تحية للإنتر واليوفي

أريغو ساكي

TT

تتوقف بطولة الدوري لارتباط المنتخب الإيطالي بتصفيات بطولة الأمم الأوروبية 2012، وبعد 6 جولات من الدوري يمكننا أن نقيم، هل أثر المونديال على عادات وعقلية فرق الدوري الإيطالي. وللأسف الشديد ما زالت فرق دوري الدرجة الأولى الإيطالي بصفة عامة تسير بنظام الدفع الخلفي، وتحرص الفرق على أن لا تتلقى دفعة سلبية من الفرق الأخرى أكثر من حرصها على إعطاء الدفعة للفرق الأخرى والحصول على مكانها في جدول ترتيب الدوري. ولا يشارك سوى القليل من الفرق في الهجوم بجميع لاعبيها الموجودين داخل الملعب، بينما تحرص معظم الفرق على وجود عدد كبير من اللاعبين في الشق الدفاعي. وتلعب الكثير من الفرق، إن لم تكن جميعها، بطريقة دفاعية تتميز بالخوف. ويطالب مسؤولو الأندية والكثير من المدربين لاعبيهم باستمرار بالتحلي بالجدية والحماس، وكلها عناصر هامة، لكن القلائل هم الذين يتحدثون عن الأداء الجميل والانسجام. إن الأداء الجميل يتعرض للنسيان رغم أنه يسهل مهمة الفوز لأنه يحسن من أداء اللاعبين كأفراد. وصحيح أن الجماهير لا تطالب بالأداء الجميل، لكن من الصحيح أيضا أنه إذا لم تلعب الفرق بهدف الفوز وإقناع الجماهير بمستواها فإنها لن تتحسن إلا بدرجة صغيرة وستفقد مشجعيها.

إن فريق لاتسيو، تحت قيادة لوتيتو، رئيس النادي، يحتل قمة ترتيب الدوري في مفاجأة من العيار الثقيل. ويعتبر هذا الأمر مكافأة للنادي، ولحكمة المدرب ريا، ولرغبة اللاعبين في التألق والتخلص من آثار الموسم الماضي السيئة. وعلى النقيض من تألق فريق لاتسيو يأتي تعثر فريق روما. ويبدو من الصعب أن تحظى مدينة روما الرائعة بفريقين متألقين معا، لا سيما إذا كان نادي روما يمر بمرحلة من عدم الاتزان على صعيد ملكية النادي وإدارته. إن القيمة الفنية موجودة لدى فريق روما، لكن ما ينقص الفريق هو الأداء الجماعي. ويجد المدرب رانييري نفسه في موقف صعب لا يحسد عليه، رغم قدراته العالية وخبرته العريضة.

وبعد بداية غير موفقة بدأ مستوى فريقي نابولي بقيادة ماتزاري وباليرمو بقيادة ديليو روسي في التحسن. إن فريق نابولي يصبح خصما يخشاه الجميع عندما يكون في قمة حالته البدنية. ويتميز أداء فريق ماتزاري بالسرعة والشراسة الهجومية والإيقاع السريع والتحرك من دون كرة. وإذا توفر صانع ألعاب مناسب يضبط إيقاع وسط الملعب ومدافع بارع فربما يطمح فريق نابولي في المنافسة على لقب الدوري. وفي ما يتعلق بفريق الميلان فإنه يحقق نتائج جدية في ظل بحثه المستمر عن التوازن. فالفريق في الوقت الحالي يبدي امتلاكا متميزا للكرة كعادته. ويتمتع الميلان كذلك بمهارات فردية على أعلى مستوى، ولذلك فإن الأداء النهائي للفريق يأتي جيدا بفضل إبراهيموفيتش وحماسه. وإذا تحسن الفريق على صعيد التنظيم والكثافة الهجومية فسيسفر العمل الرائع الذي يؤديه المدرب أليغري عن نتائج باهرة. ويستحق فريق الإنتر واليوفي تحية كبيرة على الروح الرياضية وعقلية الفوز التي أبدياها في لقائهما الذي يعتبر ديربي إيطاليا، فقد لعب كلا الفريقين من أجل الفوز، وليس فقط بالكلمات، وكانا يدافعان بالكثير من اللاعبين ويهاجمان أيضا بالكثير منهم. وظهرت في هذا اللقاء أن التحركات وامتلاك الكرة والضغط وطريقة اللعب الحديثة والهوية المميزة المرتبطة بتنظيم جيد داخل الملعب هي هدف بينيتيز وديل نييري. ولم يتم هذان المدربان عملهما بعد بشكل نهائي، وهو أمر طبيعي، لكن العمل الجيد الذي يقوم به المدربان يبدو واضحا في أداء الفريقين. إن الهدف هو كرة قدم أكثر عالمية تتحرك فيها الفرق وهي مربوطة بخيط خفي من أجل دعم وزيادة مهارات لاعبيها الموهوبين. وهو مثال جيد لكرة القدم الإيطالية التي ما زالت أسيرة للخوف بعد إخفاق المونديال.