حل أزمة الكرة الإيطالية بالناشئين

لويجي جارلاندو

TT

لقد شاهدنا بالأمس، في الطريق الصغير المؤدي إلى المركز الصحافي بمعسكر كوفيرتشانو والمؤدي إلى غرف اللاعبين، زملاء لنا عُرفوا بالصرامة والبرود الشديد بعد سنوات من العمل في الصحافة وتدربوا على اعتبار المدافعين ولاعبي خط الوسط المهاجمين مجرد أدوات عمل كالمطارق والأزاميل. لكن هؤلاء الزملاء بدا عليهم الرقة والتأثر بالأمس عندما شاهدوا جياني ريفيرا يعانق روبرتو باجيو، وانضم إليهم أيضا جيانكارلو أنطونيوني ليقارن بين شعره الذي خطه الشيب وشعر زملائه القدامى، وفي النهاية انضم أيضا لهؤلاء جيجي ريفا (وهم المسؤولون عن قطاع الناشئين بالاتحاد الإيطالي لكرة القدم). وقد حدث ذلك كله في أمتار قليلة وثوان قليلة. وكان تجمع هؤلاء النجوم السابقين معا فرصة لإثارة التساؤل وإبداء الدهشة حول هؤلاء النجوم الذين يعودون إلى دائرة الضوء ويعيدون إلى الأذهان ذكرى كرة القدم الراقية التي كانت مليئة بالمهارات والمواهب. لقد كان باجيو ورفاقه بمثابة الماضي الذي عاد للحياة أمس في معسكر المنتخب الإيطالي بكوفيرتشانو.

لكن حاضر المنتخب الإيطالي على العكس ظهر بشكل واضح في تصريحات تشيزاري برانديللي، مدرب المنتخب، الذي أخذ يشرح اختياراته للاعبين ومشكلات التشكيل. وقد ظهر القلق على برانديللي بدرجة كبيرة لم يبد عليها من قبل خلال تاريخه القصير كمدرب لمنتخب إيطاليا. وكان برانديللي يرغب في الاستمرار في سياسة الاعتماد على الشباب وكان يرغب، بعد إصابة دي سيلفيستري وأنطونيللي وترك سانتون لمنتخب تحت 21 عاما، في الدفع بلاعب شاب يمتلك نشاطا وحيوية ورغبة كبيرة في التألق. لكن برانديللي نظر حوله.. وفي النهاية، اضطر لاستدعاء اللاعب البطل زامبروتا ذي الـ33 عاما. وقد نظر برانديللي حوله أيضا بحثا عن لاعب يشبه بالوتيللي، ونظرا لعدم عثوره على مثل هذا اللاعب فقد أعلن مدرب المنتخب بالأمس أن طريقة (4/3/3) ستبقى هي طريقة لعب المنتخب الأساسية، لكنه سيضطر في الوقت نفسه إلى اللعب بطريقة الرومبو (4/3/1/2) لظروف طارئة. ولكن مَن سيقوم بدور لاعب خط الوسط المهاجم في هذه الطريقة؟ لن يكون ماوري، وربما يلعب كاسانو في هذا المركز، رغم أن المدرب يرى أنه يصلح أفضل للعب كرأس حربة ثانٍ. وكان نجوم إيطاليا السابقون يسيرون على طريق المركز الصحافي وجعبتهم مليئة بالكثير من اللاعبين الشباب. وبالأمس أيضا، ظهر الحاضر في معسكر كوفيرتشانو على النحو التالي: مدير فني قلق لأنه عندما يعصر بطولة الدوري لا ينزل منها سوى قطرات صغيرة من الموهبة.

وماذا عن المستقبل؟ لقد كان الإعداد للمستقبل يتم على الملعب الثاني الصغير بالمركز الفني في كوفيرتشانو حيث حضر كاسانو وبيرلو ودي روسي ولاعبون آخرون تسجيل فيلم تعليمي ليستخدمه المديرون الفنيون لمنتخبات الناشئين المختلفة. وسيقوم اللاعبون الناشئون بدراسة أبطالهم. وقد التقى ساكي وريفيرا وروبرتو باجيو أيضا في معسكر كوفيرتشانو. وقد بدءوا العمل بالفعل من أجل توفير اللاعبين المهرة لمنتخبات إيطاليا، بدءا من المهارات الأساسية وهي المهارات الفنية وجودة الأداء. ولعل ذلك سيسهم في الغد في ظهور نجوم جديدة على الطريق المؤدي إلى غرف اللاعبين، لكنها نجوم يستطيع المدير الفني للمنتخب الاستعانة بها.