بالاستثمار في بنية تحتية من البرمجيات، هو أمر حيوي لزيادة إنتاجيتها.

وقال خان: «ينبغي أن تعطي عمليات التطوير شركات الاتصالات السبق في الحصول على موطئ قدم في السوق فيما يتعلق بالخدمات غير الأساسية والمزيد من الخدمات التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات»، ملمحا إلى إمكانية الاستعانة بأطراف خارجية والاتجاهات التي يتبناها بعض مزودي الخدمات في منطقة الشرق الأوسط، بعض القيود التشغيلية الصعبة على الشركات التي تخطط للقيام بالمزيد من الأنشطة التي ترتكز على تكنولوجيا المعلومات أو الخدمات غير الأساسية.

وأظهرت الدراسة أن أكثر من ثلث الشركات في جميع أنحاء العالم تقوم الآن بشراء خدمات استضافة مواقع الإنترنت بنسبة 41 في المائة، وخدمات أمن الشبكة بنسبة 40 في المائة، وخدمات عقد المؤتمرات بنسبة 39 في المائة، وتركيب الشبكة وخدمات الصيانة بنسبة 36 في المائة، من مزودي خدمات الاتصالات.

وهنا يشير وسيم خان إلى أن «شركات الاتصالات ستكون في وضع أفضل إذا ما أظهرت مزيدا من الفهم لمتطلبات الأعمال الفردية الخاصة، وقامت بتصميم عروض خدماتها وفقا لذلك، بدلا من الترويج لمجموعة واسعة من الخدمات التي لا تريدها المؤسسات».

وأوردت الدراسة أنه على الرغم من أن أكثر من 20 في المائة من المؤسسات المستطلعة آراؤها أكدت اهتمامها بالحصول على خدمات الحوسبة السحابية وخدمات استشارات الأعمال من مزودي الاتصالات على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، إلا أن شركات الاتصالات لا تزال تواجه صعوبة في تعزيز مكانتها في مجالات معينة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضافت أن ما يقرب من نصف من شملتهم الدراسة أكدوا أنهم لا يعتمدون على مزودي خدمة الاتصالات لتقديم خدمات حفظ البيانات واسترجاعها، مضيفا أن العديد من العملاء يصفون تركيب الشبكات والأمن وخدمات عقد المؤتمرات واستضافة مواقع الإنترنت، بأنها خدمات «ذات قيمة عالية»، فيما أكد نصف من شملهم الاستطلاع أنهم «يستخدمون بعض هذه الخدمات بالفعل، أو أنهم مهتمون بالحصول عليها من مزودي خدمات الاتصالات».

وأبانت الدراسة أن صعوبة تغيير مزودي الخدمات تكون أحد العوامل التي تسهم في «ولاء العملاء»، إلا أن هذا العامل ليس السبب الكامل وراء ذلك. فبالنسبة لمعظم الذين شملهم استطلاع الرأي 60 في المائة، فإن الصعوبات المرتبطة بعملية تبديل مزودي الخدمات لا تعتبر حجر عثرة كبيرا لاتخاذ هذه الخطوة. وأوضحت أن شركات الاتصالات تستجمع قواها إذ إن 36 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعبرون عن رضاهم بمستوى خدمات الاتصالات التي يتلقونها. ومع ذلك، فإن الاستطلاع يظهر أيضا أنه لا يوجد رابط بين تقديم خدمة أساسية موثوق بها وميل المؤسسات للحصول على خدمات إضافية من مزود خدمة الاتصالات.