الهيئة.. ليست جزءا بل كيانا مستقلا؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

كانت التساؤلات منطقية من الإعلاميين.. ماذا عن هيئة دوري المحترفين؟.. إن دورها لا يزال تسويقيا أكثر من كونه إداريا وتنظيميا؟.

بالنسبة لي لم تكن الإجابات مقنعة لسبب بسيط، هو أن الخروج من عباءة اتحاد الكرة ليس أمرا سهلا..!!

في إسبانيا وإيطاليا ورغم الأقدمية في الاحتراف والتأسيس إلا أن رابطتي الدوري الإسباني والإيطالي لم تنجح جهودهما في الحصول على استقلالهما التام من اتحاد الكرة (نسبة الاستقلالية تصل إلى 70% أو تزيد).. صحيح أنهما تعملان بشكل عال ومهنية راقية وتحصلان على أموال بمئات الملايين من اليوروات وتدعمان اتحاد بلادهما جراء ما تقومان به لكن ذلك لم يكن كافيا لتنالا الحرية التامة في إدارة دوريهما..!

يقول الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإسباني (الليغا) فرانشيسكو روكا: لم ننجح بعد في تحقيق استقلاليتنا لأن العقلية القديمة لا تزال مسيطرة تماما على الاتحاد الإسباني.. إن لوائحه قديمة تعود إلى أكثر من 20 عاما..!!

على المستوى السعودي يقول المسؤولون: الهيئة جزء لا يتجزأ من اتحاد الكرة.. إنها ابن بار للاتحاد.. لا يا مسؤولون.. الهيئة ليست جزءا لا يتجزأ.. بل المفروض «أي مفروض» بل القانون يطالب بأن تكون كيانا مستقلا.. هكذا بهذا الاسم كما هو حال كل الراوبط في العالم.. صحيح أن هناك علاقة تنظيم بينها وبين اتحاد الكرة.. لكنها ليست جزءا منه.. هي فقط تدير دوري المحترفين السعودي والقانون الدولي يطالب الهيئة بضرورة أن تكون لديها جمعية عمومية تختلف عن جمعية الاتحاد المحلي وأن يكون عملها مختصا بالأندية التي تشرف عليها حاليا.. وربما في المستقبل عليها أن تشرف أيضا على دوري الدرجة الأولى لتبدأ في صناعة الاحتراف للأندية المحلية.

يجب أن تكون هيئة دوري المحترفين السعودي في رأيي وفي رأي القانون الدولي والقاري مستقلة تماما عن اتحاد الكرة.. لوائحها، عقوباتها، مواعيدها، عقودها التسويقية والنقل التلفزيوني، لجانها، يجب أن تكون مستقلة بعيدة عن أي عقود أخرى يقوم بها اتحاد الكرة.

حينما يكون هناك صراع داخلي بين الهيئة الجديدة واتحاد الكرة فعلى المسيرين أن يؤمنوا أن ذلك أمر طبيعي.. في إيطاليا مثلا لا تزال رابطة الدوري هناك تعاني من عدم وجود استقلالية تامة في عملها.. بعض لجانها كلجنة الحكام لا تزال خاضعة لسيطرة الاتحاد الإيطالي، بيد أن هذا النوع من السيطرة يجب أن نستفيد منه بالشكل الإيجابي من خلال الإدراك أن السعي لاستقلالية الهيئة هو الرغبة في تطوير الأندية والتركيز في العمل.

ختاما، تركيز الهيئة السعودية المحترفة في كرة القدم على تطوير أندية دوري زين يجعلها أكثر تألقا ونجاحا فيما على اتحاد الكرة أن يحدد نوعية المسابقات التي يشرف عليها ليكون أكثر إنتاجية وأكثر ارتقاء بعمله.

هو يتولى مسؤولية المنتخبات وتطويرها والإشراف على المسابقات الأخرى.. كما أن من حقه أن ينال نصيبه من ايرادات الهيئة في كافة العقود كما تنص اللوائح الدولية.

نعيش في مرحلة حساسة ومعقدة على الصعيد الرياضي لكننا بحاجة لمزيد من الشروع في اتخاذ القرارات الجريئة التي تختصر الزمن..؟!

[email protected]